2019_5_2_mourinho(C)Getty Images

جوزيه مورينيو - هل حان وقت الاعتزال أم تصحيح المسار؟

من ستوديوهات روسيا ومصر، مروراً بحضور مباريات كرة المضرب في ويمبلدون، ووصولاً لاستعاد الذكريات على شاشات التلفاز، هكذا أصبحت حياة جوزيه مورينو في الشهور الأخيرة.

بطل دوري الأبطال في مناسبتين منذ رحيله عن مانشستر يونايتد منتصف الموسم الماضي وابتعد عن المجال التدريبي رغم كونه واحداً من أبرز الأسماء وأفضلها في السنوات الأخيرة، ليخطو نحو عالم يبدو أنه دخله مبكراً ولم تحن لحظته بعد في حياة المدرب البرتغالي.

ورغم حديثه المتكرر عن وظيفته المقبلة، ولكن شيئاً فشيئاً تراجعت طموحات مورينيو، فبداية من الحديث عن رغبته في الفوز بدوري الأبطال مرة ثالثة وتولي أحد فرق القمة، عاد ليرحب بالمشاريع طويلة الأمد، ثم وصل به الحال لرفض عروضاً من الصين ونيوكاسل.

Jose Mourinho Lionel MessiGetty Images

تراجع الطلب على جوزيه مورينيو لا يأتي من فراغ، اتفقنا أو اختلفنا حول فترته في مانشستر وأسباب فشل الفريق وقتها، ولكنه يتحمل جزء من المسؤولية بجموده الفكري ورفضه التحديث من أساليبه التدريبية.

المتابع لمورينيو يشعر وكأن الزمن توقف به بعد التتويج مع إنتر بالثلاثية في 2010، بعدها في ريال مدريد أعاد الفريق للتنافسية ولكن فشل في كسر هيمنة برشلونة ودخل في صدامات مع نجوم فريقه قبل الآخرين، ثم أتت تجربة تشيلسي الموفقة في عامها الأول والكارثية في الثاني وإقالته بعد اقتراب الفريق من دوامة الهبوط.

لا أحد يطلب من مورينيو التخلي عن أساليبه الدفاعية وتكتيكاته المتحفظة، ولكن وجب التطوير كما يفعل كل المدربين، جوارديولا في سيتي لا يغير فلسفته الهجومية، ولكن يجدد في تطبيقها، أليجري قبل رحيله عن يوفنتوس تنقل بين الطرق المخلتفة والأساليب في محاولته للنجاح الأوروبي، والأمثلة عدة، ولكن مورينيو يصر على التمسك بحبل الماضي، فأصبح أسلوبه محفوظاً، وأي مدرب من الخصوم يتابع مباريات قديمة له يعرف كيف يتغلب عليه، والدليل كم النقاط المهدرة من قبل مانشستر يونايتد في العامين الماضين أمام فرق منتصف وقاع الجدول.

عناد مورينيو الفكري يدفع ثمنه الآن، لا يوجد نادي كبير يريد المخاطرة وتعيينه، حتى محبوبه إنتر فضل التعاقد مع أنطونيو كونتي على إعادته، وبايرن ميونخ راهن مجدداً على نيكو كوفاتش رغم عثرات الموسم الماضي على تعيين البرتغالي، وبالطبع كبريائه لم يسمح له أن يرحل للصين أو الخليج مثل عديد الأسماء التي سبقته هناك بحثاً عن المقابل المادي.

Antonio Conte Jose Mourinho Chelsea Manchester UnitedGetty Images

استمرار عناد مورينيو قد يكلفه مشواره التدريبي ويضع له نهاية مبكرة، ربما تكون فترة الابتعاد عن الملاعب في الوقت الحالي، حتى ولو لم تكن باختياره، أمراً إيجابياً لإعادة الحسابات، وموسم دون عمل مع نادي سيعطيه الفرصة لترتيب أوراقه والتمعن في أسباب تراجع الطلب عليه، فلا يزال الوقت مبكراً عليه لسرد إنجازات الماضي في برامج التلفاز.

راحة مورينيو الإجبارية قد تؤدي إلى طريقين، إما أن يجد نفسه مطلوباً مجدداً خلال أو بعد نهاية الموسم المقبل مع التحركات التي ستحدث، فمهما كان مدرب بحجمه وخبرته يبقى حلاً جذاباً، كما أن فكرة تدريب المنتخبات حل مقبول في الفترة المقبلة بعد تراجع أسهمه على صعيد الأندية، وإما سيكون على البرتغالي النظر نحو أن يكون التحليل الفني عملاً دائماً، ويعيش في فقاعة الماضي وذكريات مضت وولت من سنوات، بدلاً من إضافة المزيد لسجل المرصع بالبطولات.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0