"لقد بدأ الحلم معي، أردت دائمًا أن يكون لدي ابن يلعب كرة القدم. أعتقد أن هذا كان أكبر هدف في حياتي".. كانت تلك كلمات السيدة، فلافيا، والدة جواو بيدرو، عندما كانت تتحدث عن تألق ابنها.
لحسن الحظ بالنسبة لها، أصبح هذا الحلم حقيقة، على الرغم من أن قلة من أسرته كانت تتوقع أن يتألق اللاعب في هذا السن من مسيرته.
بعد 53 دقيقة في مباراتين مع الفريق الأول لناديه، هز المهاجم اليافع الشباك في خمس مناسبات، بالإضافة إلى صناعته لهدف.
بينما أنجبت كرة القدم البرازيلية بعضًا من أعظم الهدافين الذين شهدهم العالم على الإطلاق، فإن القليل منهم حققوا مثل هذا التأثير الفوري.
كانت أولى خطوات جواو بيدرو في عالم كرة القدم عندما كان عمره أربع سنوات عندما اصطحبه أحد أصدقائه إلى مدرسة لكرة القدم بالقرب من منزله في ريبيراو بريتو، المدينة الريفية في ساو باولو حيث ولد.
في سن العاشرة، لفت انتباه العديد من المتفرجين خلال دورة في مدينة فالبارايسو، وكان من بين الحضور لويز فيليبي، كشاف اللاعبين من نادي فلومينينسي. ونظرًا لحماسه بموهبة اللاعب عرض على والدته أن يسافر إلى إلى ريو دي جانيرو لإجراء اختبارات مع النادي، ووافقت والدته على الفور.
عادة ما تستمر هذه الاختبارات حوالي أسبوع قبل اتخاذ أي قرار. تمت الموافقة على ضم جواو بيدرو بعد دورة تدريبية واحدة فقط!
Getty Imagesفي السنوات الأولى من مسيرته في فلومينينسي، لعب جواو بيدرو كجناح. قبل أن يُقرر مدرب فريق الشباب مارسيلو فيجا تحول مركزه إلى قلب الهجوم.
وقال فيجا في مقابلة مع جلوبوبسورت "لقد لاحظت خلال التدريب أنه كان يمتلك موهبة في التمركز الجيد وتسجيل الأهداف. كان بإمكانه التسيديد بكلتا قدميه وامتلك نجاعة تهديفية كبيرة، ويلعب بشكل جيد وظهره للمرمى، ومن هنا قررت أن أشركه كمهاجم".
وتابع "أكثر ما يعجبني فيه هو عقليته. إنه يتطلع دائمًا إلى التعلم. في بعض الأحيان، لدينا لاعبون شباب لا يقبلون الأمر ولا يُحبون التوجيهات. لكن جواو أبدى التزامًا دائمًا بإنجاح الأمور، والتعلم والتطور".
غريزته التهديفية كانت خارقة، فقد أنهى الموسم مع فريق الشباب بـ36 هدفًا في 38 مباراة، ليتم تصعيده فورًا للفريق الأول.
Getty/Goalلم يمر الكثير من الوقت حتى جذبت عروضه انتباه نادي واتفورد الإنجليزي، وتم التوصل إلى اتفاق في نوفمبر 2018 للانضمام إلى صفوفه في يناير 2020، وبذلك يسير على نفس خطى ريتشاردسون قبل عامين ونصف العام.
وقالت والدته في مقابلة "ما يريده جواو بيدرو، وكذلك عائلته ووكلائه، هو أن يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز. ونحن نؤمن بذلك".
"كان هذا موضوعًا عندما تحدثنا إلى رئيس واتفورد، بأن جواو سيكون لديه بالفعل فرص ويحقق حلمه. لكن في الوقت الحالي، نعمل بجد للفوز بألقاب في فلومينينسي".
ظهر جواو بيدرو لأول مرة مع فلومينينسي في 18 مايو عندما خرج من على دكة الاحتياط في الدقيقة 70 من مباراة الدوري البرازيلي أمام كروزيرو. بعد عشرين دقيقة كان قد سجل أول هدفين له في كرة القدم على المستوى الأول.
بعد ستة أيام من هذا التألق الكبير في أول مباراة، شارك أساسيًا أمام أتلتيكو ناسيونال في بطولة كأس سودامريكانا (أي ما يعادل الدوري الأوروبي في أمريكا الجنوبية). في غضون 33 دقيقة، سجل أول هاتريك له مع الفريق الأول وصنع هدف لزميله في الفريق لوتشيانو نيفيس في المباراة التي انتهت بالفوز 4-1، أي أنه ساهم في كل الأهداف.
بعيدًا عن كرة القدم، يحب جواو ألعاب الفيديو ولعب كرة القدم عبر الإنترنت. كما يحب الموسيقى، وعن حياته تقول والدته." إنه طفل مرح. خجول بعض الشيء، ولكن بمجرد أن يشعر بمزيد من الراحة، يضحك ويمزح ".
يبلغ جواو بيدرو عامه الثامن عشر في سبتمبر ، وبعد بضعة أشهر سيكون في طريقه إلى الدوري الأكثر شعبية في كرة القدم العالمية. حتى ذلك الحين سيستمر في اللمعان في دوري بلاده.