Guardiola AncelottiGetty

جوارديولا يشتري البطولات .. اتهام ينفيه أنشيلوتي!

تُوج بيب جوارديولا بالدوري الإنجليزي مع مانشستر سيتي، وهو اللقب الرابع له مع الفريق خلال مسيرة بدأت عام 2016 وشهدت تتويجه بألقاب أخرى ليس بينها دوري أبطال أوروبا.

لا يستطيع أحد إنكار دور المدرب الإسباني الكبير في تطوير كرة القدم الخاصة بالسيتي أو تتويجه بالألقاب، لكن البعض يُشكك في قوة تأثيره على مسيرة النادي في عهده، معيدًا الفضل فيها للملايين التي أنفقت على شراء النجوم الكبار، والتي تخطت في المجموع المليار يورو.

اقرأ أيضًا | "جوارديولا الشرير" .. ضحية الاستفزاز أم تخلى عن قناع المثالية؟

جوارديولا لا يفوز بالألقاب بل يشتريها بالأموال التي تُنفق لضم النجوم .. هذا هو شعار كل من يريد الانتقاص من المدرب الكتالوني، بجانب طبعًا إبراز حقيقة أنه لم يستطع الفوز بدوري الأبطال رغم وصوله النهائي مرة ونصف النهائي مرة أخرى وشهادة الجميع بأنه كان دائم الخروج بتفاصيل صغيرة يتحمل مسؤوليتها أحيانًا وأحيانًا أخرى لا.

دور المال في كرة القدم حاليًا لا يستطيع أحد تجاهله، وشراء النجوم في سوق الانتقالات بات ضروريًا لبناء فريق قوي قادر على حصد الألقاب، لكن الحقيقة الراسخة والتي أكدتها كرة القدم مرارًا وتكرارًا هي أن المال وحده لا يستطيع أبدًا شراء البطولات، واسألوا ليستر سيتي وبوروسيا دورتموند وليل والفتح السعودي وميلان القريب من انتزاع لقب الدوري الإيطالي من إنتر ويوفنتوس ونابولي رغم تفوقهم ماليًا.

الكثير من الأندية أنفقت الكثير من الملايين لبناء فرق قوية ولكنها رغم ذلك فشلت في إسعاد جماهيرها وحصد ما يكفي من البطولات ليُوازي هذا الإنفاق الكبير، فريق الأحلام في الزمالك والجالاكتيكوس في ريال مدريد وما أنفقه مانشستر يونايتد بعد السير أليكس فيرجسون، ولكن الحديث اليوم مُخصص عن ميلان بداية الألفية.

ميلان 2003-2007 أحد أقوى الأجيال في تاريخ كرة القدم الإيطالية والعالمية، فقد ضم الفريق آنذاك تشكيلًا أساسيًا كل عنصر به إن لم يكن الأفضل في مركزه في العالم، فهو على الأقل ضمن أفضل 3.

ديدا في حراسة المرمى وباولو مالديني وأليساندرو نيستا وياب ستام في الدفاع، كافو في الجانب الأيمن وسيرجينيو في الأيسر، مجموعة وسط ذهبية بقيادة أندريا بيرلو وروي كوستا وكلارنس سيدورف وجينارو جاتوزو، وهجوم يقوده أندريه شيفتشينكو وفيليبو إنزاجي ويدعمه من الدكة يان دال توماسون، وحبة الكرز لهذا الجيل العظيم كان الساحر البرازيلي ريكاردو كاكا.

ميلان أنفق الكثير من الملايين لبناء هذا الفريق الأسطوري، وبعض الأسماء وصلت ورحلت دون لفت الانتباه كثيرًا مثل كوزمين كونترا وخوزيه ماري، وقد قاده المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي بعدما منحه سيلفيو بيرلسكوني الفرصة عقب فشله في الفوز بأي لقب مع يوفنتوس.

4 سنوات امتلك فيها أنشيلوتي فريقًا عملاقًا كان قادرًا على السيطرة به محليًا وقاريًا، مثلما فعل أريجو ساكي مع جيل ميلان نهاية الثمانينات وبداية التسعينات الذهبي، لكن المدرب الإيطالي اكتفى بالنجاح القاري وخيب الآمال محليًا.

لم يُتوج الروسونيري خلال تلك الفترة سوى بلقب وحيد للدوري الإيطالي كان موسم 2003-2004، ولكنه حصد لقبين لدوري أبطال أوروبا وخسر بينهما نهائي اسطنبول الشهير أمام ليفربول، وأضاف لتلك الألقاب عدة إنجازات أخرى مثل كأس السوبر القاري ومونديال الأندية وكأس إيطاليا ... الحصيلة خلال 8 سنوات 3 ألقاب كبيرة فقط رغم النجوم العديدة والدعم المالي الكبير.

باعتقادي أن أنشيلوتي مدرب جيد جدًا تكتيكيًا، وقد كان خلال عمله مع ميلان جيد فقط، لكنه يُعوض ذلك النقص الفني بتعامل رائع مع اللاعبين وبناء غرفة ملابس قوية جدًا، وهذا سر نجاحه مع ميلان وريال مدريد تحديدًا، ومع هذا لا يمكننا تجاهل حقيقة أنه مدرب محظوظ في دوري الأبطال وأن حقيقة مستواه تظهر جليًا في المعارك المحلية في ملاعب إيطاليا الصعبة.

برأيي أن بطولة الدوري هي المعيار الحقيقي للحُكم على مدرب ما، لأنها تضعه في اختبارات صعبة ومواقف عديدة يجب أن يُجيد التعامل معها، تبتسم له الظروف أحيانًا وتغلق الباب في وجهه أحيانًا أخرى ... لكن المهم أن كل فريق ومدرب يُجرب كل شيء خلال مشواره في الدوري، والمدرب الذي يخسر أقل عدد من النقاط في فترته السلبية ويجمع أكبر عدد منها في فترته الإيجابية يُتوج باللقب في النهاية.

دوري الأبطال أو مباريات خروج المغلوب تختلف كثيرًا، لأنها بطولة تعتمد على الظروف وحالة الفريقين خلال المواجهة نفسها، من يستطيع أن يقول مثلًا أن مواجهة برشلونة بتواجد ليونيل ميسي مثل اللعب ضده بغيابه؟ من يقول أن غياب بافيل نيدفيد عن نهائي دوري الأبطال 2003 لم يكن مؤثرًا جدًا على يوفنتوس؟ ومن يُنكر أن ميلان فعل كل شيء ليفوز بنهائي 2005 لكن الحظ عانده ووقف بقوة مع ليفربول وحارس مرماه دوديك؟

دوري الأبطال في النهاية مباريات كؤوس، ونقول دومًا أن تلك النوعية من المواجهات تقبل كل النتائج وتُحسم عادة بتفاصيل صغيرة وصغيرة جدًا أحيانًا، وما فوز ريال مدريد على مانشستر سيتي مؤخرًا إلا دليل واضح على ذلك، إذ لم يستحق الفريق الملكي أبدًا الفوز حسب كل الحسابات الفنية في عالم كرة القدم، والأمر ينطبق كذلك على مواجهة تشيلسي.

المال وامتلاك فريق مدجج بالنجوم لا يضمن أبدًا الفوز بالألقاب، جوارديولا امتلك المال والنجوم ونجح في حصد الدوري الإنجليزي الأقوى في العالم حاليًا 4 مرات خلال 6 سنوات، فيما لم ينجح أنشيلوتي الذي امتلك نفس الإمكانيات تقريبًا سوى مرة واحدة خلال 5 سنوات!

المدرب الإسباني لم يكتف فقط بالسيطرة على الدوري الأقوى في العالم، بل خلق هوية جديدة لمانشستر سيتي وجعله الفريق الأكثر قدرة على إمتاع العشاق والخصوم بكرة القدم التي يُقدمها، وهذا شيء لم يقم به الكثير من المدربين في تاريخ كرة القدم.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0