في الثاني والعشرين من يناير 2017 حل الصمت على مدرجات "ستامفورد بريدج" عقب التصادم المروع بين ريان ميسون، لاعب هال سيتي، وجاري كاهيل، مدافع تشيلسي.
وصل ميسون للكرة أولاً ولعبها برأسه، ولكن وصول كاهيل المتأخر تسبب في كسر بجمجمة اللاعب الأغلى في تاريخ نمور هال وتحول دراماتيكي في مشواره الكروي جعله المدرب الحالي لتوتنهام بعمر التاسعة والعشرين فقط.
Getty Images
لمن لا يعرف مدرب سبيرز الجديد فهو ريان ميسون من مواليد إنفيلد بلندن، من أبناء توتنهام قلباً وقالباً، بدأ مشواره مع الفريق منذ 1999 بقطاع الناشئين حتى بلغ الفريق الأول في 2008.
المباريات التالية
مع الفريق الأول لم يحصل على فرصة كبيرة، فرغم أنه كان على ذمته منذ 2008 وحتى 2016، ولكن متوسط الميدان لعب فقط 53 مباراة بقميص سبيرز وسجل هدفين وأمضى معظم سنواته في إعارات مع يوفيل، دونكاستر، ميلوال، ولوريان.
رغم أنه في موسم 2015-2016 تقلد شارة قيادة الفريق، ولكنه قرر الرحيل والبحث عن فرصة للعب أساسياً وانتقل إلى هال سيتي في مطلع موسم 2016-2017 مقابل قرابة 15 مليون يورو ليصبح اللاعب الأغلى في تاريخ النادي.
Getty Images
سريعاً تحول ميسون لقطعة أساسية في تشكيل النمور وبدأ أخيراً في إظهار إمكانياته وموهبته في وسط الميدان، ولكن الرحلة لم تستغرق أكثر من 16 مباراة وستة أشهر حتى تلك الإصابة المروعة في "ستامفورد بريدج".
خضع ميسون وقتها لجراحة معقدة احتاج فيها لتركيب 14 شريحة معدنية في جمجمته تم تثبيتها بواسطة 28 مسماراً، مما تسبب في جرح بطول 6 إنش برأسه احتاج ل45 خياطة!
النتيجة الحتمية لكل ذلك كان الابتعاد عن الملاعب وقرار نهائي بالاعتزال رغم محاولات اللاعب على مدار سنة كاملة التعافي والتجهيز للعب مجدداً، ولكن الأطباء نصحوه بالعكس وحذروه من المخاطر، ليتخذ قراره النهائي بالتوقف في فبراير 2018.
مباشرة قرر ميسون المواصلة في عالم الكرة ولكن من باب آخر وهو التدريب، ففي أبريل 2018 التحق بالجهاز الفني لتوتنهام وعمل مدرباً لفريق تحت 19 عاماً، ثم ترقى ليصبح مديراً لتطوير الناشئين وفرق من تحت 17 وحتى 23 عاماً.
Getty
خلال تلك الفترة عمل ميسون على التوعية بخطورة إصابات الرأس وطالب حتى بمنع لعب الكرة بالرأس في فئات الأطفال والناشئين وحذر من خطورتها وخطورة الإصابات الناتجة منها، وهو أكبر مثال حي!
القفزة الكبرى حدثت قبل أيام عندما أعلن توتنهام عن إقالة جوزيه مورينيو وتعيين ميسون بديلاً مؤقتاً له حتى نهاية الموسم، القرار الذي أتى قبل أسبوع فقط من اللقاء الأهم للفريق في الموسم بنهائي كأس كاراباو مع مانشستر سيتي والفرصة لكسر صيام الفريق عن الألقاب.
Getty Images
قوبل تعيين ميسون بنقد كبير، ليس فقط بسبب صغر سنه وقلة خبراته ولكن في الأساس لأنه يخلف مورينيو في وقت حساس. بول ميرسون، نجم سبيرز السابق انتقد القرار وقال إن لو كان هناك شخصاً وحيداً يصلح لإيقاف سيتي وبيب جوارديولا هو مورينيو، وتوقع أن فريقه سيسلم الكأس لخصمه بين الشوطين!
حتى نجم الفريق الحالي جاريث بيل علق على ظهور ميسون الأول مدرباً أمام ساوثامبتون بنوع من السخرية رغم فوز الفريق وقال إن المشاكل التي واجهها في الشوط الأول أقرب "بالتسنين" بسبب قلة خبرة مدربه، مشيراً إلى أنه يحتاج بعد للوقت.
Goal Ar
الآن ميسون يجد نفسه أمام فرصة ذهبية، نهائي أمام مدرب بدأ مثله في سن صغيرة ومنذ يومه الأول حقق النجاحات حتى تحول لأسطورة في مجاله، وهو يعلم أن الانتصار إذا حدث على سيتي وجوارديولا سيفتح له أبواب المجد على مصراعيها ويكتب له شهادة ميلاد تدريبية واعتراف لم يحظ به كلاعب حتى.
سوء حظ كبير صادف الموهوب الإنجليزي في مسيرته، ولكن اليوم ها هي الحياة تكتب له سيناريو مغاير وغير متوقع وتعطية فرصة لإعادة كتابة مسيرته، وقد يكون الخامس والعشرين من أبريل فرصته لمحو ما حدث قبل قبل السابع عشر من يناير 2017 والبدء من جديد.