Hilal SPL 2021-2022Hilal Twitter

جلال الزهراني يكتب: تنازلات، رهانات وضغوطات مختلفة .. قصة آخر مباراتين

في كرة القدم هناك مصطلحات دارجة بعضها ما هو خاطئ وبعضها صحيح وبعضها يستخدم في غير سياقة من ضمن هذه الجمل عندما يقال سنلعب المباريات وكأنها مباريات كؤوس للدلالة على التركيز التام والقتال لعدم التفريط بأي نقطة.

كل بطل سيحقق بطولة الدوري سيقول ذلك لا محالة ولكن مع الهلال تحت قيادة رامون دياز هذه الجملة أخذت منحى آخر على الصعيد الفني في آخر مباراتين تحديداً في الموسم، وهما المباراتان الوحيدتان اللتان لعبهما الهلال وعليه ضغوط تحقيق اللقب.

اقرأ أيضًا | جول 11 | قرارات جريئة وقضية خاسرة .. ملامح ريمونتادا تتويج الهلال بالدوري السعودي

الموضوع يُستكمل بالأسفل

وللمرة الأولى وهو تحد وعهد بدأ منذ خسارة لقب الكأس أمام الفيحاء وكأنها الضارة النافعة ووصول كل هلالي داخل وخارج النادي للحد الفاصل بين الانهيار والتجلّي ولمرحلة الأغلب توقع أن تساهم كل ظروف تلك الخسارة المعنوية والتي أضيفت لخسائر بدنية وفنية تسبب بها ضغط المباريات والتي جعلت الفريق يدخل لقاء الاتحاد بغيابات واستعدادات أصنفها من الأصعب منذ مواسم عديدة.

مع كل ذلك قدم الهلال ملحمة تاريخية وساهم بأن يخسر الاتحاد الثقة أولًا والدخول في فترة الشك قبل أن يخسر تلك النقاط الثلاث والتي جعلت الفارق يصبح إلى نقطتين فقط قبل ثلاث جولات أخيرة ستلعب أحدها قبل التوقف والبقية بعده.

ومنذ اللقاء الأول بعدها ضد الطائي سقط الاتحاد ليسلّم الصدارة رسمياً للهلال للمرة الأولى بعد فارق نقاط كبير لم ير أغلب المتابعين وأنا من بينهم أن الدوري شبه انتهى للاتحاد.

جاء التوقف الدولي بعد ذلك، انتظارًا وترقبًا للجميع باستثناء الهلال الذي كان بحاجة هذا التوقف أكثر من غيره لأن حجم الضرر والتعب والإجهاد الذهني والبدني لا يوصف.

الهلال لمن تابعه مع رامون دياز يعلم بأنه الفريق الذي لن يتخلى عن استحواذه مطلقاً، الفريق الذي يتواجد في ملعب الخصم دائماً ويهاجم حتى ب ٨ عناصر أحيانا، الفريق الذي سترى زيادته العددية في منطقة الخصم في جميع هجماته.

الفريق الذي سيكمل كلا الظهيرين فيه للأمام دائماً، الفريق الذي سيصنع عديد المواقف الهجومية والفرص، واللاعب في الهلال يضغط دوماً لاستعادة الكرة في أقصر وقت ممكن حتى يستحوذ بعد ذلك ويخلق فرصه وفي كل ثنائية سيفكر أولا كيف أخلق موقفاً هجومياً من ذلك.

دعوني أقول لكم إن الهلال في آخر مباراتين لم يكن هذا المجازف وكان الحذر لعدم ارتكاب الأخطاء هو السائد، مدرب أراد تأمين دفاعاته دون إعطاء الكثير من المساحات وفريق لديه من الحلول الهجومية ما يخدم تحولاته وهو ما تحقق في الأهداف التي سجلت.

لم نر مجازفات كبرى وكل لاعب فكّر في عدم إعطاء الخصم أي أفضلية وهذا حدث منذ شوطه الأول أمام الفتح وتأكد فعلاً وازداد إثباتًا بعد الظروف والمتغيرات التي حصلت من بعد نهاية ذلك الشوط عندما خسر الهلال ساتره الدفاعي الأول كويلار في تصرف غير مبرر ليلعب ناقصاً لشوط كامل.

أكمل ذلك اللقاء سلمان وكاريّو في ذلك الخط وبذل لاعبيه جهداً إضافيًا ليقدم الفريق شوطاً استثنائياً عزز فيه تفوقه بهدف ثالث دون أن يتعرض مرماه لأي تهديد سوى في لقطة أو لقطتين بالمقابل أضاع فرصًا محققة وركلة جزاء إضافة لهدف ثالث سجله ماريجا أنهى به الأمور.

ولكن لأنه لا معركة دون خسائر فمع غياب كويلار سيغيب جانغ والبليهي بالبطاقة الثانية ليدخل الهلال في تحدٍ أصعب دونهما ودون البديل الأول لهما متعب المفرج الذي ستضمه لكلاً من كنو والمالكي والجوير وصالح الشهري وبيريرا الذين يكملون غياباً منذ فترة عن الفريق.

يوم الإثنين، درة الملاعب، مدرجات زرقاء، الهلال يدخل اللقاء الأخير أمام الفيصلي بخط دفاع جديد وثلاثة لاعبين ليس لديهم المقدرة من الجهاز الطبي على لعب ٩٠ دقيقة كاملة، لقاء في خطين متعاكسين بين فريق يبحث عن تفادي الهبوط ويقاتل من أجل ذلك وآخر يسعى لحسم اللقب أمام جماهيره الكبيرة.

خط دفاع مكوّن من سعود عبد الحميد ومحمد جحفلي وليعود بذلك البريك أساسيًا مرة أخرى ويشارك عطيف أساسيًا بديلاً للكولومبي الغائب وهذين الاثنين ومعهم كاريّو هم من أقصدهم سابقاً بعدم القدرة الكبرى على لعب اللقاء كامل بحسب الاختبارات السابقة، مع ذلك هذا الثلاثي قدموا أداءً فوق قدرتهم البدنية، بل إن كاريّو أكمل اللقاء كاملاً وكان بطلاً لتلك اللقطة الأخيرة التي حبست الأنفاس.

أما أن أردت أن أفصل أكثر، هذا اللقاء دخله الهلال بنفس الفكرة والتركيز والرغبة أن لا نرتكب الأخطاء ولا نوفر المساحات، والواجبات الدفاعية بالضغط والمساندة أولًا قبل كل شيء، نعم هذا الأمر سيجعلك ترى الفريق أقل حدّة هجومية وأقل فرصًا، ونعم سنفقد الاستحواذ مثل لقاء الفتح ونعم لن يكون لدينا نفس المواقف الهجومية ولكنها "مباريات كؤوس" تكسب أولًا.

وهذه المرة كان الرهان على الأفراد في الخط الأخير وفي التحولات التي سجلنا من عدد فرصًا أقل بكثير من مباريات كثيرة سابقة وهو ما يناقض بعض ما يردد من البعض بشأن مرونة هذا المدرب أو تحضيره أو قراءته للموقف كاملاً وهو الرهان الذي نجح وجعلك بطلاً في النهاية لأصعب وأعظم دوري وربما تحد قد شاهدته شخصياً.

يقال إن المدرب عبارة عن مجموعة أفكار ورهانات والرهان هذه المرة نجح كفكرة وتنفيذ إلى الصافرة الأخيرة التي أعلنت الهلال بطلاً للدوري الثامن عشر مبتعداً بفارق ١٠ بطولات دوري كاملة عن أقرب منافس له.

وتكون ذكرى لن تنسى أبدًا لكل فرد أعاد الهلال من بعيد ليلعب أولًا كرة القدم التي نفخر بها جميعاً ويقدم مسيرة إعجازية لم تكن ستتحقق -بإذن الله- دون الجيل الأعظم والمدرب الأعظم والرئيس الأعظم والمدرج الأعظم.

إعلان