Mourinho GuardiolaGoal Ar/Social

جريمة "ماذا لو" .. جوارديولا يتجه إلى القطب الجنوبي لتكرار نجاحات مورينيو مع روما!

عبارة "ماذا لو" ارتكب من خلالها العديد من الجرائم في كرة القدم، منها جريمة تُرتكب بشكل سنوي في حق الإسباني بيب جوارديولا مدرب مانشستر سيتي.

جوزيه مورينيو رحل عن طريق بيب تمامًا بعدما فشل مع الكبار، لينتقل إلى مستوى أدنى مع روما وينجح مع الذئاب، لتظهر المقارنة من جديد رغم عدم وجود أي أساس لها من المنطق.

غياب الحقيقة المُطلقة عن اللعبة وقواعدها ومعايير النجاح بها بشكل عام، يجعل الكثيرون يضعون كلمة "ماذا لو" وبعدها أي شيء آخر يريدون إثبات حقيقته دون أي دليل مادي أو واقعي.

المال هو سبب نجاح جوارديولا

Pep Guardiola Celebration Man City 2022-23Getty

التهمة الأوضح بالنسبة لبيب هي أن كل نجاحاته جاءت بسبب الأموال، وكأنه هو المدرب الوحيد الذي ينفق في عالم كرة القدم، وكأن مورينيو من المدربين المعروفين بالتقشف ولم يُنفق 1.15 مليار يورو خلال مسيرته التدريبية.

الجميع ينفق في الكرة الحديثة، باريس سان جيرمان، مانشستر يونايتد، تشيلسي وبرشلونة وغيرهم، ولم ينجح أحد مثل ما يفعله مانشستر سيتي هذا الموسم بالوصول إلى الكمال الكروي دفاعيًا وهجوميًا والاقتراب من ثلاثية تاريخية.

هذه التهمة لم تظهر كثيرًا مع برشلونة لأن وقتها بيب لم يكن الأكثر إنفاقًا، ولا حتى مع بايرن ميونخ، ولكنها ظهرت مع سيتي لكونها الطريقة الوحيدة لإنكار أسطورة المدرب الإسباني الذي أحرج الجميع وجعل الدوري الأقوى في العالم بمثابة نزهة له ولفريقه.

الأموال لم تصنع أسطورة جوارديولا ولم تكن السبب في ظهوره، ولكنها بكل تأكيد من العوامل المساعدة التي دفعته إلى الأمام مع سيتي، دون أن يؤثر ذلك على اعتبار بيب أحد أهم المدربين في تاريخ اللعبة وأكثرهم تأثيرًا، لأنه لا يحصد البطولات فقط، بل يحصدها بأسلوبه الخاص وبكرة ممتعة عجز أغلب الأثرياء قبل الفقراء عن تقديمها.

جوارديولا سواء كرهته أو أصبحت من دراويشه، هو ليس مجرد مدرب بل مدرسة تدريبية، لا تكذب على نفسك، مانشستر سيتي كان يُنفق قبل قدوم بيب ولا يزال ينفق بعد توليه المهمة، كل شيء تغير وتحسن في ملعب الاتحاد بسبب الطريقة التي يُنفق بها الأموال وأسلوب إدارته للنادي بأكمله.

هل كنت تتوقع أن يصبح مانويل أكانجي أحد أفضل المدافعين في العالم؟ ونفس الأمر لناثان أكي، هل توقعت أن يصبح جاك جريليش من أفضل الأجنحة كذلك بعدما تسرعت ووصفته بـ"بالفقاعة"؟ من أثبت خطأك وحصل على الدوري الإنجليزي 3 مرات متتالية؟ إنه بيب جوارديولا!

ماذا لو؟

Jose Mourinho celebratesGetty

المجاهدون نحو كشف حقيقة جوارديولا لنا، اكتشفوا أن الإسباني لا يستطيع تكرار ما فعله جوزيه مورينيو، بالفوز بلقب دوري المؤتمر الأوروبي والتأهل إلى نهائي الدوري الأوروبي لمواجهة إشبيلية، وهي المباراة التي قد يخسرها البرتغالي أمام المتخصص في البطولة.

ولكن السؤال الأهم هنا، لماذا تخرج هذه المقارنة من الأساس؟ ما ذنب بيب أن مورينيو فشل مع مانشستر يونايتد وتوتنهام وتشيلسي واضطر لاتخاذ خطوة أقل في مسيرته؟ هل يجب على جوارديولا الذهاب إلى دوري القطب الجنوبي المتجمد لإثبات قدرته على النجاح بمستوى أقل وبإمكانيات محدودة؟

من الطبيعي أن يتواجد جوارديولا ضمن صفوة الأندية، ومن العادي جدًا أن يحصل على كل ما يُريد لأنه يمنح مانشستر سيتي المطلوب وجعل الفريق هو المُسيطر الأول على الكرة الإنجليزية باكتساح، ودعونا نعكس السؤال، هل سيحقق مورينيو كل هذه النجاحات لو كان مدربًا لمانشستر سيتي؟ أم كان سيخرج لمعايرة الجماهير بإرث النادي وتاريخه الضعيف مع كل فشل!

مغالطة منطقية من العيار الثقيل يتجه لها أصحاب هذه النظرية، وكأن جوارديولا مُطالبًا بالفشل مثل مورينيو حتى ينتقل إلى فريق آخر لإقناع بعض المستخدمين لموقع "تويتر" ومواقع التواصل الاجتماعي بأنه ليس مدربًا صنعته الأموال بل أسطورة حقيقية.

اكتساح العملاق الأوروبي ريال مدريد 4/0 على ملعب الاتحاد في نصف نهائي الأبطال، لم يكن كافيًا لإقناع عشاق مورينيو الذي قدم واحدة من أكثر المباريات مللًا هذا الموسم أمام ليفركوزن من أجل التأهل لنصف الدوري الأوروبي والسبب لا يبدو أن له أي علاقة بالمنطق.

والسؤال الأهم الآن، ماذا لو فشل مورينيو في تحقيق الدوري الأوروبي وحقق جوارديولا الثلاثية التاريخية مع مانشستر سيتي هذا الموسم؟ هل سيتم الاعتراف بما فعله بيب وعدم إنكاره؟!

إعلان