دخل مانشستر سيتي موسم 2023/2024، وهو بطلًا لثلاثية تاريخية حققها العام الماضي، ليخرج منه بثلاثية أخرى ولكنها ليست بنفس القيمة.
إنجازات سيتي خلال الموسم الماضي انقسمت إلى 3 مراحل، البداية كانت بلقب السوبر الأوروبي، وفي المنتصف حصل على كأس العالم للأندية، وأنهى الموسم بلقب الدوري الإنجليزي.
ورغم الحصول على هذه الثلاثية، إلا أن هناك العديد من الأصوات، تعتقد بأن موسم المدرب بيب جوارديولا لم يكن ناجحًا، ولم يقترب بأي شكل من الأشكال من ثلاثيته التاريخية.
القليل من الإنصاف
المشكلة تقع هنا في سقف التوقعات الذي وضعه جوارديولا لنفسه ولفريقه بالسيطرة على كل شيء، ووصل له أخيرًا في موسم 2022/2023، بتحقيق الدوري الإنجليزي وكأس الاتحاد ودوري أبطال أوروبا، وهو ما يجعله مُطالبًا بتكراره أو الاقتراب منه.
وبالنظر إلى ما حققه الفريق هذا الموسم سنجد أنه من المستحيل وصفه بالفشل، لأن سيتي دخل في منافسة ثلاثية شرسة غير مسبوقة منذ سنوات طويلة مع آرسنال وليفربول من أجل الحصول على الدوري وانتصر في النهاية.
في العديد من فترات هذا الموسم لم يكن سيتي هو الطرف الأقرب للفوز بالبريميرليج، بل كان ليفربول هو الأكثر تصدرًا للمسابقة، حيث بقى على القمة لمدة 87 يومًا، مقابل 75 لآرسنال و72 لجوارديولا ورفاقه.
ومع ذلك تمكن بيب من قلب الطاولة على الجميع، وتصدى لسلسلة الانتصارات غير المسبوقة من آرسنال، ليحرم ميكيل أرتيتا من اللقب، محتفظًا به للمرة الرابعة على التوالي، وهو إنجاز لا يمكن إنكار عظمته بأي شكل من الأشكال.
بطولة كأس رابطة المحترفين هي الأقل أهمية على الإطلاق، ونفس الأمر لكأس الدرع الخيرية الذي خسره الفريق ضد آرسنال، ولا توجد أدنى مشكلة في خروج الفريق منها لصالح نيوكاسل يونايتد بالمرحلة الثالثة.
وأما بالنسبة لدوري أبطال أوروبا فتوديع المسابقة أمام ريال مدريد في دور الثمانية بركلات الترجيح، لا يمكن اعتباره بمثابة الكارثة بأي شكل من الأشكال، لأن العملاق الإسباني هو المتخصص الأول في البطولة ويمتلك التعويذة الذي عجز الجميع عن فهمها، والتي جعلته يقتنص اللقب 14 مرة وأصبح على وشك الخامسة عشر عندما يلعب غدًا في النهائي ضد بوروسيا دورتموند.
ربما اللوم الوحيد الذي يجب أن يتم توجيهه نحو جوارديولا وفريقه، هو نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي، والطريقة التي لعب بها سيتي هذه المباراة أمام الغريم التقليدي مانشستر يونايتد، وأدت إلى خسارته المباراة بهدفين مقابل هدف.
الغرور كان واضحًا على سيتي وكأن المباراة منتهية قبل انطلاقها، ربما بسبب الثقة التي اكتسبها الفريق بعد إسقاط آرسنال الخصم الأشرس، واعتبار أن مانشستر يونايتد أحد أسوأ الفرق في إنجلترا خلال الموسم الماضي، وأن مدربه إريك تين هاج دخل اللقاء وهو على وشك الإقالة.
دخول هذه المباراة بالمزيد من الجدية، كان سيضمن لسيتي الفوز، ويحول ثلاثيته إلى رباعية مكونة من السوبر الأوروبي وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس العالم للأندية والبريميرليج، ولكن حتى مع ضياع الكأس لا يمكن وصف هذا الموسم بالفشل.
التشبع أصاب الفريق؟
Gettyليس اختلاقًا للأعذار، ولكن الموسم الحالي شهد عملية تجديد جزئي بالفريق، وهي منطقية إلى حد كبير من أجل جلب عناصر جديدة تمتلك دوافع قوية لحصد البطولات.
سيتي تخلى عن رياض محرز للأهلي السعودي، إيمريك لابورت للنصر وإلكاي جوندوجان لبرشلونة، وهم من العناصر الأساسية التي كانت تشارك بشكل مؤثر على مدار الموسم.
وفي المقابل تعاقد الفريق مع 4 عناصر أخرى، وهم جيريمي دوكو، ماتيوس نونيز، ماتيو كوفاتشيتش ويوشكو جفارديول، وكان الأخير هو صاحب التأثير الأكبر من بين الرباعي وبدرجة أقل كوفاتشيتش، بينما يحتاج الثنائي الآخر للمزيد من الوقت، مع الوضع في الاعتبار هبوط مستوى إرلينج هالاند وجاك جريليش، في الوقت الذي لعب فيه فيل فودين دور الرجل الأول في الكثير من المناسبات.
وهو ما يعطي بيب بعض العذر لعدم ظهور فريقه في الموسم الماضي بنفس القوة التي لعب بها بموسم 2022/2023، لأن الفريق يمر بمرحلة انتقالية قد تطول مدتها، لأن مشروع سيتي حاليًا لا يمر بفترة الذروة.
عملية التجديد قد تستمر هذا الصيف، وسط أنباء قوية حول رحيل الحارس البرازيلي إديرسون، كيفين دي بروينه وبرناردو سيلفا وجاك جريليش، وهو ما قد يحولها إلى عملية كاملة.
ومع الأنباء حول رحيل بيب جوارديولا عن الفريق في 2025، ربما يشهد الموسم القادم نهاية المشروع، وسيكون على الإسباني وقتها ترك الفريق في أفضل صورة ممكنة، حتى لا يسقط ويتناسى البعض كل ما حققه في ملعب الاتحاد، ويتهمه بالفشل مثلما يحدث الآن، لمجرد أنه لم يصل إلى قمة السقف الذي وضعه هو لنفسه!