كتب | محمود عبد الرحمن | فيس بوك | تويتر
من الصعب تفسير العلاقة التي تجمع بين وكيل أعمال اللاعبين البرتغالي الشهير، خورخي مينديز، وبالمناسبة هو وكيل أعمال النجم كريستيانو رونالدو، وبين ملاك نادي ولفرهامبتون الإنجليزي العريق والعائد مجددًا للدوري الإنجليزي الممتاز.
لكن من السهل القول إن مينديز كان مساهمًا في صعود ولفرهامبتون، نظرًا لقيامه بتوفير بعض الانتدابات الكبيرة، خاصة من المواهب البرتغالية الصاعدة، لدرجة أن تقرير إنجليزي اعتبر أن ولفرهامبتون بات يضم تشكيلة البرتغال التي ستلعب في يورو 2020.
ويرتبط مينديز بصلات مع مجموعة فوسون انترناشيونال الصينية المالكة لولفرهامبتون منذ عام 2015 وهو الذي نصحهم بشراء النادي.
المباراة التالية
بدأ كل شيء في مشروع ولفرهامبتون برعاية مينديز في الصيف الماضي، حين كسر النادي الرقم القياسي في الانتقالات في دوري الدرجة الأولى، بضم موهبة بورتو روبن نيفيس نظير 16 مليون جنيه إسترليني، وقبله كان قد أشرف على قدوم هيلدر كوستا من موناكو نظير 13 مليون جنيه إسترليني.
وواصل ولفرهامبتون ضم المواهب البرتغالية، فتعاقد مع جواو موتينيو من موناكو، ليرتفع عدد اللاعبين البرتغاليين في صفوف ولفرهامبتون إلى 8 لاعبين.
وكان ولفرهامبتون يفتقد للاعب صاحب خبرات يقود تلك المواهب الشابة التي يمتلكها، فكان موتينيو (31 عامًا) هو الخيار المثالي، حيث يمتلك في سجله أكثر من 100 مباراة دولية مع البرتغال، كما أن الصفقة كلفت ولفرهامبتون 5 ملايين جنيه إسترليني، وهو رقم جيد للغاية في لاعب بهذه القيمة والخبرات في سوق اليوم.
شكوك واتهامات
هذه الانتدابات وهذا الإنفاق والعلاقة القوية بين مينديز وملاك ولفرهامبتون، كلها أمور جعلت خصوم ولفرهامبتون في دوري الدرجة الأولى تعبر عن شكوكها ومخاوفها من أن النادي لا يتنافس بشكل نزيه.
والسؤال الأهم، ما الذي يجعل لاعبين لديهم فرص للعب في دوري أبطال أوروبا يلعبون في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي وبهذه الأسعار؟!
وكان أندريا رادريساني، مالك نادي ليدز يونايتد، قد قال قبل فترة إن ترتيبات ملكية ولفرهامبتون كانت ”غير قانونية وعادلة“ لأن مجموعة فوسون انترناشيونال الصينية المالكة للنادي تمتلك أيضًا حصة في شركة «جستيفوت» التابعة لمينديز.
وتحظر قواعد الاتحاد الانجليزي، الخاصة بالعلاقة بين الأندية والوكلاء، على ملاك الأندية الاحتفاظ بنسبة تزيد على خمسة في المئة في أي وكالة تسويق بينما لا يمكن لوكلاء اللاعبين أو ”الوسطاء“ فرض ”تأثير مالي“ على الأندية، كما تحظر على الوكلاء بممارسة أي تأثير آخر على شؤون النادي" سواء بشكل مباشر أو غير مباشر..
وقال رادريساني بعد صعود ولفرهامبتون ”تهانينا لأفضل فريق لكنني آمل أن يكون الدوري عادلاً بين جميع الأندية، يجب أن تلعب الأندية الـ24 بنفس القواعد والفرص“.
أضاف ”لدينا مشاكلنا الخاصة، لكن يجب أن نكون في منافسة عادلة. ليس قانونيًا وعادلًا أن يمتلك فريق واحد من قبل صندوق لديه أسهم في أكبر وكالة للاعبين مع فائدة واضحة“.
اتهامات مالك ليدز تم تفنيدها من قبل رابطة دوري الدرجة الأولى بعد أن أجرت تحقيقات، وخلصت إلى اقتناعها مقتنعة بعدم وجود دور لمينديز في النادي ولا يمكن اعتباره ”من أصحاب النفوذ“ بما يخالف القواعد.
نظرة متشائمة
API
هناك شريحة من قبل جمهور ولفرهامبتون تعتقد أن النادي بات يمتلك أقوى فريق منذ الجيل الذهبي للنادي الذي كان بطلاً لإنجلترا في خمسينيات القرن الماضي.
لكن بعض المتشائمين يعتقدون أن مينديز يستخدم النادي كنافذة تسويق للاعبيه لإثبات نفسهم في الدوري الإنجليزي الممتاز ”الغني ماليًا“، ليتم بيعهم والاستفادة من الانتقالات الضخمة التي تحدث فيه.
بعبع البريميرليج الجديد؟
مما لاشك فيه فإن ولفرهامبتون بمشروعه الجديد سيُصبح رقمًا صعبًا في البريميرليج خاصة بعد هذه الانتدابات، كما أن عمله في السوق لم ينته بعد.
وقد أوضح المدرب سانتو أنه لا يزال يريد مهاجم آخر ولاعب خط الوسط ، وقد يكون هذا أسوأ من أخبار وست هام يونايتد تحديدًا.
فلائحة أهداف ولفرهامبتون في السوق تضم هي مهاجم ميلان أندريه سيلفا، الذي انضم نظير 32 مليون جنيه إسترليني في الصيف الماضي ولم يستقر في سان سيرو، إضافة إلى جواو ماريو الذي كان على سبيل الإعارة في وست هام يونايتد الموسم الماضي.
إذا استطاع مندز بطريقة ما الحصول على هذين اللاعبين، فإن فريق الذئاب قد يكون ”البعبع الجديد“ في البريميرليج.