عندما تكون هناك مباريات قارية للأندية، يبدأ الجدل الذي لا يمل منه الكثيرون، وتبدأ النقاشات تتمحور حول ما إذا كان من المفترض أن تدعم كافة جماهير الأندية المنافسة الفريق الوطني المشارك أمام أي فريق أجنبي، كي يحقق اللقب أم أن المنافسة منافسة وطالما أن الأمر بعيد عن المنتخب الوطني فلا تطالبوا الجماهير بدعم أي فريق آخر غير فريقها؟!
فئة تشكك في وطنية من يتمنى خسارة الفريق الوطني المنافس لفريقه، بداعي "أنا وأخوي على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب"، وفئة ترى أن من مصلحة فريقها ألا يضيف خصمها أي بطولة لرصيده حتى ولو لم يكن فريقها منافسًا بها، وبين هذا وذاك تبقى حرية التشجيع مكفولة للجميع.
لكن في الغالب يتوقف الأمر عند حد تشجيع الفريق الأجنبي ضد الفريق الوطني من خلف الشاشات وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، والفئة الأجرأ ليس لديها مشكلة في المؤازرة من الملعب إلا أن هناك فئة خالفت التوقعات تمامًا وقامت بما لم يتوقعه أحد، لكن النتيجة كانت مفاجأة للجميع..
في 23 مايو 2012، استضاف الهلال السعودي، فريق بني ياس الإماراتي، ضمن دور الـ16 من دوري أبطال آسيا، النظام وقتها كان يقوم على أن هذا الدور يقام من مباراة واحدة.
وقبل المباراة بـ24 ساعة، يبدو أن العماني فوزي بشير؛ لاعب بني ياس، قرر لعب مباراة نفسية على لاعبي الزعيم، في ظل الفوارق الفنية بين الفريقين وقتها.
اللاعب خرج للصحافة وقتها مؤكدًا أن بعض النصراويين قاموا بتنظيم زيارة لمقر إقامة فريقه بالرياض، وكشفوا الكثير عن الزعيم ونقاط قوته وضعفه.
بشير قال متعجبًا، في تصريحات نقلها آنذاك الصحفي عبد الله الحنيان: "منذ أن وصلنا للرياض ونحن نتلقى دعمًا كبيرًا من جمهور النصر، بعضهم تحدث معي بصفة شخصية وأخبروني عن انتمائهم للنصر وكشفوا لي عن نقاط قوة الهلال وضعفه، وطالبونا بتحقيق الفوز باللقاء، ووعدونا بأن يدعمونا خلال المباراة".
اللاعب العماني كذلك واصل مستغربًا: "بالطبع هذا الأمر جيدًا بالنسبة لي، لكنني استغربته كثيرًا، فلم يخطر ببالي أبدًا أو ببال أي من زملائي أن يأتينا دعم معنوي ونفسي من أشخاص ينتمون لبلد الفريق الذي سنقابله في مباراة حاسمة!".
Saleh alhweiriny twitterهذه التصريحات انتشرت قبل المباراة بشكل واسع، لكن يبدو أنها كانت إما مجرد خدعة من بشير للهلاليين، لإرباك حساباتهم في مباراة مصيرية ولا تقبل القسمة على اثنين أو أن جمهور النصر ضلل الفريق الإماراتي بمعلومات خاطئة، بدافع الوطنية أو ربما هم هلاليون تنكروا في زي النصراويين!
المفاجأة الكبرى كانت أن اللقاء انتهى لصالح الزعيم بنتيجة 7-1، في إحدى النتائج التاريخية بدوري الأبطال، فلم يسجل بني ياس هدفه إلا من ضربة جزاء في الدقيقة 57 عن طريق خافيير يستي، فيما أحرز السباعية يو بيونج سو "سوبر هاتريك"، كريستيان ويلهامسون "هدفين" وسالم الدوسري في الدقائق 23، 26، 37، 53، 59، 61 و86 من عمر اللقاء.
في كل الأحوال سواء أكانت خدعة من اللاعب العماني أو تضليلًا لصالح الهلال من قبل جماهير النصر، فإن الزعيم نجح في الترفع عن محاولات النيل من نفسيات لاعبيه قبل المباراة، وعبروا لربع النهائي، لكنهم ودعوا من دور ربع النهائي وقتها بالهزيمة أمام أولسان هيونداي الكوري الجنوبي بخماسية نظيفة، في مجموع مباراتي الذهاب والإياب.
اقرأ أيضًا..
آسيا أصبحت ضعيفة؟ .. الجدل محسوم والجريمة مكتملة الأركان!
13 مباراة دون خسارة .. 4 إيجابيات كبرى للهلال مع دياز
رسالة قاسية .. "آسيا سهلة لأنكم أضعف من أن تشكلوا صعوبة على الهلال"
