كان هناك سؤالاً واحدًا يُهيمن على عقول مشجعي آرسنال خلال فترة التوقف الدولي، ما الذي يجري مع مسعود أوزيل؟ ولماذا خرج من حسابات المدرب أوناي إيمري؟
ظهر اللاعب الألماني في 142 دقيقة فقط هذا الموسم مع آرسنال، وأثار غيابه الأسئلة حول تهميش المدرب أوناي إيمري له، وتزداد الأسئلة في كل مرة يفتقر فيها آرسنال للأداء الجيد، رغم تحقيق الانتصارات.
ببساطة لم يعد إيمري ينظر إلى أوزيل كجزء من خططه لأنه بات يُطبق طريقة 4/3/3 التي لا يوجد فيها مكان طبيعي لأوزيل "صانع الألعاب رقم 10"، وازداد الأمر صعوبة في قدوم داني سيبايوس، الذي يصنع اللعب لآرسنال في هذه الطريقة ويعوض النادي عن دور أوزيل.
كما أن المدرب الإسباني يطلب من لاعبيه الضغط على حامل الكرة واللعب باندفاع كبير وتخلى عن فكرة الاستحواذ للاعتماد على الهجوم المرتد السريع، لذلك جلب نيكولاس بيبي ويعتمد على ساكا، وهذه الأمور لا تناسب أسلوب لعب أوزيل، الذي يحب الإمساك بالكرة وتدويرها.
وجود أوزيل في المركز رقم 10 يعني أن أسلوب الضغط لآرسنال سيكون منقوصًا من لاعب وفي أهم منطقة وهي العمق.
Gettyإيمري حاول استيعاب أوزيل في فترة من الفترات الموسم الماضي عندما لعب بطريقة 3/4/1/2، لكنه لم ينجح، وعادة لا يقم أوزيل بأدوار بدون كرة وهو في الأصل لا يجيد الضغط على حامل الكرة من الخصم.
لكن مناسبة واحدة فقط في الموسم الماضي، تمكن أوزيل من استعادة الكرة لأكثر من خمس مرات في المباراة. في المقابل ويلوك، منافسه الأساسي في المركز رقم 10 لديه في المتوسط 6.33 استعادة للكرة لكل 90 دقيقة هذا الموسم.
وبالنظر لبعض البيانات من مؤسسة أوبتا، فهناك ملاحظة حول تغير في مركز أوزيل بشكل كبير في موسم 2018/19 مقارنة بعام 2017/18، فقد كان لديه حوالي 13 لمسة للكرة لكل 90 دقيقة في أخطر منطقة له (المنطقة الوسطى خارج منطقة الجزاء)، في المقابل كانت لديه لمسات أكثر على الرواق الأيسر.

حتى عندما لعب في طريقة 3/4/1/2 في الموسم الماضي، وكما تظهر الخرائط الحرارية (انظر أعلاه في مباراة فالنسيا التي فاز بها آرسنال 3/1) فهو يتمادى في اللعب على الأطراف ليترك العمق متاحًا لبيير إيمريك أوباميانج وألكساندر لاكازيت، أي أن إيمري حاول حتى استخدامه على الأطراف لكن دون جدوى.
لكي يفرض أوزيل نفسه على إيمري، يجب أن تكون حصيلته كصانع ألعاب لا تقاوم، لكن سبعة أهداف وثلاثة تمريرات حاسمة فقط في الموسم الماضي غير كافية لإقناع إيمري بالتخلي عن أفكاره وإعادة النظر في وضعية أوزيل وتغيير أسلوبه.
ثم يأتي السؤال الآخر عن سبب عدم تمكن أوزيل من اللعب في المسابقات الأخرى مثل الكؤوس المحلية والدوري الأوروبي، في الحقيقة فهذا قرار من إيمري وإدارة آرسنال بالدفع باللاعبين الشباب في هذه المباريات لمنحهم الخبرة، وهو ما حدث مع لاعبين مثل جو ويلوك وبوكايو ساكا وريس نيلسون.


