Saul Niguez Atletico Madrid Real Madrid UEFA Super Cup 2018JAVIER SORIANO

تحليل - أتلتيكو مدريد ينتزع كأس سوبر أوروبا بالقوة الذهنية وهدايا الدفاع الملكية


كريم رزق    فيسبوك تويتر

توج أتلتيكو مدريد بطلاً لكأس السوبر الأوروبي للمرة الثالثة في تاريخه عقب الفوز على ريال مدريد بأربعة أهداف مقابل هدفين في ملعب لي كوك في تالين بإستونيا.

الإسباني دييجو كوستا افتتح التهديف مبكراً للغاية في الثانية 49 من زمن المباراة مسجلاً أسرع هدف في تاريخ كأس السوبر الأوروبي، وتعادل الفرنسي كريم بنزيما للملكي في الدقيقة 27، وقلب سيرجيو راموسا الطاولة بتسجيل هدف التقدم للميرينجي من ضربة جزاء في الدقيقة 63، إلا أن رجل المباراة كوستا عاد مجدداً بفريقه في الدقيقة 79 بهدف التعادل.

بعد ذهاب المباراة للشوطين الإضافيين عقب انتهاء وقت المباراة الأصلي بالتعادل الإيجابي 2-2، منح ساؤول وكوكي التقدم لأتلتيكو مدريد بهدفين متتاليين في الدقيقتين 99 و104 لتنتهي المواجهة بفوز كتيبة سيميوني بنتيجة 4-2.

ونرصد لكم أبرز الحالات الفنية من تلك المباراة


مفاجأة سيميوني


فاجأ المدرب الأرجنتيني دييجو سيميوني خصمه الإسباني جولين لوبيتيجي بالضغط العالي في بداية المباراة وعدم الانتظار للدخول في مرحلة جس النبض أو الارتكان للدفاع واعتماد الهجمات المرتدة، وهو الأسلوب المميز للتشولو مع الروخيبلانكوس.

هذا الضغط العالي أسفر عن ارتباك مدافعي ريال مدريد والخروج من التمركز الطبيعي، بعد لجوء جودين لاستخدام أسلوب اللعب المباشر بكرة طولية من الدفاع إلى دييجو كوستا المهاجم القوي بدنياً والمميز في الكرات الهوائية، وبالفعل استغل كوستا خطأ مزدوج من راموس وفاران وسدد تصويبة دقيقة من زاوية مستحيلة ساعده فيها نزول كيلور نافاس على الأرض مبكراً.


الحياة بعد رونالدو مع لوبيتيجي


بعد عبور مرحلة مفاجأة طريقة سيميوني والهدف المبكر لكوستا، فرض ريال مدريد أسلوبه مع مدربه الجديد جولين لوبيتيجي في المباراة الرسمية الأولى للملكي بعد رحيل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس بالاستحواذ على الكرة وكثرة التمريرات بين لاعبي الوسط بقيادة كروس وكاسيميرو واستغلال الأطراف بقيادة الظهير البرازيلي مارسيلو المميز هجومياً، والجناحين بيل وأسينسيو اللذين يتمتعان بالسرعة والمهارة.


التهديد الأول


مع عودة أتلتيكو مدريد للدفاع ومحاولة شن الهجمات المرتدة، زاد اعتماد ريال مدريد على الأطراف، مارسيلو استغل ضعف وارتباك خوانفران الدفاعي في الجبهة اليمنى وكاد أن يصنع هدف التعادل بعرضية قابلها أسينسيو بالكعب لولا تالق يان أوبلاك في إبعادها.

كما زاد مارسيلو من ضغطه الهجومي وانطلاقاته بمراوغة لخوانفران والتصويب المباشر إلا أن تسديدته علت العارضة.


عودة التنين الويلزي


التنين الويلزي جاريث بيل استفاد من المرحلة التحضيرية وظهر في حالة بدنية وفنية مميزة، واستفاد بيل من أسلوب لوبيتيجي باستغلال سرعته ومهارته في الجبهة اليمنى للملكي وإرسال عرضية مميزة، مع تحرك رائع للمهاجم الفرنسي كريم بنزيما أمام رقابة ضعيفة من سافيتش ليسجل الملكي هدف التعادل ويعود للمباراة من الباب الواسع.


اليد العليا للملكي


بعد الهدف، واصل ريال مدريد الضغط الهجومي واستغل حالة الضياع التي عانى منها ريال مدريد عقب استقبال هدف التعادل، واستمر عمل الملكي على الثغرة الكبيرة خوانفران في الجبهة اليمنى لأتلتيكو مدريد الذي ترك مساحة كبيرة خلفه.


شخصية البطل


لم يظهر أتلتيكو مدريد بالشكل المتوقع في بداية الشوط الثاني خصوصاً مع غياب نجمه الأول أنطوان جريزمان الذي ظهر بعيداً تماماً عن مستواه المعهود، فيما واصل ريال مدريد السيطرة وشن الهجمات المنظمة واستفاد من خطأ كارثي من خوانفران في تشتيت الكرة التي لمست يده ليحتسب حكم المباراة ضربة جزاء للملكي ويسجلها راموس في الدقيقة 63.


هدية مارسيلو لا يرفضها المقاتل


في الوقت الذي كان ريال مدريد متفوقاً وأتلتيكو مدريد مستسلماً، أهدى مارسيلو كتيبة سيميوني هدية بكل سذاجة في تشتيت الكرة على الجانب الأيسر بكل رعونة، ليستفيد خوانفران من هذا الخطأ ويمرر كرة إلى كوستا الذي قاتل لإبقاء الكرة داخل الملعب وتصل إلى آنخيل كوريا الذي يعيدها مرة أخرى في قلب المرمى للمتحرك والرائع كوستا معيداً الأمور إلى نصابها بهدف التعادل في الدقيقة 79.


تبديلات لوبيتيجي أضرت ريال مدريد


خروج أسينسيو في الدقيقة 75 ونزول لوكا مودريتش لإعطاء التوازن لوسط ملعب ريال مدريد جاء على حساب الجانب الهجومي مع اختفاء إيسكو وأضاع على الملكي نقطة تفوق بتواجد أسينسيو على الجانب الأيسر أمام مارسيلو على خوانفران، كما غادر كاسيميرو الملعب في الدقيقة 75 مصاباً وقرر المدرب إشراك سيبايوس بدلاً منه، وشتان الفارق بين اللاعبين في الشق الدفاعي، واستقبل ريال مدريد بالفعل هدف التعادل بعد خروج البرازيلي بخمس دقائق فقط.


دفاع ريال مدريد في مهب الريح


ذهاب المباراة إلى الشوطين الإضافيين بعد التعادل المتأخر من كوستا منح أتلتيكو مدريد الثقة وجعل معنويات لاعبي ريال مدريد تهبط للغاية.

مع بداية الشوط الإضافي الأول، وضح انخفاض المعدلات البدنية للاعبي الملكي أمام تماسك كتيبة سيميوني.

التراجع البدني جعل أتلتيكو مدريد يتقدم ويضغط مستغلاً فرصة هبوط نسق ريال مدريد، وبشكل جماعي متكرر في بناء الهجمات وغياب للضغط والرقابة من دفاع الملكي تمكن الروخيبلانكوس من قلب الطاولة بكرات مرتدة سريعة وتعاون رائع بين اللاعبين في الخط الأمامي نتج عنه هدفين متتاليين في الدقيقتين 99 و104 عن طريق تصويبتين رائعتين من ساؤول وكوكي باستغلال واضح للمساحات في الجانب الأيمن خلف كارفخال الذي لم يجد مساندة من خط الوسط أو الدفاع وأخطاء مباشرة من فاران وراموس في العمق الدفاعي الذي لم يواجه حتى لاعبي وسط المنافس الذين تقدموا أمام مرمى نافاس بشكل مباشر.


القوة الذهنية لكتيبة محاربي سيميوني


أن تتأخر أمام ريال مدريد في الوقت الأصلي وتكون عرضة لتكرار سيناريوهات سابقة في خسارة لقب دوري أبطال أوروبا أمام الخصم اللدود مرتين، ثم تعود للتعادل في وقت قاتل، إذن هذا الفريق يتمتع بالقوة الذهنية والثبات الانفعالي والثقة بالنفس والقدارت.

الأمر تجلى في الشوط الإضافي الأول، بالاستفادة من اللياقة البدنية العالية والعمل الجماعي والروح التعاونية بين لاعبي الفريق وانخفاض المعدلات البدنية عند الخصم والأخطاء الدفاعية الساذجة للدفاع الملكي.

إعلان
0