رؤية | طه عماني | فيس بوك | تويتر
أعلن ريال مدريد في بيان رسمي عبر موقعه عن التعاقد مع ظهير أتلتيكو مدريد الأيسر تيو هيرنانديز لمدة ست سنوات، وذلك بعد أن تفوق في صراعه المحتدم مع برشلونة على اللاعب الذي كلفه في نهاية المطاف ما لا يقل عن 30 مليون يورو حسب جل التقارير.
الظهير الأيسر الذي كان قبل أشهر قليلة لاعبًا نكرة بالنسبة للعامة وانتقل في صفقة إعارة لم يتحدث عنها أحد لديبورتيفو ألافيس بات اليوم أحد أميز لاعبي الليجا في مركزه، ولا عجب أنه أثار اهتمام برشلونة، ريال مدريد، يوفنتوس ونصف كبار البريمرليج. لكن ما هي الخصائص التي جعلت رادار كشافي كل هؤلاء الكبار يلتقط لاعبًا لا يتعدى عمره 19 سنة ويخوض موسمه الأول على الصعيد الاحترافي مع أحد الفرق الصاعدة حديثًا من الدرجة الثانية في الدوري الإسباني؟
دون الإطالة كثيرًا في الحديث عن أصوله أو ظروف نشأته، سأكتفي بالقول أنه وُلد في مدينة مارسيليا الفرنسية التي تتنفس حب كرة القدم، وفي عائلة تعشق الجلد المدور، فهو ابن المُدافع السابق «جون فرانسوا» الذي لعب في فرنسا وإسبانيا ما بين 1988 و2002 وشقيق مُدافع أتلتيكو مدريد لوكاس هيرنانديز والذي يبصم بدوره على مسيرة جيدة جدًا في مركز قلب الدفاع.




تيو هيرنانديز لريال مدريدذو الـ19 ربيعًا الذي ترعرع في مدرسة أتلتيكو مدريد يتمتع ببنية جسدية مميزة (1.84 مترًا من الطول)، كما أنه يتمتع بسرعة كبيرة تخوله الجمع بين المهام الهجومية والدفاعية عندما يلعب كظهير أيسر، علمًا أنه قادر تمامًا على اللعب كقلب دفاع، وهو مركز شارك فيه مرارًا سواءً مع الفئات السنية الصغرى للمُنتخب الفرنسي أو لأتلتيكو مدريد، وبعد الموسم المميز جدًا الذي بصم عليه مع ألافيس، أصبح ثيو في زمرة أفضل أظهرة الليجا.
قوته البدنية الكبيرة وطوله الفارع يجعلان منه جدارًا دفاعيًا من الصعب العبور منه في المواجهات الثنائية، ومن تابعه في المباريات السابقة سيتذكر كيف تسبب في إصابة ظهير برشلونة أليش فيدال جراء تدخل قاسٍ بعض الشيء، وكيف تمكن من مُجاراة جاريث بيل قوة وسرعة حينما تواجها هذا الموسم.
وعند ذكر جاريث بيل، فإن مُدربه السابق في الفريق الثاني لأتليتكو مدريد «فيكتور أفونسو» لم يتردد في الخوض في المقارنة بين اللاعبين، حيث قال في هذا السياق «إنه يذكرني بلاعب ريال مدريد في الجانب الهجومي، فهما يملكان قدرات بدنية مُتشابهة، ورغم أن بيل يمتلك حلولًا أكثر في الشق الهجومي، إلا أن ثيو قادر على تقديم إضافة كبيرة بدوره».
ما يجعل المقارنة بين بيل وتيو قائمة هي السرعة الكبيرة التي يتمتعان بها معًا، فتيو يعد اليوم من بين أسرع لاعبي الدوري الإسباني وقد أظهر في مناسبات كثيرة قدرة على التفوق على جل خصومه معتمدًا على الهبة الربانية التي حُبي بها، علمًا أن تحكمه في الكرة وقدرته على الموازنة بين العمل الدفاعي والهجومي تبقيان من الأمور التي تميزه وتجعل منه مرشحًا ليكون أحد أميز الأظهرة في أوروبا في المستقبل القريب.
Arabic only: Theo vs Marceloعند مقارنته بمارسيلو مثلًا، سنجد أن البرازيلي يتفوق بوضوح على تيو في المساهمة في البناء الهجومي لفريقه، إذ أنه خلق ما لا يقل عن 41 فرصة في عدد دقائق أقل من الفرنسي، رغم أن الأمر قد يُفسّر أيضًا بأسلوب ألافيس الدفاعي والذي لا يتيح له التواجد باستمرار في الثلث الأخير من الملعب مثل ما يحصل مع النجم البرازيلي.
بالمقابل، يُمكننا مُلاحظة أن تيو أكثر جرأة ومُبادرة أمام المرمى، كونه سدد 25 مرة على المرمى، أي مرتين أكثر من مارسيلو. الفرنسي يتفوق بوضوح في المهام الدفاعية بعد أن فاز بتاكلينج أكثر بكثير من ظهير ريال مدريد، كما أنه قام بإيقاف هجمات أكثر بكثير للخصم.
لا شك أن تيو وفي حالة انتقاله لريال مدريد سيُقدم إضافة مغايرة عن تلك التي يقدمها مارسيلو، فهو أكثر توازنًا وقدرة على أداء المهام الدفاعية من نظيره البرازيلي الذي يبصم بدوره على موسم مميز جدًا هجوميًا. ربما مواصفات تيو تجعله في المقارنة أقرب لكاربخال من مارسيلو كقدرة على الدفاع والموازنة بين الشقين الدفاعي والهجومي.
بشكل عام، يبدو أننا أمام واحد من الأسماء المرشحة لتجلس على عرش أفضل ظهير أيسر في العالم، وما يجعلني أقول ذلك أنه أحد الأظهرة الأكثر توازنًا في الوقت الحالي رغم أن عمره لم يتعد 19 ربيعًا بعد، وهو ما جعل البعض يراه جاهزًا منذ الآن للعب في فريق مثل الريال والذي لم يتردد كثيرًا في فسخ عقده مع الأتلتي من أجل الحصول على خدماته.
