تحليل | طه عماني | فيس بوك | تويتر
يفتتح برشلونة مسيرته في دوري أبطال أوروبا خلال الموسم الجديد بمباراة حارقة أمام يوفنتوس، وذلك في مواجهة تُعيده إلى ذكريات قريبة غير سعيدة، وبالتحديد لربع نهائي المسابقة في الموسم الماضي حينما سقط فريق لويس إنريكي حينها أمام السيدة العجوز وخرج من البطولة يجر أذيال الهزيمة.
لو كتبت هذا التحليل قبل 3 أسابيع فقط، فلربما تحدثت بنبرة أكثر تشاؤمًا بخصوص برشلونة وقدرته على التفوق على يوفنتوس، لكن ما حصل ما بين السوبر الإسباني الذي سقط فيه البلاوجرانا بشكل مذل أمام ريال مدريد ومباراة الثلاثاء المقبل جعل الأمور تتغير بشكل ملحوظ داخل البيت الكتلوني، وجعل الجماهير نفسها تبدي ثقة أكبر في مشروع إرنيستو فالفيردي.
برشلونة أظهر بوادر استفاقته من الصدمات المتتالية التي تعرض لها هذا الصيف ابتداءً من رحيل نيمار جونيور، مرورًا بفشله في التعاقد مع مجموعة من أهدافه وانتهاءً عند سقوطه الكبير في السوبر الإسباني، حيث استهل الدوري الإسباني بشكل جيد جدًا وبصم على نتائج مميزة بالفوز تباعًا على بتيس، ألافيس وإسبانيول في مباريات لم يتلق فيها أي هدف وأظهر فيها تطورًا بدنيًا وتكتيكيًا مبشرًا جدًا.
لكن مباراة يوفنتوس ستعيده لمباريات الصفوة مجددًا أمام خصم يملك أسلحة قادرة على إلحاق الضرر بدفاعه، فكيف يجب أن يتعامل فالفيردي مع اللقاء؟
في رأيي الشخصي، على إرنيستتو وفريقه أن يأخذا مباراة إسبانيول الأخيرة كمرجع من أجل البناء عليه. صحيح أن المباراة ورغم الفوز فيها بخماسية نظيفة لم تكن مثالية، لكن ما ظهر فيها من تنظيم تكتيكي وتفوق بدني وقدرة على التحكم في نسق اللقاء ثم الحرية التي حصل عليها ليونيل ميسي تجعلها مباراة مرجعية يجب الاحتفاظ بمكتسباتها ثم العمل على تطويرها.
|
أولًا: تنويع التنشيط الهجومي
|
Getty Imagesإن عدنا لمباراة البارسا أمام يوفنتوس في الكامب نو خلال إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، فسنجد أن جل هجمات رفاق ليونيل ميسي كانت تنتهي على مشارف منطق الجزاء دون أن تخلق مشاكل لبوفون سوى في مناسبات نادرة جدًا. البارسا كان حينها يركز بشكل غريب على الاختراق عبر العمق أمام فريق يملك ثلاثيًا دفاعيًا من بين الأفضل في العالم، وكان يلعب للحفاظ على فوزه بثلاثية في لقاء الذهاب، ما جعله يقرب خطوطه كثيرًا ويُغلق جميع المساحات.
أمام إسبانيول، شاهدنا أن فريق فالفيردي ينوع كثيرًا من تنشيطه الهجومي ما بين الانطلاقات السريعة للأظهرة عبر الرواقين، اختراقات ميسي في العمق والتمريرات البينية في ظهر المدافعين، وكذلك التسديد من بعيد، ما جعل الخصم عاجزًا عن مجاراة ذلك.
لا ننسى أن اليوفي أظهر مع بداية الموسم بعض التراجع دفاعيًا جراء رحيل بونوتشي وغياب سامي خضيرة بسبب الإصابة، ما يجعل فرص البارسا في الحصول على المساحات واردة جدًا. الفريق بات أيضًا جيدًا جدًا في استغلال الكرات الثابتة، وفالفيردي من بين أميز المدربين في هذه النقطة بالذات ويعمل عليها كثيرًا في حصص المران.
|
ثانيًا: الضغط المتقدم الشرس
|
Getty Images من بين الأمور التي أظهرت يد فالفيردي في برشلونة نجد استعادة الفريق لحدة وشراسة الضغط المتقدم في وسط الميدان، وهو سلاح من بين أهم أسلحة الفريق في حقبته الذهبية والذي مكنه من خنق جل خصومه في مناطقهم دون منحهم حتى فرصة الارتداد. الضغط المتقدم هنا سيكون مهمًا من أجل إجبار اليوفي على التراجع للخلف، وبالتالي ابتعاد لاعبين مثل بيانيتش وديبالا عن بؤرة الخطر. الثلاثي إنييستا، بوسكيتس، راكتيتش، رفقة سواريز وديلوفيو وبدرجة أقل ميسي أظهروا عملًا كبيرًا في هذا الجانب أمام إسبانيول، وعلى الأمر أن يتكرر لأنه سيحد كثيرًا من خطورة اليوفي وسيمنع مفاتيح لعب أليجري من الحصول على المساحات الكافية لإخراج ما في جعبتهم.
|
ثالثًا: الانكماش الدفاعي
|
صحيح أن فالفيردي عمل على استعادة أسلوب البارسا في حقبته الذهبية مع جوارديولا باستعادة خصال الضغط المتقدم، لكنه لا يريد أن يفقد لاعبيه ما اكتسبوه في فترة لويس إنريكي وبالتحديد القدرة على التعامل مع المباريات من الوضع الدفاعي. مباراة إسبانيول أعطتنا بوادر جيدة لكيفية تحرك فريق فالفيردي عند التراجع للخلف، فالفريق كان ينكمش بشكل مميز جدًا ويتراجع لنصف ملعبه بتقريب الخطوط وتحويل الخطة إلى 4-4-2، ما يغلق المساحات في العمق أو في الأطراف. الأمر لم يتكرر كثيرًا خاصة أن إسبانيول لم يستحوذ كثيرًا، لكن البارسا قد يكون مطالبًا باللجوء للأمر أكثر أمام خصم مثل يوفنتوس.
|
التشكيلة المثالية لمواجهة يوفنتوس
|
Juve FCB 4-3-3



