Al Ahly - Al IttihadGoal Egypt

تحليل | الأهلي كان ذكيًا أمام الُمنافس الأكثر سذاجة في دوري أبطال أفريقيا


رؤية | حسين ممدوح | فيس بوك | تويتر


انتصر الأهلي في الجولة الثانية من دور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا خارج ميدانه على حساب القطن الكاميروني بهدفين نظيفيين في مباراة غريبة الأطوار من جانب أصحاب الأرض وجيدة من جانب الضيوف الذي يُمكن له أن ينتعش بالفعل الآن بعد التعثر في الجولة الأولى أمام زاناكو الزامبي..
القطن الكاميروني | في حاجة لثورة تكتيكية ، وتصويبات مُضحكة!
Coton Sport.

■يبدو أن على مدرب القطن الكاميروني بيروي أن يعترف بأن فرص فريقه في المواصلة في هذه البطولة معدومة تمامًا، ورغم أن تصريحاته قبل اللقاء بيومين كانت متفائلة للغاية، لكنه اعترف فيها بأن فريقه لديه قصور تنظيمي على أرضية الميدان، وفي الحقيقة فإن هذا لا يحتاج لاعتراف منه حتى فما رأيته اليوم من الفريق الكاميروني يُظهر ضعفًا وفقرًا تكتيكيًا لا يُصدق.

■ليس هذا فحسب، بل أن التنظيم الدفاعي، وأمور أساسية مثل التمركز الجيد والحركة ككتلة واحدة هى أشياء ليست في ثقافة القطن على الإطلاق، فقد تركوا الكثير من المساحات خلفهم، وكان من الممكن أن يستقبلوا أربعة أو خمسة أهداف بهذه الكيفية التي يدافعون بها.

■من الناحية الفنية ففريق القطن ليس في غاية السوء، ولكنه ليس ممتازًا، فهو فريق متوسط من هذه الناحية ويعتمد على بضعة عناصر لصناعة الفارق مثل سوليماني والمهاجم كومبوس الذي لا تصله الكرات تقريبًا، اتسم الأداء بالفردية التامة والقرارات السيئة والغريبة، فقد سدد اللاعبين اليوم عدد هائل من الكرات دون تركيز ومن مناطق مستحيلة، ولم يكلّوا أو يملّوا من تكرار نفس الفعل طوال اللقاء، فقد سدد لاعبي القطن 25 كرة منها فقط كرتين على المرمى بينما سدد الأهلي المصري فقط 7 كرات منهم خمسة تجاه إطار المرمى والثلاث خشبات!، عندما شاهدت إصرار لاعبي القطن الغريب على التسديد بدون وعي وبلا فائدة لم أجد نفسي أُعلق على هذا..بل أضحك وفقط!.

■ربما الشيء الجيد الذي يُميز هذا الفريق هو أنه جاهز وقوي بدنيًا فقد استطاع لاعبيه أن يواصلوا الركض والبقاء في المباراة حتى الدقيقة الأخيرة، ولكن هذه القدرات البدنية لا قيمة لها مع ضياع تكتيكي وذهني، وهذه كلها مؤشرات أن القطن سيكون حصالة المجموعة بعد خسارتين أمام الوداد والاهلي ودون أن يسجل أي هدف أو يصنع هجمات مُنظمة حقيقية.

الأهلي المصري | سيناريو مثالي، لكن أسئلة كثيرة بخصوص المستقبل
Al Ahly - Al Ittihad

■لعب حسام البدري بطريقة الـ4-2-3-1 بوجود عاشور وعمرو السولية في الارتكاز ومؤمن زكريا على الجهة اليمنى وأجاي على الجهة اليسرى وكوليبالي في الأمام، ورغم اتسام الأداء بالحذر والخوف من الإصابات وقلة الضغط على حامل الكرة لكن الفريق الأحمر نجح في تسيير المباراة كيفما شاء، فترك الحيازة للفريق الكاميروني الذي لا يجيد بناء اللعب ويفتقد لأساسيات تكتيكية واضحة، لعب الأهلي على الكرات المضادة بشكلٍ جيد ونجح في استغلال سذاجة المنافس.

■كان عبد الله السعيد محظوظًا اليوم بمواجهة فريق يلعب برتم بطيء للغاية مما جعله السلاح الأهم للبدري، فكان قادرًا على رؤية المساحات بسهولة وتمرير الكرات للزملاء دون مضايقة وخاصة مع سوء التنظيم الدفاعي، السعيد وضع آجاي، كوليبالي ومؤمن زكريا في الثلث الأخير لدفاعات القطن في حالات ومواقف كثيرة  مميزة، لكن مع إصابته افتقد الفريق هذا السلاح الأهم.

■هذا يقودني للتساؤل عن أهمية تحضير لاعبين يخلفون عبد الله السعيد، لا أعرف مدى خطورة الإصابة حتى الآن ولكن من الخطر أن يكون الأهلي بدون لاعب بديل في مركز حساس وحيوي كمركز "السعيد"، لم يُفكر البدري في إقحام صالح جمعة وقرر تغيير التشكيل التكتيكي له بإدخال كريم نيدفيد على اليمين، ثم ميدو جابر على الجهة اليسرى ليلعب زكريا خلف آجاي، ربما يمكن تمرير هذا الأمر وقبوله أمام القطن ولكن في مباريات أخرى أمام فرق مُنظمة وأكثر جودة ستكون القصة مختلفة تمامًا، ولا نحتاج للقول بأن النادي البطل يجب أن يمتلك لاعبًا بديلًا قويًا في كل مركز.

■رغم العرض الجيد جدًا الذي قدمه الأهلي اليوم خارج ميدانه لكن هناك بعض الملاحظات السلبية على خط الدفاع وبالتحديد الظهير الأيسر علي معلول الذي يظهر بطيئًا للغاية في الارتداد، يُمكن لعب الكرة من خلفه بسهولة، كذلك كانت هذه هى المشكلة نفسها فيما يخص قلب الدفاع لكن سعيد سمير قلل كثيرًا هذا العيب بمرور الوقت.

■أما فيما يخص النجم الإيفواري سوليماني كوليبالي فقد أظهر اليوم مستوى أقل بكثير من المتوقع منه، بدايته كانت ممتازة في مباريات الدوري المصري، لكن تراجعه الآن قد يثير بعض الشكوك حوله خاصة وأنه لاعب لم ينجح في السنوات السابقة من مسيرته أن يستمر مع أي نادٍ لأكثر من عام واحد.

■بعد بهذه المواجهة فإن الآمال ستكون كبيرة في عودة الأهلي بقوة للبطولة وتحقيق انتعاشة مهمة بعد التعثر على ملعبه في الجولة الأولى أمام زاناكو الزامبي، ولكن مازالت هناك المباريات الأربعة القادمة مع الوداد البيضاوي "مباراتين"، زاناكو الأكثر تنظيمًا "مباراة" والقطن في مصر، وستكون المواجهة القادمة أمام الوداد المغربي مُحددة بصورة كبيرة لشكل هذه المجموعة.



إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0