Luis Suarez Julen Lopetegui Clasico GFXGetty/Goal

تحليل| وداعاً لوبيتيجي.. فضيحة الكلاسيكو بين سواريز وبنزيما


أحمد أباظة    فيسبوك      تويتر

هذه فضيحة دون أدنى مجاملة، لكنها ليست الحقيقة كاملة. برشلونة كان الأفضل ولكن ثلاثة من تلك الأهداف الخمسة أتت في ربع الساعة الأخير، لكن مجرد ثلث ساعة لا يشفع لمدرب هو المسئول الأول والأخير عن هذا المشهد الكارثي.. البلوجرانا يبتعد بصدارة عن غريمه ريال مدريد بسبع نقاط في ترتيب الليجا بعد عرض مخزي إلى أبعد مدى.

بدأ برشلونة بنفس تشكيل مباراة إنتر ميلان، فيما دفع الميرينجي بثلاثي الوسط الشهير أمامه جاريث بيل وإيسكو وكريم بنزيمة. كل الأسلحة الثقيلة في الملعب عدا ماركو أسينسيو، ولكن الأداء لم يوحي بذلك ولو للحظة طوال الشوط الأول.

امتلك الكتلان الكرة منذ البداية، إذ قرر لوبيتيجي التخلي عن نهجه المعتاد لحساب الأمان، فظل برشلونة يتقدم ببطء باحثاً عن الثغرة، ومن ثم يرسل الطولية فيفقدها ثم يكرر الأمر، لم يكن ذلك نهجاً طولياً بوجه عام، بل كانت تلك الثغرات تنادي برشلونة طوال الوقت، أمام بداية الخصم التي تسيدها الخوف وتضييق الملعب وانحسار موجة الضغط.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

محاولة الانكماش في الدفاع وفتح الأطراف في الهجوم فقط خلقت كارثة أخرى، فلم يعد برشلونة بحاجة لما هو أكثر من استرجاع الكرة من الطرف في الثلث الدفاعي ونقلها للعمق في الثلث الأوسط ومنه إلى الطرف مجدداً في الثلث الهجومي.

النتيجة أن المساحات الجانبية الخطرة باتت مستباحة إلى أبعد مدى، ليصل ألبا إلى اليسار ويجد ناتشو في انتظاره، لا ليس بمعنى أنه كان في موقعه ونجح بمواجهته أو شيء كذلك بل كان ينتظره داخل منطقة الجزاء، ذهب راموس إلى المرمى مباشرةً بينما مرت العرضية الأرضية بسلاسة إلى كوتينيو ليسجل منها الهدف الأول بمنتهى الأريحية. أخيراً بدأ الريال في الضغط، ليستمر كون الدفاع مخترقاً طوال الوقت، ويأتي الفيديو بالهدف الثاني بعد تدخل سيئ من فاران ضد سواريز.

Luis Suarez Julen Lopetegui Clasico GFXGetty/Goal

المشكلة أن كل تصريحات لاعبي ريال مدريد تؤكد دعمهم الكامل للمدرب، ولكن الأداء أشبه بالمؤامرة! الوسط غير موجود في كل هجوم من جانب برشلونة، الأمر لا يتطلب دوران من بوسكيتس أو آرتور أو شيء كذلك، بل كل ما يتطلبه هو تمريرة واحدة وينفذ خط الوسط بأكمله سحر الاختفاء!

الدفاع بدوره خلق صعوبة في الجزم بأيهما أكثر هزلاً: تمركزه أم تحركاته.. راموس على أفصى اليسار وأمامه مارسيلو، أمر معتاد، الأمر ذاته مع ناتشو، وهذا ليس الاستغلال الأمثل لإمكاناته، ناهيك عن كم التمريرات الخاطئة الكارثية في مواقع خطرة من الخط الأخير للملكي كالهدايا المُغلَّفة للخصم الكتالوني.

بين الشوطين رأى لوبيتيجي مكالمة تبلغه بقرار إقالته، فضحى بفاران بعد شوطه الكارثي وتحول إلى 3-4-3، بنزول كاسيميرو بين راموس وناتشو، وحلول فاسكيز كجناح أيمن مع صعود مارسيلو إلى الطرف ليزادد تحررا. ورغم ذلك خدعتنا الدقائق الخمس الأولى، إذ ظهر الأمر وكأن شيئاً لم يتغير، كاسيميرو يمرر بشكل كارثي وسواريز ينطلق في أفضلية واضحة ولكن يرسلها إلى قدم راموس.

من تلك النقطة ظهر ريال مدريد مغاير تماماً، أو بالأحرى دخل المباراة للمرة الأولى، بات الطرف الأخطر في تلك الفترة وانكمش برشلونة بشكل مفاجئ، ليتلقى الهدف الأول بعد تشتيت غير موفق جانب لونجليه حوله مارسيلو إلى استلام رائع وتسديدة حاسمة.

يستمر الطوفان المدريدي لـ20 دقيقة تقريباً، تضمنت كرة في القائم لمودريتش ثم واحدة مقابلة لسواريز، وسط كافة أشكال الهراء الممكنة من إيسكو، القرار الخاطئ دائماً سواء من ناحية التوقيت أو التنفيذ أو الفكرة برمتها!

Luis Suarez Barcelona 2018-19Getty Images

أخيراً تحرك فالفيردي ولكن بقصد الأمان، بنزول سيميدو بدلاً من رافينيا وصعود روبيرتو للطرف، تاركاً للأفراد مهمة قتل المباراة، والحقيقة أنهم كانوا قادرين تماماً على ذلك، فبينما أضاع بنزيما رأسية أمام المرمى مباشرةً، قتل سواريز المباراة برأسية أكثر صعوبة، بعد نزول ديمبيليه إثر النفاد التقليدي لوقود كوتينيو.

اضطر لوبيتيجي لإجراء تعديل ما بنزول ماركو أسينسيو على حساب جاريث بيل، ولكن لأن المصائب لا تأتي فرادي طلب مارسيلو التغيير قبل نهاية المباراة بـ10 دقائق ليأتي ماريانو بدلاً منه، لم يعُد هناك شيئاً يخاف عليه بأي حال، وفي خضم تقدم الريال بحثاً عن آمال أخيرة، ارتكب راموس واحداً من أبشع أخطاء مسيرته ليمر سواريز منفرداً بكورتوا وتنتهي المباراة رسمياً في الدقيقة 83.

شرع فالفيردي في خطوته الأخيرة بنزول أرتورو فيدال على حساب البرازيلي أرتور، وكالعادة في أفدنة الميرينجي المستباحة، انطلق ديمبيليه وأرسل عرضيته إلى الوافد التشيلي ليقتحم الكلاسيكو برأسه بعد 3 دقائق من نزوله، وسط حالة استسلام جماعي للأمر الواقع.

علينا أن نتفق أن لويس سواريز قد دخل الموسم من بابه الكبير، بـ3 أهداف من 6 تسديدات واحدة منهم في القائم، وأن  سيرجيو راموس الذي نجح بتدخلاته الأربعة كاملة هو نفسه من زاد المباراة دماراً في نهايتها، وأن "الشفاف" سيرجيو بوسكيتس قد استعاد الكرة 6 مرات باعتراضين و4 تدخلات ناجحة من أصل 6، وأن ظهيري برشلونة قد قدما مباراة مثالية، سواء هجومياً بصناعة ألبا لهدف وروبرتو لـهدفين بصدارة التمريرات المفتاحية (4)، أو دفاعياً بنجاحهما في 11 اعتراضاً بواقع 6 و5 على الترتيب.

ربما يجب أن نتفق أيضاً على كون العشوائية قد ساهمت في تدمير الملكي بتلك المباراة، فحين يتواجد بيل في منتصف الملعب وبنزيما على الطرف ومارسيلو في العمق ومودريتش في موقع رأس الحربة، فهذه ليست تحولات وتبادل مواقع بل هو سيرك.

هل يدفع فلورنتينو بيريز ثمن عدم تعاقده مع مهاجم حاسم بعد خسارته لحجم كريستيانو رونالدو؟ هذا ليس كل ما في الأمر ولكنه جانب كبير منه، صحيح أن برشلونة كان الطرف الأقوى بوضوح لفترات أطول، إلا أن فرصة استعادة المباراة كانت قائمة بقوة لـ20 دقيقة كاملة على أقل تقدير، هذا ما يفعله إيكاردي، ما يفعله هاري كين، وما فشل بنزيما تماماً في فعله.

إعلان