Fred, Luis Suarez, Man Utd vs Barcelona, UCL 2018-19Getty

تحليل | مانشستر يونايتد وبرشلونة.. ويؤجل الحسم إلى ليلة كامب نو


يوسف حمدي    فيسبوك تويتر


نجح برشلونة في تحقيق انتصار هام على حساب مانشستر يونايتد بهدف مقابل لا شيء، في مباراة الذهاب للدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا.

كان هذا الانتصار هو الأول لبرشلونة على أولدترافورد، حيث حملت آخر زيارة كتالونية إلى هذا الملعب ذكريات مؤلمة قبل 11 عامًا يشهد عليها بول سكولز، تلك التي شهدت على بداية عصر سيطرة ميسي ورونالدو.

وقطع برشلونة شوطًا هامًا نحو التأهل إلى نصف النهائي، ولكن الاحتمالات ستبقى مفتوحة، بمعنى أكثر دقة سيتأجل الحسم إلى قمة الكامب نو، واسألوا باريس سان جيرمان عن مثل هذه الحكايات.

التشكيل.. بين المتوقع وعكسه

بدأ مانشستر يونايتد بالـ 5/3/2 المعتادة في المواجهات الكبيرة، دي خيا في حراسة المرمى، شو وسمولينج وليندلوف في الدفاع، ظهيران متقدمان أشلي يونج ودالوت، فريد وبوجبا وماكتوميناي في وسط الملعب، وماركزس راشفورد وروميلو لوكاكو في خط الهجوم.

بينما بدأ برشلونة بالـ 4/3/3 على الورق والتي ظهرت كـ 4/4/2 على أرض الميدان، تير شتيجين في حراسة المرمى، قلبي دفاع جيرارد بيكيه ولينجيليه، سيميدو ظهير أيمن وجوردي ألبا ظهير أيسر، سيرجيو بوسكيتس وراكيتيتش وأرثر ميلو في وسط الملعب، ليونيل ميسي ولويس سواريز وفيليبي كوتينيو في الأمام.

ما كان عكس التوقعات هو أن قرر سولشار ترك مارسيال ولينجارد في هذه المباراة على دكة البدلاء، وذلك لكي يبقى محافظًا على توازن الفريق في الخلف، بينما كان رهان فالفيردي مقسومًا بين عثمان ديمبيلي وفيليبي كوتينيو، وتم حسمه لصالح النجم البرازيلي في النهاية، ما أشار إلى رغبة فالفيردي في الحفاظ على الكرة بين أقدام لاعبيه أكثر من رغبته في سرعة الأداء.

استحواذ.. متوقع أيضًا

ظهر برشلونة مستحوذًا على الكرة في شوط المباراة الأول، كما كان متوقعًا قبل بداية المباراة، فهذا هو برشلونة حتى مع فالفيردي الذي لا يطبق نفس الأسلوب الهجومي الكاسح المعروف عن الكتلان منذ يوهان كرويف ومرورًا برايكارد وجوارديولا ووصولًا حتى إلى لويس إنريكي.

مانشستر يونايتد أيضًا لا يهاجم في المباريات الكبرى، ولا بد وأن الجميع قد شاهدوا مواجهة الشياطين الحمر أمام باريس سان جيرمان وتوتنهام وليفربول وآرسنال في عصر سولشار، ولا بد أن الجميع قد لاحظ أن مانشستر يونايتد كان متحفظًا في هذه المباريات جميعًا، سواء التي فاز بها أو التي خسرها.

سمعة سولشار الهجومية جاءت من منطلق أنه يفعل البديهي، وأن البديهي كان غائبًا عن مانشستر يونايتد في عصر مورينيو، فأنت لا تحتاج لأن تكون جوارديولا أو كرويف لتهاجم أمام برايتون وديربي كاونتي وويست بروميتش ألبيون مثلًا، هذا ما فعله سولشار، فقط تحرير الفريق من الالتزام الدفاعي في كل المواجهات.

في المقابل لم يكن برشلونة فعالًا في استحواذه، بالطبع سيرجع جزء من عدم الفاعلية تلك إلى المباراة الشوط الجيد الذي قدمه لاعبو مانشستر يونايتد على المستوى الدفاعي، ولكن بالتأكيد سيرجع الجزء الآخر إلى عجز برشلونة عن بناء الفرص الحقيقية، فتلك الحقيقية الأولى لم تواجه أي صعوبة في أن تسكن الشباك، فقط حين تحرك سواريز وكوتينيو وميسي بشكل صحيح.

ميسي والرقم 10

لم يكن ميسي جناحًا أيمن، ولم تكن الخطة 4/3/3 كما يظهر على الورق قبل بداية المباراة، بل ظهر ميسي في القلب دائمًا، يتحرك بين الخطوط ويتمركز بين دفاع مانشستر يونايتد ووسط ملعبه، ويتقدم على نفس الخط الطولي كلما سنحت الفرصة، مع شغل مساحة عرضية يمينًا ويسارًا دون أن يميل إلى جهة منهما على حساب الأخرى.

نيلسون سيميدو شغل الجبهة اليمنى هجوميًا ودفاعيًا، حيث ظهرت تحركاته في شوط المباراة الأول على الجبهة اليمنى بشقيها، يسانده بعض الشيء إيفان راكيتيتش الذي مال يمينًا في ظل تمركز أرثر في وسط الملعب أمام سيرخيو بوسكيتس.

ميسي كان مائلًا لصناعة اللعب أكثر، كان رقم 10 وكلنه أقرب لبوسكيتس وراكيتيتش أكثر من اقترابه إلى سواريز وكوتينيو، وكانت كراته الطولية في ظهر دفاعات مانشستر يونايتد هي سلاح برشلونة الأبرز في شوط المباراة الأول.

في ظل هذا كان مانشستر يونايتد متحفظًا كما أسلفنا، يعول على الكرات المرتدة عبر انطلاقات بوجبا وأشلي يونج، ماكتوميناي كان جيدًا كقاطع كرات وكمرسل للكرات في الأمام من أجل التحولات، كما لم يظهر الوت ولوكاكو كثيرًا في ظل ظهور مقبول من ماركوس راشفورد، الذي كان أفضل لاعبي الشق الأمامي في مانشستر يونايتد خلال شوط المباراة الأول.

الـ 4/4/2 رسميًا

بعد حوالي ثلث ساعة فقط من انطلاق شوط المباراة الثاني لجأ إرنسيتو فالفيردي إلى تحويل الخطة إلى 4/4/2 رسميًا، مع الحفاظ على ميسي في مركزه كرقم 10 ولكن مع تقديمه خطوتين للأمام أيضًا، ليتحول إلى مهاجم وهمي أكثر من كونه صانع ألعاب وهمي، كل ذلك حدث حين قرر فالفيردي إخراج فيليبي كوتينيو الذي شغل مركز الجناح الأيمن وأقحم أرتورو فيدال كرابع وسط ملعب.

ومن أجل الحفاظ على حركية الأطراف أقحم فالفيردي في نفس اللحظة سيرجي روبيرتو على حساب البرازيلي أرثر ميلو، الذي بدا تائهًا بعض الشيء في شوط المباراة الأول، وليحافظ فالفيردي على وجود راكيتيتش الذي كان أكثر حركية من أرثر على غير العادة مؤخرًا، وبهذا شغل روبيرتو المساحة الموجودة في الجبهة اليمنى التي كان يشغلها الكرواتي في الشوط الأول، مع تحول راكيتيتش ليؤدي دور أرثر في العمق.

على الناحية الأخرى أقحم سولشار الفرنسي أنتوني مارسيال بدلًا من المهاجم روميلو لوكاكو، ليتحول ماركوس راشفورد إلى مركز المهاجم الصريح وخلفه مارسيال، بعدما كان راشفورد خلف لوكاكو في شوط المباراة الأول، الأمر الذي جعل الأمور أكثر حركية في الأمام بتواجد ثنائي يتحرك كثيرًا بالكرة وبدونها، عكس لوكاكو الذي لا يجيد التحرك بالكرة والمراوغة بها، الشيء الذي كان يحتاجه مانشستر يونايتد من أجل مجاراة النسق، ولنفس السبب أقحم سولشار خيسي لينجارد بدلًا من الشاب دالوت.

أن تسير الأمور كما يجب

ما بحث عنه كلا المدربين حدث بالقعل، مانشستر يونايتد وجد العديد من المنافذ في الفراغات الموجودة في دفاعات برشلونة، وذلك اعتمادًا على تحرك الثنائي راشفورد ومارسيال والكرات المرسلة لهم م نقبل بوجبا وماكتوميناي، الذي يمتاز في الخروج بالكرة تحت الضغط بالمناسبة.

بينما ما بحدث عنه فالفيردي بالـ 4/4/2 أيضًا أتى ثماره، أراد المدرب الإسباني أن يخلق زحامًا في وسط المعلب مع إعطاء عمق أكبر لتشكيلته، هذا العمق الذي جعل رتم اللعب أقل حدة مما كان عليه في شوط المباراة الأول بالنسبة للاعبي برشلونة، يبدو أن فالفيردي اكتفى بنتيجة الهدف مقابل لا شيء في أولدترافورد، لم يرد المخاطرة لأن النتيجة إيجابية بالفعل في ملعب صعب وأمام خصم كمانشستر يونايتد.

سولشار أقحم أندرياس بيريرا في الدقائق العشرة الأخيرة بدلًا من راشفورد، من أجل ألا يكلفه الاندفاع بحثًا عن التعادل هدفًا يضعف آماله في الإياب، وهو ما جعل الأمور تهدأ أكثر حتى انتهى الشوط الثاني على ما بدأ عليه.

رسالة إلى بيب جوارديولا.. حتى لا يضحك عليك التاريخ مرة أخرى

برشلونة أخذ أسسبقية هامة خارج ملعبه، ويبدو هو المرشح الأبرز للعبور إيابًا، ولكن في نفس الوقت لا تبدو نتيجة 1/0 مطمئنة لأي فريق على حساب أي فريق دون النظر إلى الأسماء، وبالنظر إلى الأسماء وإلى ما صنعه مانشستر يونايتد أمام باريس سان جيرمان في دور الستة عشر، فإن الاحتمالات حتمًا ستبقى مفتوحة، لتعلن قمة الأربعاء أن الحسم لن يكون قبل صافرة النهاية في كامب نو بعد أسبوعين من الليلة.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0