Maurizio Sarri Pep Guardiola Premier League Manchester City Chelsea 2018-19Getty

تحليل| مانشستر سيتي بطلاً للكأس.. الفضائح لا تحدث مرتين


أحمد أباظة    فيسبوك      تويتر

مباراة خيم عليها شبح السداسية الأخيرة بين الطرفين، لم تؤثر بالخاسر وحده بل بالفائز أيضاً. في النهاية من 6-0 إلى 0-0 وركلات ترجيح، طبيعة النهائيات. مانشستر سيتي يتوج بطلاً لكأس كاراباو متغلباً على تشيلسي.

الشيء المميز في النتائج الضخمة بمباريات الكبار هي كونها الاستثناء لا القاعدة، وعليه لم يكن متوقعاً أن ينهش السيتي خصمه مرة أخرى، ناهيك عن الدور الكبير للتفاصيل في السداسية السابقة مع كامل الاعتراف بتفوق أزرق مانشستر الواضح، إذ كانت الأخطاء الدفاعية المبكرة وجودة الإنهاء المبكر أيضاً هي أهم عوامل نهاية تلك المباراة قبل أن تبدأ.

وعليه أعاد ماوريتيسيو ساري ترتيب أوراق بيته، بعد نجاته بمنصبه حتى اللحظة الحالية، لتتغير العناصر وتتبلور المقاربة اللازمة، بما يسمح لنا بمشاهدة شوط لم يشهد سوى تسديدة واحدة على المرمى من أصل 5 للفريقين (4 للسيتي و1 خارج المرمى لتشيلسي).

الموضوع يُستكمل بالأسفل

لمَّا كانت مجاراة سيتي بالاستحواذ والهجوم بوضع تشيلسي الحالي مسألة لا سبيل لها، سلَّم المدرب الإيطالي أمره للمرتدات بإسقاط هازارد في العمق كمهاجم وهمي، ليحتفظ بالثنائي جيرو وهيجوايين إلى جواره، فهي ليست مباراتهم حتى الآن.

في إجراء متوقع وفقاً للأداء مؤخراً تم نفي ماركوس ألونسو إلى خارج الملعب ليحل إيمرسون على حسابه، فيما واصل باركلي إثارة إعجاب مدربه. وصحيح أن كانتي مستمر في التطور على الصعيد الهجومي بدوره المستحدث، وصحيح أن "جماهير تشيلسي لا تفهم أدوار جورجينيو" كما قال ساري عقب إطلاق الصافرات ضد اللاعب في مباراة مالمو، إلا أن الأمر لا يزال يحمل جانباً كبيراً من العناد.

على الناحية الأخرى دفع بجوارديولا بأفقضل ما يملك في اللحظة الحالية، زينشنكو الذي صنع هدفين في ليلة الستة يستمر على اليسار في غياب ميندي وديلف، ثلاثي الوسط الذي حقق اللقب الموسم الماضي، أمامه برناردو سيلفا على حساب ليروي ساني، لقد وصف الأول بأنه "نجم البرتغال الكبير بالفعل" في وجود رونالدو، لا يوجد سبب يدفعه لعدم إشراكه لحساب الموهبة الألمانية التي لا تحظى بكامل الثقة، وفي ذلك شيء من الحق.

نسق نعرفه جميعاً، سيتي يستحوذ بنسبة 67% ويدير الكرة كيفما شاء، تشيلسي يضغط بجدية حين يصل السيتيزينز إلى ثلثه الأخير ثم يفتك الكرة وتبدأ عملية التحولات وصولاً إلى المرتدة، ولكن سيتي لم يكن يفعل الأمر حرفياً كما كنا نعرفه، بل كان أكثر تسرعاً وأقل هدوءاً، يبحث عن الهدف الأول بسرعة أقرب إلى الرعونة.

هنا باتت أدوار جورجينييو أكثر قيمة، أولاً لأنه يحتمي بفريقه كاملاً تقريباً، وثانياً لأنه أفضل ممرر في هذا الفريق، لا أحد سينقلها للأمام بتلك الدقة والبراعة. لابورت على سبيل المثال ارتكب خطأ واحداً طوال الشوط الأول وكاد أن يكلفه الكثير، لولا أن هازارد قد تم إجباره على الإفراط بالمراوغة كونه وحيداً أغلب الوقت بل ومُلزم بالدفاع مع الفريق أيضاً.

على الجانب الآخر كان ديفيد سيلفا حائط الصد الأبرز في وسط سيتي بـ3 اعتراضات ناجحة، فيما اقتصر نجاح سيزار أزبيليكويتا في مجابهة قدوم سترلينج وزينشنكو هي 3 تدخلات ناجحة من أصل 5، وسط إصرار جوارديولا على توسيع الرقعة بواسطة الجناحين مما يجبرهم في النهاية على العرضيات الهوائية التي يتفوق بها تشيلسي بحكم العامل البدني الطبيعي وبحكم تمركزهم هنا طوال الوقت على كل حال.

مع انطلاق الشوط الثاني دفع بيب ببديله الأول القائد فينسنت كومباني على حساب لابورت الذي لم يكن بأفضل أحواله، فيما كان صبر ساري على ويليان كمثال أطول من المعتاد. الدقائق تمر والأوراق البديلة معروفة، صحيح أن دكة سيتي بها إمكانات فردية وفنية أفضل بوضوح، إلا أن أوراق تشيلسي لم تكن منعدمة، ربما تكون تلك هي أنسب فرصة لإظهار سر التمسك بهودسون أودوي رغم أنف بايرن ميونيخ وأنف اللاعب نفسه، ولكن ويليان لا يزال في الملعب لأنه أكثر التزاماً ونفعاً لتلك الطريقة.

الدقيقة تصل إلى 75 والنسق لا يشوبه الكثير من الاختلافات، وكأن الكل منهما يضع إصبعه تحت ضرس الآخر. تشيلسي نال 3 محاولات إضافية في بعض لحظات التحرر القليلة بالشوط الثاني، فيما نال سيتي 4، وكلاهم لم ينجح بالتسديد ولو لمرة على المرمى، باسثتناء لقطة الهدف الملغي للسيتي.

أخيراً وتحت الإجبار البدني الخام حل إلكاي جوندوجان على حساب ديفيد سيلفا، أملاً في الاستفادة من اختراقاته المباغتة داخل منطقة الجزاء، فيما أتى أخيراً كالوم هودسون أودوي ولكن على حساب بيدرو. ليست أفضل مباريات كايل ووكر، ولكن محاولة الضغط على زينشنكو تبدو أكثر منطقية للأمانة.

في الدقائق الأخيرة حل ساني بدلاً من دي بروين في محاولة لزيادة قوة الهجوم مع عودة بيرناردو إلى الوسط، فيما قدم ساري رده على ما يحدث في الوسط بإقحام لوفتوس تشيك على حساب باركلي، لينتهي الوقت الأصلي بالتعادل السلبي وننطلق إلى الإضافي، الذي أخرج به جوارديولا حلاً جديداً قديماً لأزمة بديل فيرناندينيو: دانيلو.

على الطرف الآخر قرر ساري التحول إلى اللعب بمهاجم وإعادة هازارد إلى اليسار، بحلول جونزالو هيجوايين على حساب ويليان، أمر ساهم في تحسين الشكل بعض الشيء إلا أن تشيلسي لا زال لم يسدد على المرمى. وإن كانت فضيحة المباراة السابقة في النتيجة، فإن كيبا وساري آثرا ألا تمر تلك المباراة بدون فضيحة أخرى! لتبقى الكلمة الأخيرة لركلات الترجيح.

إعلان