Bernardo Silva Sergio Ramos Manchester City 2019-20Getty Images

تحليل | ريال مدريد ومانشستر سيتي.. جوارديولا الذي يفهم أكثر منّا

مانشستر سيتي يحسم مواجهة الذهاب أمام ريال مدريد بهدفين لهدف ليضع قدمًا في ربع النهائي، ويحسم جوارديولا المواجهة الأولى التي تجمعه بزيدان، ويثبت أنه يفهم أكثر منا جميعًا.

بالنسبة للتشكيل بدأ زيدان بالـ 4/4/2 الماسية "دايموند" المتوقعة، كورتوا في حراسة المرمى، سيرخيو راموس وفاران قلبي دفاع، ميندي على اليسار وكارفاخال على اليمين، كاسيميرو وفالفيردي ومودريتش في الوسط، إيسكو كلاعب حر أمام الثلاثي وخلف الثنائي فينيسيوس جونيور وبنزيما.

أما عن مانشستر سيتي، ففاجأ جوارديولا الجميع بـ 4/3/3 على الورق ولكنها ظهرت 4/4/2 في الملعب، إيدرسون في حراسة المرمى، لابورت وأوتاميندي كقلبي دفاع، ميندي على اليسار ووكر على اليمين، جوندوجان ورودري في قلب الوسط، دي بروينه وبيرناردو ومحرز خلف جيسوس، هذا ما كان على الورق أيضًا.

بالنظر إلى تمركز لاعبي السيتي في الشوط الأول يأتي تفسير إقحام جيسوس بدلًا من أجويرو، حيث تمركز المهاجم البرازيلي على اليسار ليفسح المجال لبيرناردو سيلفا ودي بروينه من أجل الضغط على ريال مدريد في مناطقه، ما حوّل التشكيل إلى 4/4/2 شبيهة لتلك التي يلعب بها سيميوني مع أتلتيكو مدريد؛ جناحان متأخران في الوسط وهما محرز وجيسوس، في الوقت الذي يتحول فيه بيرناردو ودي بروينه إلى ثنائي هجومي متأخر في الحالة الهجومية، ليظل الرسم التكتيكي متأرجحًا ما بين 4/3/3 و4/4/2.

الاستحواذ كان لريال مدريد مع ميل إلى نقل اللعب على الأطراف حيث تقدم ظهيريه والكرات العرضية، وحيث يميل فالفيردي يمينًا ويسارًا وحيث يساعده مودريتش في الدور ذاته ولكن بصورة أقل.

إصابة لابورت المفاجئة أفسدت حسابات جوارديولا واضطرته إلى إقحام فيرناندينيو كقلب دفاع بدلًا منه، مما أفقده تغييرًا مبكرًا من جهة وأفقده قوة لابورت التي يبنى عليها خط دفاعه من جهة أخرى.

الشوط الأول كان متكافئًا إلى حد كبير، شوط يظهر فيه ريال مدريد بشخصيته المعتادة وأدائه المعتاد، نقل اللعب على الأطراف والبحث عن الكرات العرضية التي تعد رأس مال زيدان الأول وإن حاول أحيانًا البحث عن بدائل، إلا أنه يعود لها في الأوقات الحالكة والشبيهة بمباراة أولى تجمعه ضد بيب جوارديولا.

اختيارات جوارديولا تبرهن أن الرجل راهن على الضغط والركض وتوسيع الملعب عرضيًا من أجل غلق منافذ ريال مدريد، أشياء تبرر إقحام جيسوس بدلًا من أجويرو واللعب ببيرناردو ودي بروينه كثنائي هجومي في أغلب الوقت، ولكنها لا تبرر أبدًا تواجد جوندوجان كأساسي بعد أشهر أثبت فيها أنه أحد أبرز ثغرات السيتي.

ما بعد كسر التعادل

إيسكو يسجل الهدف الأول من خطأ دفاعي للاعبي السيتي، يحصل الريال على ما أراده، ولكن ماذا عن ما تبقى من المباراة؟ هذه هي المشكلة دائمًا.

جوارديولا أعاد الأمور إلى نصابها وسحب بيرناردو ليقحم ستيرلينج، وتتحول الخطة إلى 4/3/3 بتواجد جناحين ومهاجم، الأمر بات حتميًا من أجل البحث عن العودة في النتيجة، ونظرًا لأن زحام وسط ملعب لم يأتِ بثماره، من حيث النتيجة على الأقل.

بعد هذا التبديل نشط الجانب الهجومي للسيتي مقابل تراجع الريال بعد الهدف الذي سجله إيسكو، استطاع الاختراق من الأطراف، ومن هناك سجل الهدف الأول من كرة عرضية حولها جيسوس برأسه في المرمى، ثم حصل على ركلة جزاء من الجانب ذاته، وسجل الثاني بعد خطأ طفولي من كارفاخال، ثم ارتكب ريال مدريد الهفوة التي تسببت في خطأ راموس الكارثي الذيي كلفه بطاقة حمراء وقتل آمال ريال مدريد في التعادل، وغياب قائد الفريق عن مواجهة العودة ليصعب الوضع أكثر على فريقه.


مانشستر سيتي يقتل ريال مدريد بهدفين لهدف في دوري الأبطال

خلاصة ما حدث أن أخطاء راموس وكارفاخال التي كانت تضيع في السياق تسببت في خسارة لتطفو على السطح، وأن جوارديولا أثبت أنه يفهم أكثر منّا جميعًا، دخل بيرنابيو وهو يعرف ما سيحدث وفي النهاية؟ انتصر.  

إعلان