انتهت مباراة برشلونة وريال مدريد بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، وذلك في لقاء الذهاب لنصف نهائي كأس ملك إسبانيا.
ولك تكن المباراة ممتعة إلى الحد المنتظر، ولم تعطِ الجماهير المنتظرة أي شيء، فلا جماهير برشلونة قضت ليلتها سعيدة بالفوز ولا جماهير ريال مدريد كذلك، ولم يقضِ المحايدون ليلتهم سعداء بكرة قدم تليق باسم الفريقين.
خطط وتكتيك
بدأ برشلونة بـ 4/2/3/1، تير شتيجين في حراسة المرمى، جيرارد بيكيه ولينجيليه في قلب الدفاع، نيلسون سيميدو على اليمين وجوردي ألبا على اليسار، بوسكيتس وآرثر خلف راكيتيتش، كوتينيو على اليسار و مالكوم على اليمين خلف لويس سواريز المهاجم.
على الناحية الأخرى بدأ ريال مدريد بتشكيل 4/3/3 المعتاد، كيلور نافاس في حراسة المرمى، سيرخيو راموس وفاران قلبي دفاع، على اليمين كارفاخال وعلى اليسار مارسيلو، يورينتي كلاعب ارتكاز خلف كروس ومودريتش، فينيشيوس جونيور على اليسار، لوكا فاسكيز على اليمين، وكريم بنزيما مهاجمًا.
اللقطة الأبرز على مستوى تشكيل برشلونة كانت غياب ليونيل ميسي الذي بدأ المباراة بديلًا، بينما في ريال مدريد كان الرهان على فينيشيوس جونيور ولوكاس فاسكيز منذ البداية شجاعًا من سولاري، مع إبقاء جاريث بيل وماركو أسينسيو على دكة البدلاء.
عادات وتقاليد
هنا عاد ريال مدريد للأسلوب المتحفظ أمام برشلونة، واللجوء للحل المعتاد وترك الكرة لعناصر برشلونة واللعب على المرتدات، محاولة المبادرة هنا ستكون خاسرة، والمساحات الموجودة خلف دفاع ريال مدريد لا تحتاج لأن تتزايد بكل تأكيد.
الفارق هنا أن برشلونة لم يكن برشلونة المبادر، فقط اكتفاء بالاستحواذ السلبي مع بعض التجليات الفردية من مالكوم العشوائي وسواريز الأميل للعشوائية أيضًا، أما كوتينيو فكان من الأفضل ألا يحضر الليلة من الأساس.
المحاولات الهجومية هنا وهناك اتسمت باللعب على الأخطاء الفردية، إذ أن أغلب الكرات التي ذهبت على المرمى كانت نتيجة لأخطاء فردية من مدافعي ريال مدريد أو برشلونة، وأمام فشل لاعبي ريال مدريد في استغلال الفرص وكذلك لاعبي برشلونة، ظل الشوط الأول عند نتيجة تقدم ريال مدريد بهدف للا شيء.
الخبرة
في تلك اللحظات تستحضر تلقائيًا صورًا لبعض الغائبين، من الممكن أن تتسائل ماذا لو كان ديمبيلي مكان كوتينيو الليلة، ومن الممكن أن تستمر على نفس النسق وتتخيل أن هناك لاعبين أكثر خبرة أكثر من المشاركين، فتحيل لو كان ليونيل ميسي بدلًا من مالكوم، ولو أتيححت تلك الفرص التي أهدرها فينيشيوس إلى جاريث بيل مثلًا، وعلى نفس المنوال تكمل في كل المراكز تقريبًا.
المعادلة هنا سيكون لها شق آخر، إذ أن فينيشيوس مثلا قدم مباراة مثالية فيما يتعلق باللعب بعيدًا عن منطقة الجزاء، أما داخلها فكانت الحاجة إلى عنصر أكثر خبرة يستطيع استغلال هذه الفرص السانحة، والتي من شأنها أن تنهي مباريات بهذا الحجم.
ريال مدريد كان وفيًا لعاداته، وأضاع لحظات الأفضلية بدون استثمارها، فالربع ساعة التي أعقبت هدف لوكاس فاسكيز شهدت فرصًا لتوسيع الفارق، ولو كان برشلونة بدلًا من ريال مدريد لأنهى الشوط الأول بثلاثية على الأقل، لا لشيء سوى أنه يستطيع استغلال هذه اللحظات جيدًا.
جهة واحدة
في شوط المباراة الأول ظهر الملعب مائلًا إلى جانب واحد، الجانب الأيمن لبرشلونة والأيسر لريال مدريد، الجهة التي تواجد فيها نيلسون سيميدو ومالكوم هنا ومارسيلو وفينيشيوس هناك، في غياب غير مفسر لكارفاخال وألبا، وحضور من لوكاس فاسكيز كلاعب متحرك غير مقيد بمركز، وممارسة كوتينيو عاداته في إضحاك المشاهدين.
في الشوط الثاني تحركت الأمور نسبيًا على الجهة الأخرى، ولكن الملعب ظل مائلًا ولكن فقط بدرجة أقل، وبالطبع تعادل برشلونة عبر مالكوم غير الكثير من الأمور، حين فقد ريال مدريد تقدمه الذي أعطاه الأفضلية، تلك التي لم يستغلها كما أشرنا سلفًا.
رسالة إلى بيب جوارديولا.. حتى لا يضحك عليك التاريخ مرة أخرى
تغييرات
هنا برشلونة لجأ مضطرًا إلى ليونيل ميسي، فأقحمه بدلًا من كوتينيو، وأقحم فيدال أيضًا بدلًا من راكيتيتش وألينيا بدلًا من مالكوم، وعلى الرغم من هذه التبديلات فإن المباراة أصبحت أكثر هدوئًا عما كانت عليه في الشوط الأول، ولكم يشهد نصف المباراة الثاني من المحاولات إلا قليلًا.
على الناحية الثانية لجأ ريال مدريد إلى الخبرة بشكل أكبر لعلها تأتي بما لم يأتي به الشباب، فأقحم جاريث بيل بدلًا من فينيشيوس جونيور، وكاسيميرو بدلًا من يورينتي، وأقحم أسينسيو أخيرًا بدلًا من صاحب الهدف الذي تم استنفاذه لوكاس فاسكيز.
هنا لم يفلح جاريث بيل في ترجمة ما أضاعه فينيشيوس، ولم يجد ميسي ما يبحث عنه دائمًا، وما تبحث عن هالجماهير كذلك، فخرجت المباراة بتعادل ترك كل الاحتمالات مفتوحة قبل مباراة الإياب في سانتياجو بيرنابيو، تلك التي ستكون أكثر إثارة من مباراة الليلة بكل تأكيد.




