أكد الاتحاد جدارته بصدارة جدول ترتيب الدوري السعودي بانتصاره الكبير أداءً ونتيجة على ضيفه النصر في الجولة الـ20 من البطولة بثلاثة أهداف دون رد.
الفوز الاتحادي جاء بأقدام رومارينيو وعبد العزيز البيشي وعبد الرزاق حمدالله في مباراة شهد شوطها الثاني خروج أندرسون تاليسكا مهاجم النصر بالبطاقة الحمراء.
اقرأ أيضًا | زعيم آسيا مُقتحم من رباعي أحمر .. "كوكتيل" التشكيل الأفضل من الهلال والأهلي
الآن لتحليل أبرز نقاط المباراة ..
رُب "إصابة كريم" نافعة
صُدم الجمهور الاتحادي بإصابة كريم الأحمدي وغيابه عن الملاعب طويلًا، حيث كان من العناصر الأساسية والمهمة جدًا داخل وخارج الملعب.
الإصابة دفعت الإدارة لإنهاء عقد اللاعب والتعاقد مع أندريه لتعويضه، وهنا لا يُمكن أن نصف اللاعب الجديد إلا بأنه خير خلف لخير سلف، بل يُمكن القول أنه خلال مواجهة اليوم قدم أداءً أفضل من النجم المغربي، مما يُوجها لمثل آخر هو "رب ضارة نافعة".
أندريه لعب مباراة عظيمة اليوم في وسط ملعب الاتحاد مع برونو هنريكي، كانا سدًا منيعًا أمام دفاعهما، أغلقا كافة المساحات وساهما في تشتيت مهاجمي النصر، والجميل أن خروجهما بالكرة في الهجمات المرتدة كانت مثاليًا جدًا، سواء بالتمريرة الطويلة أو التمريرات القصيرة المتبادلة.
هنا لا يمكن إلا أن نخلع القبعة للعين التي اختارت صاحب الـ31 عامًا ليُعوض الأحمدي، لأنه اختيار موفق جدًا جدًا واصلت به الإدارة اختياراتها الرائعة في اللاعبين الأجانب مؤخرًا.
حمدالله .. وكيف تُقدم طبق الانتقام باردًا
خرج حمدالله من النصر بصورة قبيحة، ورغم التزامه الصمت إلا أنه تلقى إساءات واضحة من زميله السابق "تاليسكا" قبل أيام قليلة من المواجهة المنتظرة، وقد توقع العديد أن يظهر اللاعب اليوم عصبيًا ومتوترًا مما قد يقود لطرده بالبطاقة الحمراء.
النجم المغربي خالف كل تلك التوقعات وكان نجم اللقاء الأول، أزعج دفاع النصر بتحركاته العرضية والقطرية في الملعب، لليمين تارة ولليسار تارة، فتح المساحات وخلخل الدفاع وسمح لزملائه القادمين من الخلف بالتسجيل وتهديد مرمى وليد عبد الله.
حمدالله قدم طبق الانتقام باردًا، ثأر من ناديه بأن كان المحرك الأول للفوز الكبير بالحصول على ركلة جزاء وإحراز هدف، وثأر كذلك من تاليسكا بأن كان نجم المباراة الأول وسط غياب منافسه وتتويج ليلته السلبية بالطرد.
النصر خسر في الرياض، والاتحاد تفوق قبل الصافرة
النصر غريب جدًا هذا الموسم، يُحارب في جبهات لا جدوى من الفوز بها، ويخسر في الجبهة الأهم وهي أرض الملعب! الفريق لم يخسر لقاء الاتحاد في جدة بل في الرياض .. خسره منذ أيام حين أثار الجدل بالسماح لنجمه تاليسكا الخروج بتصريحاته ضد زميله السابق، وبالتركيز مع الهلال في مشواره في كأس العالم للأندية، في وقت كان يجب على الإدارة التركيز مع اللاعبين على المباراة لأنها فرصتهم الأخيرة للمنافسة على اللقب.
كان واضحًا للغاية أن النصر لم يستعد لمباراة اليوم جيدًا من الناحية النفسية والذهنية، ولذا غاب التركيز وحضرت العصبية والتوتر والتسرع من البداية، وقد فشل الفريق في امتصاص صدمة الهدف الأول رغم أن الوقت كان مبكرًا للغاية.
الاتحاد على العكس تمامًا، كان جاهزًا جدًا للقاء، فرديًا وجماعيًا، ذهنيًا ونفسيًا قبل فنيًا وبدنيًا، ولذا لعب بهدوء وثقة يُحسد عليهما، وأجاد فرض أسلوبه على خصمه ودفعه لارتكاب الأخطاء في الهجوم والدفاع.
نصر عاجز فنيًا، من يصنع اللعب في العالمي؟
النصر ورغم الأداء الجميل في بعض المباريات السابقة إلا أنه فشل في الاختبار الحقيقي للمدرب ميجيل روسو، ويبقى السؤال الأهم مطروحًا منذ بداية الموسم حتى الآن .. من يصنع اللعب في النصر؟
لا أفهم صراحة أي سبب لتواجد بيتي في اليمين وتاليسكا في العمق، رغم أن الأول صانع ألعاب والثاني جناح أيمن! هذا الأمر خلق أزمة وزحمة في عمق ملعب النصر هجوميًا، لأن الثنائي يتواجد به بجانب أنسيلمو الذي يُحاول التقدم لدعم الهجوم مع دخول خالد الغنام أحيانًا من اليسار.
هذا الأمر يكون مقبولًا حال كانت الأظهرة تتقدم وتستغل تلك المساحات في الطرف، لكن هذا لم يحدث أبدًا اليوم سوى نادرًا، والسبب سيطرة الاتحاد على طرفي الملعب جيدًا من خلال تحركات حمدالله والبيشي وفهد المولد.
النصر بحاجة لمراجعة خياراته الهجومية الجماعية، يمتلك أفراد ممتازين من حيث المهارة والقدرات الفردية لكن توظيفهم جماعيًا مازال عليه علامات استفهام كبيرة جدًا
كوزمين كونترا .. بصمة واضحة
ربما رفض البعض الاعتراف ببصمة كونترا على الاتحاد، لكن أعتقد لم يعد هناك أي حجة لدى هؤلاء بعد مباراة اليوم والفوز الكبير، والأهم الأداء التكتيكي الممتاز.
كونترا جعل من الاتحاد فريق قوي الشخصية وهذا يُحسب له، لأن قوة الشخصية تلك لم تعد مرتبطة بتواجد أحمد حجازي أو كريم الأحمدي! ولم تعد مرتبطة بالمنافس وسهولة المباراة، بل العميد أصبح يمتلك الشخصية التي تجعله قادرًا على فرض أسلوب لعبه على الكبير والصغير وتلك بصمة كبيرة للمدرب خارج الملعب.
روسو يلعب اليوم من جديد دون 2 من أهم نجومه، إن اعتبرنا أن أندريه عوض الأحمدي، وهما حجازي وإيجور كورونادو، ورغم ذلك يُقدم مباراة مثالية دفاعيًا وهجوميًا .. غير في الشكل قليلًا هجوميًا، اعتمد على القادمين من الخلف للأمام في التسجيل بدلًا من صناعة الفرص للمهاجم المتقدم والسبب غياب صانع الألعاب كورونادو وأسلوب لعب رومارينيو الأقرب للمهاجم المتحرك.
الخروج بالكرة من الدفاع للهجوم هو البصمة الأقوى للمدرب، الانتشار العرضي مذهل ونقل الكرة من اليمين لليسار فجأة يُذكرني بالأهلي المصري تحت قيادة بيتسو موسيماني، كما أن الأدوار الدفاعية للأجنحة ورومارينيو تستحق التقدير وتؤكد أن هناك مدربًا يعمل بجد.




