Joao Ramos Atlético Real Madrid 28092019Getty

تحليل | ديربي مدريد المعاد للمرة الألف

    يوسف حمدي      تابعوه على تويتر

بدأ أتلتيكو مدريد بالـ 4/4/2 المعتادة لدييجو سيميوني، يان أوبلاك في حراسة المرمى، خوسيه ماريا خيمينيز وسافيتش قلبي دفاع، لودي على اليسار وكيفين تريبييه على اليمين، ساؤول وتوماس بارتي في وسط الملعب، كوكي وفيتولو على الأطراف، خلف جواو فيليكس ودييجو كوستا.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

بينما بدأ ريال مدريد بالـ 4//3 المعتادة لزيدان أيضًا، تيبو كورتوا في حراسة المرمى، سيرخيو راموس بجوار فاران في قلب الدفاع، كارفاخال ظهير أيمن وناتشو فيرنانديز ظهير أيسر في ظل غياب ميندي ومارسيلو للإصابة، ثلاثي وسط الملعب المكون من كاسيميرو وتوني كروس وفالفيردي، هازارد على اليسار وجاريث بيل على اليمين وبينهما كريم بنزيما.

المباراة لم تشهد تحفظًا تامًا من أتلتيكو مدريد ولم يكن سيميوني منتظرًا للمبادرة بشكل كامل، حيث بادر هو وهدد مرمى ريال مدريد في أوقات، سلاحه الأول بالطبع المرتدات والكرات الطولية خلف دفاعات ريال مدريد التي تتقدم كثيرًا، ولكنه نوّع بين الأسلحة الأخرى ولم يكن جامدًا في الـ 45 دقيقة الأولى.

تقدم الثنائي راموس وفاران إلى وسط الملعب لم يكن مبررًا، حيث في أكثر من لقطة ظهر نصف ملعب ريال مدريد خاليًا تمامًا، في لقطة تتكرر كثيرًا في الديربي وتلقى منها الفريق الملكي هدفًا من أنطوان جريزمان الموسم الماضي، وبالمناسبة نفس كرة هدف جريزمان هي التي أتيحت لجواو فيليكس اليوم ولكنه أرسلها إلى خارج الملعب، بنفس الخطأ من راموس ونفس الصناعة المميزة من كوكي.

اللعبة التي حاول سيميوني استغلالها كانت عن طريق ثغرة ناتشو، حيث يسرح اللاعب كثيرًا ولا يلتفت إلى كسره لمصيدة التسلل، تلك التفاصيل التي يلعب عليها سيميوني دائمًا خاصة في المباريات الكبيرة.

الشوط الأول انتهى على وقع التعادل السلبي لأنه لا جديد، حلول قليلة ومحاولات شحيحة وامتلاك للكرة في وسط الميدان كثيرًا، وانتظار للتفاصيل الصغيرة وبحث عنها من أجل التقدم دون مخاطرة.

في الشوط الثاني بحث كلا المدربين عن الحلول من خلال الأسماء الموجودة في الملعب قبل البحث عنها عن طريق التبديلات، ثغرة ناتشو عولجت فبات سيميوني يلجأ للعب على الأطراف ومن ثم انتظار الفرصة من أجل إرسال الكرات العرضية إلى أي من الموجودين داخل منطقة الجزاء.

على الجهة الأخرى بات الريال هجوميًا أكثر عشوائية، اعتماد مطلق أيضًا على انطلاقات كارفاخال في ظل التزام ناتشو بالواجبات الدفاعية بشكل أكبر، حلول غير موجودة في وسط الملعب، بنزيما فقط يهبط للأسفل من أجل استلام الكرة وتوزيع اللعب ومحاولة البحث عن ثغرات، واختفاء تام لإيدين هازارد الذي حضر شبحه في الشوط الأول ولم يحضر حتى بالشبح في النصف الثاني من المباراة.

سيميوني بحث عن التأمين عبر الدفع بماركوس يورينتي بدلًا من جواو فيليكس كأبرز التبديلات التي قام بها، بينما حاول زيدان تنشيط وسط الملعب العقيم هجوميًا بالدفع بلوكا مودريتش وخاميس رودريجيز على حساب هازارد وفالفيردي، ولكن أمام التكدس الدفاعي لأبناء سيميوني لم تفلح هذه المحاولات في إضافة الجديد هجوميًا، وظلت المحاولات مقتصرة على الأجناب، مع ميل مودريتش يمينًا وتقدمه لمساعدة كارفاخال، بحثًا عن بنزيما داخل منطقة الجزاء والذي تم تعويضه بلوكا يوفيتش في آخر الدقائق.

في النهاية سارت المباراة كما سارت في العام الماضي في سانتياجو بيرنابيو حين انتهت بنفس النتيجة، الأمر الذي حدث ذاته قبلها بعام في الدور الأول لموسم 2017/2018، هذا ما انتهى بالتعادل السلبي، أما عن التعادلات الإيجابية فمن الممكن أن نحصي كثيرًا خلال السنوات الأخيرة، كلها مواجهات بنفس السيناريو، الاختلاف فقط في كرة من هنا تدخل إلى المرمى تقابلها كرة من هناك.
ريال مدريد يحتفظ بصدارة الليجا بتعادل سلبي مع الأتليتي

كلا المدربين حصد الأهم من المباراة، بالأحرى أفلت مما كان يخشاه وهو الخسارة، نقطة هنا ونقطة هنا، ومتعة غائبة في انتظار أن يتغير سيناريو ديربي مدريد، لأنه بهذا الشكل من الأفضل أن تعاد نفس المباراة بدلًا من لعبها كل عام بنفس السيناريو.  

إعلان