من رحم المعاناة يُولد الانتصار، ورغم صعوبة المواجهة لكن برشلونة ظهر كأفضل ما يكون لولا بعض التفاصيل الصغيرة التي عقدت المهمة وحولت فرصة الاكتساح لتفوق طفيف.
برشلونة بدأ المباراة برسم 4-3-3 بوجود بيانيتش أساسيًا على حساب بوسكيتس الموقوف، ولكن فرينكي دي يونج كان هو اللاعب الذي يقوم بمهام القائد الثاني لبرشلونة، بينما البوسني تواجد في الخط الهجومي بشكل أكبر.
صحيح كان هناك تبادل للمهام نوعًا ما بين دي يونج وبيانيتش لكن في أغلب الأوقات كان الهولندي هو من يعود للخلف لاستلام الكرة.
برشلونة سيطر ولعب على الأطراف بشكل مثالي، ولولا رعونة عثمان ديمبيلي في التعامل مع الكرات المتاحة له لربما تقدم البلوجرانا بشكل مريح في الشوط الأول.
الفريق كان عظيمًا في كل مرة يمتلك الكرة ويتحرك بشكل مثالي، ميسي في العمق وجريزمان على اليسار وديمبيلي على اليمين، وحينما يفقد البلوجرانا الكرة، كانت مساهمات عثمان الدفاعية جيدة للغاية وحرم بيلباو من بناء أي هجمة خطيرة، كما أن استرجاع الكرة جاء سريعًا بشكل متميز.




وفي الشوط الثاني، جاءت الثغرة المتكررة والتي تكررت في آخر مواجهة بين الفريقين في نهائي السوبر الإسباني، إذ ينخدع جوردي ألبا دائمًا باللاعب القادم من خلفه، وهذه المرة تكفل بتسجيل الهدف بدل من ترك دي ماركوس يفعلها.
الثغرة هي اللعب على الجهة اليمنى التي يعاني فيها برشلونة بوجود لاعب ليس ظهيرًا – أوسكار – ثم نقل الكرة للقدم خلف ألبا، وشكلت هذه اللعبة أغلب هجمات بيلباو وبالأخص في الشوط الثاني.
برشلونة توتر قليلًا بعد الهدف الذي استقبله، لكن بعد العودة والتحكم في الرتم، وبعد تصرف ذكي من ديمبيلي على غير العادة جاء الهدف الثاني القاتل.
ظهر رونالد كومان بعد الهدف الثاني في زي المتحفظ، فصحيح أشرك سيرجي روبيرتو بديلًا لبيانيتش قبل الهدف ومنح الحرية الهجومية لدي يونج وهو ما جدد دماء الوسط، لكن بعد الهدف أشرك لونجليه بديلًا لجريزمان ليتحول الرسم إلى 5-4-1 وفي حال المرتدات أو وجود الكرة في نصف ملعب بيلباو يتقدم بيدري للضغط على حامل الكرة بينما ينطلق ديمبيلي ومن بعده برايثوايت على الطرف.
برشلونة تحفظ كثيرًا دفاعيًا لكن المرتدات كانت خطيرة، ولولا رعونة ميسي لجاء هدف ثالث يريح الأعصاب.
الفريق ككل تحسن بشكل كبير، صحيح أزمة إهدار الفرصة موجودة لكن أقل من الفترات السابقة، وهناك تحسن واضح دفاعيًا عدا فقط ثغرة الجهة اليمنى.
