يا كاتب التاريخ لا تغلق صفحاتك، فهذا الجيل من الهلال في جعبته المزيد والمزيد، اللقب الثاني لهذا الجيل والرابع للزعيم في دوري أبطال آسيا تحقق الليلة، على حساب بوهانج ستيلرز الكوري الجنوبي.
ثنائية ناصر الدوسري والمالي موسى ماريجا منحتا الزعيم الأفضلية بعد مرور 15 ثانية و63 دقيقة من المباراة، ليسطرا اسميهما في سجلات التاريخ.
شوط أول ممل وشوط ثاني مثير، وما بين هذا وذاك، لم يفارق القلق جمهور الأزرق، حتى أتت صافرة النهاية لتجعلهم يتنفسون الصعداء ويخرجون أنفاسهم التي ربما حبسوها قبل أيام من المباراة.
الرهان الكسبان:
لا حديث يمكن أن يفي الثنائي ناصر الدوسري؛ الظهير الأيسر، ومتعب المفرج؛ قلب الدفاع، حقهما الليلة، مهما تحدثنا سيكون حديثنا ظالمًا حول هذا الثنائي، لكن على الجميع أن يرفع العقال لهما.
ربما كان البرتغالي ليوناردو جارديم؛ المدير الفني للزعيم، مضطرًا للدفع بالمفرج، في ظل غياب مدافعه الأساسي علي البليهي، الذي يغيب لتراكم البطاقات.
لكن ماذا عن ناصر الدوسري؟، بكامل إرادته وبثقة كبيرة في قدراته دفع به جارديم، وأبقى المخضرم صاحب الخبرات الكبيرة ياسر الشهراني على مقاعد البدلاء.
شخصية قوية، شجاعة، ثقة كبيرة، مهارة، وغيرها الكثير من الصفات التي يتمتع بها صاحب الـ22 عامًا، كل ذلك جعله يتجرأ على التسديد من وسط الملعب مع مرور 15 ثانية فقط من عمر المباراة.
من الليلة، ولد بالكرة السعودية نجمان كبيران، وليس لاعبين شابين، هما متعب المفرج وناصر الدوسري.
ماريجا .. اللاعب الحائر:
Hilal Twitterجبهة محمد البريك اليمنى هي الأكثر فاعلية خلال مجريات الشوط الأول، فقد تركيز الهلال بشكل أكبر على اللعب بالجهة اليمنى، لكن المالي موسى ماريجا نقطة الضعف بها..
دفع جارديم بماريجا في مركز الجناح خلال الـ45 دقيقة الأولى من عمر المباراة، هل يعلم المدرب ما هي مهام الجناح؟ الانطلاق، السرعة، التسليم والتسلم واختراق الدفاعات، هل يرى المدرب البرتغالي أن المالي يمتلك هذه الإمكانيات؟، بالشوط الثاني كانت الإجابة.
تحرر موسى ماريجا في الشوط الثاني بشكل كبير من مهام الجناح، فتوقف انقطاع الكرة منه من لاعبي بوهانج، وأصبحت هجمات الزعيم أسرع، حتى سجل المالي الهدف الثاني.
ليت جارديم يقتنع أنه كي يستفيد من ماريجا، عليه تحريره من مهام الجناح، التي يكلفه بها في كثير من الأوقات.
دراسة جارديم لم تكن دقيقة:
al hilal twitterقد يكون لا مجال للحديث حاليًا عن سلبيات الزعيم في المباراة، خاصةً وأن "النهائيات تُكسب ولا تُلعب"، لكن هناك نقاط واضحة علينا تسليط الضوء عليها..
من درس بوهانج قبل لقاء الليلة، يعلم تمامًا أن نقطة ضعفه في الجهة اليمنى، وبالفعل الليلة حاول حصر اللعب في وسط الملعب وفي جهته اليسرى، لكن كان الغريب هو مجاراة الهلال له.
في الشوط الأول تركزت هجمات الزعيم على الجهة اليسرى لبوهانج بنسبة 37.5%، ولم تظهر جبهة سالم الدوسري وناصر الدوسري كثيرًا.
لكن في الشوط الثاني، أدرك جارديم خطأه، ولعب بشكل أكبر على الجهة اليمنى لبوهانج بنسبة 43.2%، ووقتها بالفعل تمكن من استغلال المساحات في هذه الجهة، ويظهر هذا جليًا في كرة الهدف الثاني.
ما عاب لاعبي الزعيم أيضًا قلة التسديد على المرمى، في الوقت الذي يعلم به جارديم وجهازه جيدًا أن حارس بوهانج الأساسي غائب، بجانب أن بوهانج بشكل عام لا يجيد التعامل مع مثل هذه التسديدات، لكن اللاعبون اكتفوا بتسديد تسع تسديدات على مدار الـ90 دقيقة بشكل عام.
أخيرًا كما قلنا النهائيات تُكسب ولا تلعب، والبطل هو من يعرف كيف يتفوق على خصمه حتى وإن لم يكن في حالته، شوط أول للنسيان، وشوط ثاني مثالي للهلال، وفي الأخير سيذكر التاريخ أنه في ليلة الثالث والعشرين من نوفمبر 2021، توج الهلال بطلًا لآسيا للمرة الرابعة، وستُرفع القبعة لهذا الجيل الرائع من الزعماء.
اقرأ أيضًا..
يتنفس ذهبًا، وماضيه صنع حاضره .. ردود فعل فوز الهلال بدوري أبطال آسيا
ليس فقط آسيا .. الدوسري يُسجل أسرع هدف في تاريخ نهائيات "دوري الأبطال"
"احرصوا على ما ينفعكم" .. دعوة لمقاطعة مباراة الهلال وبوهانج




