في فلسطين، ستجري محاولة بحث شاقة للغاية من أجل إيجاد مكان مؤهل للعب كرة القدم مع الأصدقاء، ستضطر ربما للمغامرة واللعب في أماكن غير مخصصة لذلك، كالأراضي المهجورة، وحينها إذا سقطت أرضًا ستتعرض لإصابة تجعلك طريح الفراش لمدة طويلة.
أو ربما قد تواجه تحديًا من نوع آخر إذا وجدت المكان المناسب واستقريت فيه ثم تُصبح لتجده لم يعد لديه ملامح، لكن إذا كان الحظ حليفك ستجد تلك البقعة المثالية تحت أشجار الزيتون التي لم تقلع بعد.
"أستمر من أجل مكانة القدوة التي وضعني بها أبناء قريتي، إنهم ينظرون إليّ ويريدون أن يصبح أبنائهم مثلي".
اقتحام امرأة كرة القدم هو تحدٍ كافٍ بالفعل ولكن تخيل في بلدٍ تعتبر هذه اللعبة رفاهية لا تمتلك المساحة وربما الوقت لممارستها.. معاناة مضاعفة.
ريناد موسى رياض لاعبة فلسطين السابقة والمدربة المساعدة الحالية لحارسات المنتخب تحكي لـ مجلة مونديال في عددها الـ25 عن تحديات التي تواجهها في لعب كرة القدم في بلدها.
Mundial Magazine - Issue 25رغم أن ريناد لعبت لكثير من الأندية الفلسطينية ومثلت المنتخب الوطني في جميع فئاته العمرية إلا أنها تشعر أنها لم تحصل على الفرصة الكافية لتحقيق حلمها الرياضي.
"لدينا القليل من الملاعب لممارسة كرة القدم، الأطفال يلعبون في أي مكانٍ متاح، الشوارع، حول أشجار الزيتون وفي المساحات المهجورة، جميعنا نحمل في قلوبنا شيء واحد: عشق تلك اللعبة".
"لا أشعر أنني حصلت على الفرصة الكافية لتحقيق حلمي وحبي لهذه اللعبة، لكنني أستمر في ذلك من أجل النظرة التي أراها في عين أبناء قريتي".
"ينظرون إليّ كشخص نجح في تحقيق حلمه ويسعى نحو المزيد، أنهم يرونني قدوة لأبنائهم ولا أريدهم أن يفقدوا ذلك".
Mundial Magazine - Issue 25تمثل كرة القدم للفلسطينيين أكثر من مجرد لعبة، شعور التغلب على المصاعب، تحدي الاحتلال بالعزيمة والإصرار.. الأمر أكبر من ركل كرة كما يقول نورس عبد الرحمن دقة مدرب وحكم فلسطيني.
"لعبة كرة القدم مهمة لأن لديها القدرة على تسليط الضوء على الوضع السياسي والاسم الوطني لدولة فلسطين في جميع أنحاء العالم. على غرار الدول المحتلة الآخرى، فإن تمثيل فلسطين على المنصات الدولية مهم جدًا لنشر الوعي فيما يحدث هنا".
Mundial Magzine - Issue 25"من خلال لعب كرة القدم، يتحدى الفلسطينيون الاحتلال بإظهار القوة والعزيمة في وجه العقبات التي فرُضت عليهم".
"أنا بشكل شخصي أكبر عقبة رئيسية أواجهها بسبب الاحتلال هي نقاط التفتيش أو إغلاق الطرق، عندما أسافر من مدينة إلى آخرى للذهاب إلى المباريات، تحدث في بعض الأحيان اشتباكات وتصبح منطقة غير آمنة".
حلم تمثيل بلدك وترديد النشيد الوطني يحملك أحيانًا للبكاء بشدة رغم أن الكلمات والموسيقى التي تعزف ليست جديدة على مسامعك، لكن الأمر لطالما أعطى يُمن مصري لاعبة فلسطين السابقة شعورًا مختلفًا.
"منذ طفولتي، ألعب كرة القدم في شوارع الحي الذي أسكن فيه لعبت للعديد من الأندية في مختلف أنحاء فلسطين، حبي للأمر قادني لدراسة التربية البدنية وأصبحت أول امرأة تتخص في ذلك".
"بين عامي 2008 و 2014، مثلت المنتخب الوطني في عديد من المناسبات، أفعل ذلك منذ الرابعة عشر من عمري، شعرت بالفرح والفخر في كل مرة، وأحيانًا بكيت".
Mundial Magazine - Issue 25رغم كل العوائق والتحديات التي تواجه الفلسطيني والفلسطينية، ورود التي تعمل مدربة في إحدى الأكاديميات الرياضية لتعيلم الأطفال مجاني ترى أن مستقبل كرة القدم النسائية في بلادها مُبهر.
"أتوقع مستقبلاً رائعًا للمرأة الفلسطينية في كرة القدم، اللعبة أصبحت تنتشر أكثر على نطاق واسع وهناك زيادة ملحوظة وطلب على الأمر".
"دائمًا من خلال عملي أشجع الفتيات على لعب كرة القدم، لا أريدهم أن يحرمن من تلك المتعة الحقيقة التي تقدمها تلك اللعبة".
"طموحي دائمًا إسعاد من حولي وترك أثرًا جميلًا في كل مكان أذهب إليه، وأعتقد أن كرة القدم هي أفضل وسيلة لفعل ذلك".
*جميع التصريحات تعودة للعدد 25 من مجلة مونديال، لقراءة القصص كاملة توجه إلى موقعهم لشراء نسخة.