عندما كان باريس سان جيرمان يئن تحت وطأة التأخر بنتيجة 3/0 أمام آميان المتعثر في دوري الدرجة الأولى، ظهر لاعب بشكل مفاجئ ليخطف كل العناوين الرئيسية لأول مرة، ومن المحتمل أن يتكرر الأمر كثيرًا، وإن لم يكن ذلك للأسباب التي توقعها الكثيرون.
في تلك المباراة عاش المدافع الشاب، تانجوي كواسي، لاعب باريس سان جيرمان لحظات لا تنسى في ملعب أميان، حيث سجل هدفين من ضربتي رأس لينقذ العملاق الباريسي، ويعادل الكفة بين الفريقين بنتيجة 3/3، قبل أن ينتهي اللقاء بنتيجة 4/4.
أظهر اللاعب قدرته في الهواء وبنية جسده الرائعة، خاصة بالنسبة للاعب الذي لن يبلغ الثامنة عشر من العمر حتى يونيو. ولكن، كما هو الحال مع عدد من لاعبي قلبي الدفاع في كرة القدم الحديثة، فإن قدرته عندما تكون الكرة بين قدميه هي التي جذبت الأنظار.
برع كواسي في الاستحواذ لدرجة أنه كان موثوقًا به لأول مرة في باريس سان جيرمان عندما لعب ضد مونبلييه في ديسمبر كلاعب وسط. بعد أربعة أيام تم إدخاله في نفس المركز ليصبح أصغر لاعب يمثل فريق حديقة الأمراء في دوري أبطال أوروبا عندما بدأ ضد جلطة محطماً بذلك رقمًا قياسيًا سجله سابقًا أدريان رابيو.
بالنسبة للمراهق الذي لعب مرة واحدة فقط في هذا المركز خلال فترة وجوده مع فريق تحت 19 عامًا في النادي، فقد تفوق على نفسه وأصبح أساسيًا في تشكيلة توماس توخيل، وبدأ ثماني مباريات وثلاث مباريات كبديل، وإن كان قبل أن يجد نفسه مؤخرًا يلعب كقلب دفاع بدلاً من لاعب وسط.
Getty/Goalبدأ كواسي تعليم كرة القدم في مدينة نشأته إيبناي سو سينارت شمال فرنسا، وبدأ في السادسة من عمره عندما التحق بنادي إف سي إبيناي أثليكو المحلي، وقد بدت موهبته بالفطرة واضحة منذ صغره.
يتذكر أحد مدربيه الأوائل، بايوكيلا نتومبا ، في مقابلة مع "سو فوت" الفرنسية "كان كواسي قويًا وناضجًا بالفعل، ويتمتع بالهدوء والكرة معه".
بعد فترة قصيرة مع فريق محلي آخر، انضم كواسي في النهاية إلى بايس دو فونتينبلو - الذي لعب له الأسطورة ليليان تورام - وهناك لفت أنظار باريس سان جيرمان، الذي استدعاه في نهاية المطاف إلى أكاديميته في سن 14.
تسارعت وتيرة تطوير كواسي منذ تلك اللحظة، حيث شق طريقه بسلاسة عبر كلا من فريقي تحت ١٧ و تحت ١٩ قبل أن يتلقى أخيرًا استدعاءه للفريق الأول في أواخر عام 2019.
ويعد كواسي من أبرز اكتشافات توماس توخيل هذا الموسم، حيث دفع به في عدة مباريات أثناء إراحة نجوم الفريق أو تعويض المصابين في خط الدفاع.
وقد أوضح اللاعب في مقابلة أجريت معه مؤخرًا مع فرانس بلو في باريس "صحيح أنني مررت بشهرين جيدين. إنه لمن دواعي سروري أن ألعب مع النادي الذي دربني. لقد عملت بجد للوصول إلى هنا. آمل أن يستمر هذا الأمر.
يقولون أني أمشي على الماء؟ لا أعتقد ذلك. لم أفعل شيئًا بعد ، مقارنةً بتياجو سيلفا وماركينيوس وكيمبيمبي".
لكن يأمل مسؤولو باريس أن يكون الخليفة المنتظر لتياجو سيلفا، لكن باريس يخشى فقدانه في الصيف مع اهتمام مؤكد من مانشستر سيتي ولايبزيج بضمه.
في الوقت الحالي، يركز أصغر لاعب يسجل هدفين في دوري الدرجة الأولى الفرنسي منذ 44 عامًا على ترسيخ وضعه في خطط توخيل.إذا استطاع القيام بذلك، فإن اقناعه بالتوقيع على عقد احترافي جديد سيكون سهلاً على إدارة باريس.