تعاقد النصر مع الإيطالي ستيفانو بيولي لخلافة لويس كاسترو في تدريب الفريق، وهو الرجل الذي حقق المعجزة مع ميلان بالفوز بلقب الدوري الإيطالي موسم 2021-2022، وتكراره الأمر مع الفريق السعودي في دوري روشن لا يحتاج معجزة لكن لخطوة من جانب كريستيانو رونالدو.
اشترك الآن على شاهد للاستمتاع بأبرز مباريات دوري روشن السعودي
إبراهيموفيتش ميلان .. الرجل الخارق
لنعد للذاكرة قليلًا في البداية، تحديدًا إلى أكتوبر 2019، حين أعلن ميلان إقالة مدربه ماركو جامباولو والتعاقد مع ستيفانو بيولي، الأول قاد الفريق في 7 مباريات لم يجمع خلالها سوى 9 نقاط، والثاني جمع 12 نقطة من 10 مباريات حتى نهاية النصف الأول من الموسم في ديسمبر من نفس العام.
ميلان بنهاية النصف الأول من الموسم كان في المركز الـ11 برصيد 21 نقطة، فريق ختم تلك الفترة بخسارة مذلة أمام أتالانتا 5-0، فريق مزدحم باللاعبين فاقدي الثقة، فريق لم يفقد فقط ثقة جمهوره به بل تحول العشاق من الحزن والغضب على نتائجه ومستواه إلى الشفقة على ما يحدث معه! حتى حدثت نقطة التحول الكبرى في الفريق بالإعلان عن عودة زلاتان إبراهيموفيتش بعد فترة غياب في فرنسا وأمريكا.
ميلان نجح في إنهاء الموسم في المركز السادس بتحسن كبير جدًا في الأداء والنتائج، لم يخسر سوى مباراتين أمام إنتر وجنوى، وفي الموسم الثاني كانت الصحوة الكبرى بالوصول إلى وصافة جدول الترتيب خلف إنتر بعد جمع 79 نقطة، وفي الموسم الثالث للمدرب والنجم السويدي حقق الروسونيري المعجزة وتُوجوا بالاسكوديتو بعد غياب 11 عامًا.
هذا النجاح يُنسب لعدد من الأشخاص بالطبع، لكن على رأسهم الثنائي بيولي وإبراهيموفيتش .. المدرب والقائد!
النجم السويدي فاجأ الجميع، صدم الكارهين قبل المحبين بالتغير الهائل في شخصيته ونظرته لمسيرته .. زلاتان المعروف بغروره وحبه لنفسه وتفضيله إياها على الجميع، الباحث دومًا عن تحطيم الأرقام والإنجازات الفردية والشخصية تحول إلى لاعب آخر تمامًا مع ميلان!
النجم صاحب الـ38 عامًا وضع نفسه في آخر الطابور وقدم الفريق والجمهور وكل زملائه عليه، بات هدفه الأهم هو الفريق بالكامل، إنقاذه من أزمته وتحسين وضعه، وقد قال هذا في يوم توقيع عقده، حيث قال "عدت مرة أخرى لنادي أحترمه كثيرًا ومدينة أعشق التواجد بها، سأقاتل مع زملائي لتغيير الوضع الحالي للفريق والوصول للأهداف المطلوبة".
إبرا أنقذ الميلان بالفعل، أنقذه من دخول صراع الهبوط في الموسم الأول، ووضعه وصيفًا في الموسم الثاني وبطلًا في الموسم التالي، ولولا الإصابات لكان الوضع أفضل من المركز الرابع في موسمه االأخير ... اللاعب تحول إلى شخصية قيادية مذهلة، منح الدوافع لزملائه اللاعبين، رعى الشباب منهم ودعم الكبار المخضرمين، الجميع كان يتحدث عن قيمته في غرفة الملابس والملعب والتدريب وكل مكان في الميلانيلو.
زلاتان وُصف بالرجل الخارق في ميلان، ما فعله في الفريق كان معجزة بالفعل، وهو ما سهل للمدرب بيولي تحقيق الإنجاز المعجزة وهو الفوز بالدوري بعد سنوات من الضياع والتوهان، والحفاظ على التواجد في دوري أبطال أوروبا طوال سنوات وجوده.
رونالدو .. أصبحت الحاجة ليتحول إلى إبراهيموفيتش النصر
النصر حاليًا في وضع مشابه كثيرًا للميلان قبل فترة بيولي وزلاتان .. فريق فاقد الثقة في نفسه، تائه بين فترات الصعود والهبوط فنيًا، يُعاني من مشاكل إدارية عديدة، لكنه يختلف عن الروسونيري بأنه يمتلك بالفعل مجموعة من اللاعبين المميزين القادرين على تحقيق الإنجازات والمنافسة حتى النهاية.
النصر بحاجة إلى قائد فعلي في الملعب، وهذا اللاعب لن يكون أفضل من نجمه الأهم والأول رونالدو لكن مع ضرورة إجراء تغيير جذري في عقليته وطريقة تفكيره ونظرته لنفسه وللآخرين وللفريق، فالحماس الزائد والعصبية والتوتر والاعتراض على الحكام ليس دومًا الحل السليم وليس الصورة الأجمل لإظهار الحب للفريق.
رونالدو بحاجة الآن ليُضحي لأجل النصر .. لأن يُفضل الإنجاز الجماعي للفريق على أرقامه الفردية الخاصة والتي أصبح مهووسًا بالبحث عنها في السنوات الأخيرة وهو أمر منطقي نسبيًا لكنه لا يُلبي طموحات عشاق الأصفر الذين يُفضلون لقب الدوري على لقب الهداف للنجم البرتغالي، لا يهمهم فوزه بالكرة الذهبية قدر حرصهم على العودة للتواجد في كأس العالم للأندية.
رونالدو يجب أن يضع مثال زلاتان أمامه ويسير على خطواته، أن يُصبح الداعم للشباب والمحفز للكبار، أن يكون الأول في التضحية والأخير في حب الذات، ببساطة أن يضع النصر ومصالحه فوق اهتماماته الخاصة.
رونالدو لو نجح ليكون هذا اللاعب .. لو نجح ليكون زلاتان إبراهيموفيتش النصر، سيُساعد بيولي كثيرًا ويُسهل من مهمته .. والرجل الإيطالي قادر تمامًا على صناعة الإنجاز وقد أظهر ذلك بوضوح مع ميلان، هو قادر على استغلال كافة عوامل النجاح لصناعة النجاح للنصر نفسه ولا أحد آخر.
هذا لو حدث .. سيدخل رونالدو قلوب عشاق النصر ولن يغادرها أبدًا، سيصنع لنفسه تاريخًا جديدًا في السعودية بجانب تاريخه الحافل في أوروبا، سيشعر بطعم النجاح الصعب، بطعم الإنجاز بعد المعاناة، وهذا الطعم أجمل كثيرًا من زيادة عدد الأهداف أو تحطيم رقم قياسي جديد.