Xavi Laporta Lionel MessiGoal\GettyImage

بين خذلان ميسي وصحوة تشافي.. لابورتا في رحلة إنقاذ برشلونة من الغرق

في الفترة الأخيرة تخرج الأخبار المختصة بنادي برشلونة لتوضح للجميع أن الفريق الكتالوني بات على الطريق الصحيح، وأن الأموال تدفق الآن، وسيحل كل شيء في المستقبل القريب.

نظرة وردية لطيفة تصدرها الصحافة بعد الانتهاء من تصويت الجمعية العمومية على بيع بعض الحقوق التلفزيونية "السمعية والبصرية"، وجلب الأموال، خاصةً بعد إتمام صفقة شركة "سبوتيفاي".

الحقيقة فإن النظرة من الخارج ستوضح لك أن البلوجرانا أخيرًا قد وجدوا الإدارة الحكيمة والرشيدة التي تقدر موارد النادي وتستغلها، لكن هذه الأحداث لا تنفي ما سبقها من عبث وكذب.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

برشلونة وإن بدا الآن أكثر تماسكًا، فهذا لا ينفي أنه أعطى العديد من مشجعيه "ميزة الشك" بسبب ما فعلته نفس الإدارة منذ توليها المسؤولية.

للصبر حدود!

"ما تصبرنيش بوعود وكلام معسول وعهود" كانت تلك كلمات السيدة "أم كلثوم" التي دومًا ما نستدعيها في مثل هذه المواقف، فنحن أمام إدارة "صَبرت" مشجعيها بأجمل الوعود في كرة القدم وهي الإبقاء على ليونيل ميسي.

الدافع الأول الذي جعل الجمعية العمومية تصوت لجوان لابورتا بالأساس، كان إيمانه الشديد بقدرته الخارقة على حل الأزمات المحيطة بالبرغوث والمحافظة على أسطورة برشلونة.

Lionel Messi Laporta BarcelonaGetty

ولم ننتظر الكثير حتى وجدنا أن لابورتا لا يعلم شيء، وصدقني حينما أقول لك أن هذا الاتهام لم يصدر مني وإنما جاء من رئيس برشلونة نفسه، الذي أوضح أن مشكلة ميسي لا يوجد لها حل.

بل أضاف جوان أنه لم يكن يتخيل أن وضع البلوجرانا بهذا السوء، نعم نحن أمام رجل كان يعد الجميع بما لا يملك، ولكن حرمنا مما نستحق!

كانت تلك هي نقطة البداية لفقدان الثقة في لابورتا، لكنه لم يكتف بهذه اللقطة، بل زاد الطين بلة عندما قرر أن يعلن للصحافة أن المهاجم النرويجي إرلينج هالاند بات هدف برشلونة الأول في الانتقالات الصيفية.

وبعد أن خرجت الأخبار من إسبانيا وألمانيا حول سفر تشافي إلى هالاند وحديثه معه لإقناعه بـ "مشروعه" الخاص، فشلت الصفقة لأن لابورتا أوضح بنفسه أن النادي الكتالوني لا يمتلك الموارد المالية الي تساعده على إتمامها.

Erling Haaland Man City (tablet)Getty Images

هذه هي المرة الثانية التي يتحدث فيها جوان بفمه الثرثار حول نقطة معينة يريد عملها، ويعد الجماهير بها، ثم يدرك أنه ليس في موقف قوة، ليتراجع من جديد ويلوم الإدارة السابقة التابعة لجوسيب بارتوميو.

الحقيقة أن بارتوميو كان كارثة متحركة على أرض الواقع، وأنه هو السبب الأول في كل المصائب، لكن هذا لا ينفي أن لابورتا لا يعي ما يقول، ربما حتى الآن.

بارقة الأمل

مع قدوم المدرب تشافي هيرنانديز لتدريب برشلونة بعد رحيل رونالد كومان، نسيت جماهير برشلونة خلافها مع الرئيس لابورتا وأصبح تركيزها ينصب على أداء الفريق وتطلعاته المستقبلية.

فكرة تعيين أسطورة البلوجرانا المرموقة لتولي المهام الفنية للنادي كانت ذكية من جوان لكي "يخف الضغط" من على الإدارة ويتوجه الحديث بشكل مستمر حول الفريق.

لا شك أن تحسن المنظومة وتحقيق المكاسب المتتالية مع تشافي جعل الجماهير في حالة راحة مؤقتة، والحقيقة أن لابورتا استغل تلك النقطة وبات يخرج في العديد من المقابلات الصحفية ليؤكد على دعمه لتشافي حاليًا وفي المستقبل.

Xavi HernandezGetty Images

جوان مختلف تمامًا عن جوسيب، الأخير كان يعشق التدخل في كل الملفات وتفعيل قرارته الخاطئة والسير بطريقة ديكتاتورية، حتى أن فريق البيانات والإحصائيات في برشلونة كان يستعجب من الصفقات التي يبرمها.

ولماذا نذهب بعيدًا ونحن لدينا المدرب فالفيردي الذي استعجب بنفسه من ضم أنطوان جريزمان لفريقه حين أوضح أنه لا يعلم أن سيشارك الفرنسي داخل الملعب.

أما لابورتا فهو يعطي الملفات لأصحابها، فلا دخل له في إدارة تشافي الفنية، ولا يأخذ القرارات الرياضية عوضًا عن ماتيو أليماني، هو فقط يظهر في الصورة ليعطي الوعود التي لا يحقق بعضها، ويسعى الآن في تحقيق البعض الآخر.

بيت القصيد

برشلونة حتى الآن يتقدم بصورة ممتازة في ملفاته المالية، فبعد اتفاقية سبوتيفاي وعقد الرعاية الضخم الذي تلقاه النادي الكتالوني، بات الحديث الآن حول موافقة الجمعية العمومية لبيع نسبة 49% من الحقوق السمعية والبصرية للنادي.

تدفق الأموال يعطي البلوجرانا بعض الحياة بعد هذه الفترة الصعبة، لكن الفريق الإسباني غير مضمون من حيث استخدام تلك الموارد لأجل تحقيق المكاسب المنتظرة.

Mateu Alemany

حتى الآن لا يعلم أحد أين يفكر تشافي، أو ما هو اتجاه برشلونة في الصفقات القادمة، الحديث حول مهاجم لديه 33 عامًا، وصفقات مجانية معظمها لا يناسب طريقة لعب البلوجرانا.

الأمر الذي يشعر البعض أنه حتى وإن تحسنت الموارد المالية، فمشكلة استخدامها ستظل قائمة، فنحن أمام فريق بات مطالبًا الآن بتحقيق المكاسب الفنية على أرض الملعب وحصد البطولات لكي يحافظ على حالة الزخم الإعلامي وترويج منتجاته وعلامته التسويقية.

كل هذا يتوقف على المدرب تشافي والأسماء التي يضمها لكي تساعده في تحقيق هذا المراد، والحقيقة أن لا أحد يعلم ما سوف يحدث، لكن الأسماء المقترحة لا تطمئن.

هل أنقذ لابورتا برشلونة؟

لا توجد إجابة قاطعة على هذا السؤال، الحقيقة أن الأحداث التي سردناها تعطي لك إجابات متعارضة، نحن لا نستطيع الجزم بأن لابورتا ساهم في خراب المنظومة، ولا يمكننا وضعه في صورة البطل.

برشلونة الآن يسير على الطريق الصحيح من حيث تطوير الجوانب المالية وأيضًا الفنية.

Joan Laporta Asamblea Barcelona 2022FCB

الأمر سيظل رماديًا حتى نرى الموسم المقبل نتائج الأفكار التي ستطبق، فنحن نسمع مرارًا وتكرارًا في إعلام كتالونيا عن "مشروع تشافي" كما نسمع أيضًا عن دور أليماني الرهيب في تحسن المنظومة المادية.

الحكم الآن سيكون ظالمًا، لكن البوادر كلها جيدة، حتى وإن كانت البداية مفزعة وسيئة بعد رحيل ميسي وخذلان جوان لجماهير برشلونة.

الحقيقة أنه من الوارد أن نرى البلوجرانا الموسم المقبل على منصات التتويج خاصةً المحلية، لكننا لا نستبعد أيضًا أن نراه يتخبط ويفشل مجددًا.

اقرأ أيضًا..

صفقات بعشرات الملايين أدمنت الفشل في تشيلسي

ليفربول يصدم محمد صلاح ويعرضه للبيع!

استنساخ حمدالله وجوكر .. نجوم يستطيعوا حل أزمة النصر الهجومية

إعلان