Pep Guardiola Barcelona Champions League

استمرار ميسي وإعادة البناء .. هل يعود جوارديولا إلى برشلونة؟

سلسلة من التصريحات الرومانسية بين برشلونة وبيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، جعلت الجمهور الكتالوني يحلم بعودة الفيلسوف إلى القلعة الكتالونية مرة أخرى.

بيب يعاني في إنجلترا مع مانشستر سيتي منذ الموسم الماضي، خسر الدوري وخرج من الأبطال في ربع النهائي، والبداية حاليًا ليست الأفضل بل وبعيد عن الصدارة بفارق كبير.

هل عودة بيب إلى كتالونيا هي الحل؟ هل هو خيار جيد متاح يمكن وضعه في الاعتبار خلال الفترة المقبلة أم أن الأمر لن يكون مفيدًا بالقدر الكافي؟

الموضوع يُستكمل بالأسفل

ماذا لو عاد بيب حقًا إلى برشلونة؟

أصل الحكاية

Pep Guardiola Manchester City 2019Omnisport

في ليلة 3 ديسمبر عام 2019 كان بيب يجلس على مقاعد فريقه أمام بيرنلي في لقاء بالدوري الإنجليزي في التوقيت الذي أُقيم في كتالونيا حفلًا لتكريم أفضل لاعب ومدرب وموهبة صاعدة من الإقليم وتحصل فيها جوارديولا على جائزة.

لم يتمكن جوارديولا من التواجد دون شك، ولذلك حضر والده ليصرح بأنّ بيب سوف يعود مدربًا لبرشلونة ولكنّه عاد واستدرك بأن المدرب الشاب لا يستمع لنصيحه أبيه وبالتالي لا شيء مضمون.

لم تمر هذه التصريحات دون اهتمام من الصحافة، فتحولت إلى سؤال لرئيس برشلونة وقتها، جوسيب ماريا بارتوميو، ليجيب بدبلوماسية متوقعة أنّ الباب دائمًا مفتوح لجوارديولا، وتلتقط صحف إنجلترا التصريح لتسأل بيب عن الأمر ذاته فيجيب متفقًا على ما قاله رئيس النادي الكتالوني.

مرّ نحو عام على الواقعة، ورحل بارتوميو عن النادي وجاء المرشح المحتمل فيكتور فونت ليفتح الباب لإمكانية عودة جوارديولا لبرشلونة وقيادته للمشروع الجديد.

لكن بيب هذه المرة أجاب بصورة قاطعة أنّ فترته في برشلونة انتهت ولا يود العودة، ربما تكون مجرد إجابة دبلوماسية لوجود عقد مع مانشستر سيتي لم ينته بعد، واحترامه لصديقه القديم رونالد كومان.

الدبلوماسية

Guardiola XaviGetty

في الفيلم الوثائقي "احصل على الكرة، مرر الكرة" ألمح تشافي هيرنانديز وفيكتور فالديز عن أن أحد عوامل رحيل جوارديولا عن برشلونة كان إدارة ساندرو روسيل ومساعده بارتوميو.

الثنائي الذي اهتم فقط بتطوير الجانب الاقتصادي لبرشلونة – وفشلا في النهاية – كانا يرغبان في السيطرة المطلقة على النادي والتحكم في سوق الانتقالات وعقود اللاعبين وكل شيء بينما يتحول المدير الفني إلى مجرد مدرب يتعامل مع القائمة المتاحة له ويضع الأسماء المناسبة دون أن يكون قائد المشروع.

بعد بيب جاء فيلانوفا ثم تاتا مارتينو ولويس إنريكي ثم فالفيردي وكيكي سيتيين والآن كومان والجميع لم يكن له دور في سوق الانتقالات على الإطلاق سوى فقط صيف 2014 حينما التزمت الإدارة بطلبات اللوتشو وذلك بعد الخروج بموسم صفري.

أما منذ تولي بارتوميو الرئاسة فهو الوحيد الذي يقرر من يأتي إلى برشلونة ومن يرحل وفالفيردي ومن قبله إنريكي مجرد أدوات تحاول الاستفادة من العناصر المتاحة فقط.

جوارديولا غارد لرفضه القيام بهذا الدور ويحصل حاليًا في مانشستر سيتي على كامل الصلاحيات لبناء الفريق بالشكل الذي يرغب فيه، وبعد رحيل بارتوميو قد يكون هذا سببًا رئيسيًا لموافقته على العودة، خاصة وأنّ الأقرب لخلافته إما فونت أو خوان لابورتا وكلاهما من حزب فلسفة كرويف ويمتلك تقديرًا بالغًا لبيب.

ماذا لو عاد؟

Ansu Fati Inter Barcelona Champions League

لا جدال أن جوارديولا يمتلك أفكارًا عظيمة وتطور كثيرًا عما كان عليه في فترته الأولى ببرشلونة وعودته الحالية لو تمت بصلاحيات مطلقة فقد تكون بداية الثورة الجديدة.

برشلونة في الوقت الحالي يمتلك عدة أسماء بارزة في أكاديمية اللاماسيا؛ هناك ريكي بوتش وكولادو وأنسو فاتي ورونالد آراخو بجانب بيدري وترينكاو وكارليس آلينيا وغيرهم من المواهب التي لا تحتاج سوى إلى مدرب يفهم جيدًا طبيعة النادي ويقدر لا ماسيا ليعيد صقلهم وتطويرهم.

بجانب مواهب الأكاديمية هناك الثنائي فرينكي دي يونج وسيرجينيو ديست اللذان يمتلكان الـ DNA الخاص ببرشلونة، وجونيور فيربو على الرواق الأيسر وحتى عثمان ديمبيلي يحتاج إلى لمسة الفيلسوف كما حدث مع رحيم ستيرلينج.

لو عاد المدرب إلى وطنه في برشلونة، فهناك فرصة كبيرة له لصناعة توليفة جيدة بالأسماء المتاحة، بجانب دعم بعض المراكز المتضررة، والأهم أنّه قادر على إقناع ميسي بالاستمرار والتجديد رفقة النادي الكتالوني وعدم البحث عن تجارب جديدة.

الحديث الدائم كان عن إمكانية رحيل ميسي إلى مانشستر سيتي للعب مع جوارديولا، فلو عاد بيب لربما وافق البرغوث على البقاء.

وماذا عن بيب؟

Guardiola Barcelona Copa del Rey 2011Getty

لو تجاوزنا أزمة الصلاحيات ومشكلة رحيله في 2012 فهناك مشكلة كبيرة ربما تشغل بال صاحب الـ 49 عامًا.

ماذا لو عاد ونجح مجددًا في برشلونة؟ ماذا لو حقق دوري أبطال أوروبا بوجود ميسي مرة ثالثة؟ هل يؤكد على أنّه فشل في بايرن ميونخ ومانشستر سيتي رغم كل ما حققه محليًا؟

هذه أيضًا نقطة تتعلق بكبرياء جوارديولا، فالجملة التي رددها الكثيرون حول أن بيب لم ينجح خارج كتالونيا سوف تصبح حقيقة وتجعل المدرب المخاطر يلجأ إلى الحل الآمن لضمان رفع ذات الأذنين مرة أخرى.

أما لو فشل فقد يفسد تاريخه في النادي الكتالوني وينسى البعض فوزه بـ 14 لقبًا في 4 مواسم فقط ولا يتذكر سوى إخفاقه وربما يصبح ملعونًا بعدها.

عودة جوارديولا إلى برشلونة معقدة، سواء بالوضع الإداري المجهول بعد الانتخابات، أو خوف جوارديولا نفسه أن يصبح فقط المدرب الذي لم ينجح - على الأقل أوروبيًا - سوى رفقة البلوجرانا أو يفشل ويطيح بإنجازاته السابقة.

في المطلق، أرفض تمامًا عودة مدرب سابق إلى فريقه ولكن بيب قضى 8 سنوات في ألمانيا وإنجلترا تعلم فيهم الكثير ولن يكون نفسه المدرب الذي غادر لذلك قد يستطيع حمل الشعلة مجددًا.

السؤال الأهم الآن، هل يقبل أن يحمل الشعلة مجددًا؟ وهل تساعده الإدارة الجديدة على تقديم أفكاره بالصورة التي تناسبه؟ الأمر فقط يحتاج إلى قرار!

إعلان