هناك سؤال فلسفي بعض الشيء؛ ذلك الذي يُطرح حول أحدهم الذي قرر أن يفشل ونجح في ذلك، فهل يكون في تلك الحالة ناجحًا أم فاشلًا؟ اليوم نحن نمتلك إجابة ثالثة، سيكون بول بوجبا!
ربما تكون قصة بوجبا نموذجًا يعرضه المدربون فيما بعد على اللاعبين الصاعدين لكي لا يحذون حذوه، أن يخبروهم على طريق النجاح الذي يضمن لك ألا تكون بوجبا جديد.
في 2012 انتقل ذلك الصاعد من مانشستر يونايتد إلى يوفنتوس في صفقة شبه مجانية، وهناك بدأ يخطو خطواته الأولى نحو النجاح وحجز مكانه في تشكيل وسط ميدان يضم أندريا بيرلو وأرتورو فيدال وكلاوديو ماركيزيو.
خلال 4 سنوات في يوفنتوس أخذ بوجبا يتطور ويكتسب المزيد من الخبرات ويثقل إمكانياته ويصبح حديثًا للعالم كلاعب كرة قدم، حيث أنه وجب التنويه على كونه كان يتصدر الأحاديث كلاعب وقتها.
بوجبا يوفنتوس كان لديه من الإمكانيات ما يجعله أحد علامات هذا المركز في جيله على الأقل، ولكنه اختار الابتعاد عن الطريق، وباتت إمكانياته مجرد عبارة تظهر عندما يسأل أحدهم عن الإضافة التي يقدمها الرجل حين يلعب.
في البداية كان بوجبا مميزًا بثنائيته مع إبراهيموفيتش التي كانت فعالة ببداية موسم 2017 والذي كان الأول لهما وللمدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو كذلك في مانشستر يونايتد.
فيما بعد بدأ مستواه يهبط لأنه بكل بساطة لا يركز بالشكل الكامل في كرة القدم، ينتقده الصحفيون فيتحدث عن كونه الأغلى في العالم فقط وليس الأفضل وأن السعر المرتفع ليس معناه أن يكون خارج إطار اللاعبين، ولكنه في الوقت ذاته لا يقدم مستوى يشفع له لأي رقم يدفع من أجله.
يهاجمه الصحفيون وأساطير الشياطين الحمر فيدافع مورينيو دفاعًا أعمى، ثم ينقلب عليه مورينيو ويدخل حرب يخسرها في النهاية أمام تمرد غرفة الملابس وتراجع النتائج، ينفجر بوجبا في 4 أو 5 مباريات ليرد على مورينيو ثم يعود إلى حالته المفضلة وتدور الدائرة كما اعتادت.
يتحدث عن حلمه باللعب مع ريال مدريد وتحت قيادة زيدان أو لا يتحدث عن شيء أو يعاني من إصابات يشك البعض أنها وهمية فقط للهروب من اللعب والالتزام، ومعه مينو رايولا يواصل جعله متصدرًا للعناوين والصحف.
وأمام كل ذلك، تجد نفسك كمشجع لمانشستر يونايتد أو عاشق لكرة القدم عن جدوى تلك المحصلة، وماذا يضيف بوجبا كلاعب فقط أمام تلك الهالة الوهمية والتي تزداد وهمية يومًا بعد الآخر، حتى وصل النجم الفرنسي أو النجم سابقًا بالأحرى إلى تلك الحالة.
أي حالة؟ ذلك الظهور البائس الذي يتكرر أسبوعيًا، والذي يعحز فيه عن القيام بأي شيء، ليس مما كان يمتلكه من إمكانيات مميزة من قبل، لا، بل فقط إرسال تمريرة صحيحة لأقرب زميل له في الملعب، حتى هذه اللمسة البدائية باتت حلمًا لمن يشاهده.
فان باستن عن معاناته مع الإصابات : كنت أزحف للوصول إلى الحمام
العديد من اللاعبين ممن يمتلكون إمكانيات أقل وصلوا خلال فترة قياسية إلى مستويات أفضل ومردود مميز، وعلى الجانب الآخر، يفقد بوجبا كل ما يميزه، ليتحول إلى لاعب بائس مثير للشفقة. ولكن في النهاية، هل تعقتد أنه يتألم لذلك؟


