Mauricio Pochettino, Christian Pulisic, Josh SargentGetty/GOAL

ترامب لن يكون سعيدًا يا بوتشيتينو .. تتحدث عن ريال مدريد وبرشلونة ولكن أمريكا تغرق على يديك!

في لقاء سابق بين دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، وصديقه الجديد جياني إنفانتينو، رئيس فيفا، سأل الأول الثاني عن حظوظ بلاده بخصوص التتويج بمونديال 2026، وكان رد السويسري بأن الأمر ممكنًا، جواب أغضب مدرب أمريكا الحالي ماوريسيو بوتشيتينو بحسب حواره مع "إندبندنت" وقال وقتها إن إنفانتينو كان يجب أن يرد على ترامب بأن يسأل مدربكم العظيم الذي كان سيعطي رأيًا مخالفًا، وكان محقًا في ذلك!

مع تعيين مدرب سبيرز السابق لقيادة الولايات المتحدة في سبتمبر 2024 وبدأت التطلعات تزداد في البلد المستضيف الأساسي للمونديال بخصوص المشاركة المقبلة بالحدث العالمي، الفريق يملك جيلًا قويًا يعج بالمحترفين في أوروبا، بل ونجومًا في أندية بحجم ميلان ويوفنتوس وفرق البريميليج من أمثال كريستيان بوليسيك، وستون مكيني، تيلر أدامز، وغيرهم، وأصبحت مشاركاته في المونديال ليس فقط للتمثيل ولكن للذهاب بعيدًا ومقارعة القوى العظمى، ولذا مع وصول مدرب محنك يعد من الأفضل على الساحة انتظر الجميع أن تكون الخطوة المقبلة تطوير فريق قادر على استغلال إقامة البطولة على أرضه واستهداف المربع الذهبي وتحقيق إنجاز فريد من نوعه للبلاد.

وبالنظر لحصوله على راتب يقارب 6 مليون يورو في العام، رقم غير مسبوق لمدرب كرة قدم في أمريكا وتم جمعه عبر تبرعات من مهتمين بتطوير اللعبة، كان ينتظر الكثير خلال العام الذي مر منذ تعيين بوتشيتينو، ولكن النتائج حتى الآن لا تبشر بالخير، بطولتان رسميتان خسرهما الفريق، دوري الأمم الخاص بالكونكاكاف بعد أن ودعه من نصف النهائي على يد بنما للمرة الأولى في التاريخ التي يخرج من هذا الدور، ثم السقوط في نهائي الكأس الذهبية على أرضه ولكن أمام 70 ألف مكسيكي على حد وصف بوتشيتينو نفسه ضد المكسيك، وحاليًا هو في سلسلة من الخسارة على صعيد الوديات من ثلاث مباريات عقب سقوطه فجر السبت ضد كوريا الجنوبية 2-0، وقبلها برباعية نظيفة ضد سويسرا، و1-2 ضد تركيا في يونيو الماضي.

لغة النتائج قد لا تكون كافية للحكم في عالم كرة القدم، والظروف قد لا تخدم الفريق كما حدث في الكأس الذهبية بغياب عدة عناصر أساسية بسبب التزاماتها في مونديال الأندية مع فرقها، أو بسبب الإصابة، ولكن على صعيد الأداء بعد عام من التعرف على الكرة الأمريكية لا تبدو الأمور مبشرة بالخير "للعم سام"، الفريق لم يستقر على تشكيل بعينه، ويعتمد على الفرديات للتسجيل وحسم المباريات، وإذا غاب بوليسيك الذي اختار التغيب عن الكأس الذهبية يعاني الفريق، ورغم كل ذلك يرى بوتشيتينو أن لا مشكلة وأن المهم أن الفريق يبدأ في الانتصار مع بداية المونديال وليس قبل ذلك، مما دفع عديد الأساطير في أمريكا لمهاجمة الأرجنتيني وأساليبه، وعلى رأسهم المدرب الشهير بروس أرينا الذي اتهمه بأنه لا يفهم الثقافة الأمريكية، وإن كان هناك من ساند قراراته مثل أسطورة البلاد المدافع أليكسي لالاس الذي أشاد بشجاعة المدرب باختيار 12 لاعبًا بتشكيل المنتخب الأخير من الدوري الأمريكي، ووصف بوتشيتينو للدوري بأنه أكثر تنافسية من دوريات أوروبية، واصفًا القرار بالجريء والصادم للأمريكيين، أمر يحتاجه المنتخب للتغيير، ولكن تلك القرارات حتى الآن لم تكن كافية لتحسين أداء المنتخب.

في الأيام الماضية أجرى بوتشيتينو حوارًا مع "إل شيرينجيتو" كشف فيه عن أنه كان قريبًا في مناسبتين من تدريب ريال مدريد، ورفض فكرة تدريب برشلونة بسبب ماضيه كلاعب ومدرب في إسبانيول، وفتح الباب لفكرة تدريب الملكي في المستقبل، ولكن على مدرب توتنهام السابق أن يعي أن حلم ريال مدريد سيكون بعيد المنال إذا لم ينجح "حلمه" الأمريكي الحالي، تجربة باريس سان جيرمان التي تصنف كفاشلة في مشواره وضعت الشكوك حوله كأحد أفضل المدربين بالجيل الحالي وكذلك فعلت التالية في تشيلسي، والمؤشرات حتى الآن ليست إيجابية بعد عام في أمريكا، وإن كانت الوديات ليست بالحكم وما سيحدث بالبطولة نفسها هو المقياس كما قال بوتشيتينو نفسه، ولكن كما مزح في حواره مع "إندبندنت": "أنا لا أشتكي لأن إذا اشتكيت هنا في أمريكا سيقتلونني"، صحيح هو كان يتحدث عن بيروقراطية البلاد للحصول على تأشيرة لم تكن وصلت بعد حتى مارس الماضي، ولكن لغة المزاح ستتحول للجد إذا فشلت الولايات المتحدة باستغلال إقامة المونديال في أرضها، ووقتها لن يكون ترامب الذي وُعد باللقب، وملايين الأمريكيين، سعداء، والأهم جمهور وخبراء كرة القدم ستتأكد شكوكهم بخصوص موقع بوتشيتينو من الإعراب في عالم اللعبة.

إعلان