كتب | تامر أبو سيدو | فيس بوك | تويتر
لفت أنسو فاتي أنظار الجميع في عالم كرة القدم بأدائه الممتاز مع برشلونة هذا الموسم رغم أنه لم يُتم بعد عامه الـ17.
وحاول البارسا استعادة نيمار جونيور خلال سوق الانتقالات الأخير لكنه فشل في هذا، ليُقرر المدرب إرنيستو فالفيردي تصعيد الموهوب الشاب في أكاديمية لاماسيا "فاتي" للفريق الأول.
خاص | هل يرحل ميسي إلى الدوري الأمريكي؟
وبعد 3 مباريات رسمية فقط لفاتي مع برشلونة، خطف اللاعب المولود في غينيا بيساو إعجاب الجميع وأصبح حديث السوشيال ميديا ووسائل الإعلام المختلفة في العالم، حتى أن الاتحاد الإسباني لكرة القدم بدأ فورًا في إجراءات ضمن للمنتخب الوطني.
وقد عبر روبرت مورينو المدير الفني للاروخا عن إعجابه الكبير بأداء المراهق خلال مباراة البلاوجرانا ضد فالنسيا التي تابعها من الملعب، وأبدى رغبته في ضمه لمنتخب إسبانيا خاصة أنه موجود في البلاد منذ 10 سنوات وتحديدًا حين كان في السادسة من عُمره.
وبدأت المقارنات تُحيط بأنسو فاتي مبكرًا، البعض يُشبهه بالنجم البرازيلي نيمار، والبعض يقارنه مع فينيسيوس جونيور لاعب ريال مدريد، والبعض ذهب بعيدًا بالمقارنة مع الأسطورة ليونيل ميسي، خاصة أن اللاعبين صعدا للفريق الأول من أكاميدية لاماسيا وبدأا اللعب مبكرًا مع الفريق الأول ولم يحتاجا الكثير من الوقت لانتزاع إعجاب واقتناع الجميع.
بداية فاتي بالتأكيد مذهلة خاصة مقارنة بتأثيره مع الفريق وقدرته الدخول في المنظومة الجماعية والتكتيكية للمدرب فالفيردي، لكن هل تُشبه بداية البرغوث مع برشلونة؟ لنرى ..
كيف كانت بداية ليونيل ميسي مع برشلونة؟
انضم ليونيل ميسي لأكاديمية لاماسيا عام 2000 وكان قد أتم عامه الـ12، وقد خاض أول مباراة له مع الفريق الأول في نوفمبر 2003 وكانت ودية ضد بورتو، وكان عُمره وقتها 16 عامًا و145 يومًا.

فرانك ريكارد منح الفرصة للموهوب الأرجنتين للعب أول مباراة رسمية له مع الفريق الأول، وكانت أمام اسبانيول في الليجا عام 2004 وكان يبلغ وقتها 17 عامًا و145 يومًا.
هدف ميسي الأول بقميص البارسا كان خلال مواجهة ألباسيتي في الليجا في الأول من مايو 2005 وكان بتمريرة حاسمة من النجم رونالدينيو، وقبل هذا اللقاء لعب اللاعب عدة مباريات قادمًا من مقاعد البدلاء وضمنها مباراته الأولى في دوري أبطال أوروبا وكانت ضد شاختار دونستيك، وقتها كان على بُعد 54 يومًا من عيد ميلاده الـ18.
موسم ليونيل ميسي الأول مع برشلونة | |
|---|---|
| المباريات / أساسي | 9 / 2 |
| دقائق اللعب | 238 |
| الأهداف | 1 |
| التمريرات الحاسمة | 0 |
انتهى موسم 2004-2005 وهو الأول لميسي مع الفريق الأول لبرشلونة بلعبه 7 مباريات في الليجا جميعها كبديل، ومباراة واحدة في دوري أبطال أوروبا وأخرى في كأس الملك، وبقي هدفه ضد ألباسيتي وحيدًا في موسمه الأول، وقد تُوج مع الفريق الكتالوني بلقب الليجا.
بدأ البرغوث يدخل التشكيل الأساسي للبارسا موسم 2006-2007، إذ كان الضلع الثالث في مثلث هجوم البارسا الذي يضم الثنائي رونالدينيو وصامويل إيتو، وقد تواجد ميسي في الجانب الأيمن من الهجوم.
لعب خلال هذا الموسم 25 مباراة في كل البطولات سجل بهم 8 أهداف وصنع 4، وقد انتهى موسمه مبكرًا بسبب تعرضه لإصابة في أوتار الركبة.
كيف هي بداية أنسو فاتي مع برشلونة؟
انضم أنسو فاتي المولود في غينيا بيساو إلى أكاديمية لاماسيا الخاصة بالبارسا عام 2012 قادمًا من قطاع الشباب في إشبيلية، وكان عُمره لا تجاوز الـعشرة أعوام.
وبعد 7 سنوات وقع اللاعب عقده الاحترافي الأول مع برشلونة والذي يمتد حتى عام 2022، ومنحه المدرب إرنسيتو فالفيردي فرصة التواجد مع الفريق الأول والتواجد بجانب نجوم أمثل ليونيل ميسي وجيرارد بيكيه ولويس سواريز وغيرهم.
وفيما كان يرى البعض أن أكبر فرص فاتي مع البارسا هذا الموسم قد تكون التدرب مع الفريق الأول والحصول على بعض الدقائق في مباريات كأس ملك إسبانيا والليجا، إلا أن فالفيردي فاجأ الجميع بمنحه فرصة اللعب مبكرًا مع الفريق الأول.
موسم أنسو فاتي الأول مع برشلونة | |
|---|---|
| المباريات / أساسي | 3 / 1 |
| دقائق اللعب | 116 |
| الأهداف | 2 |
| التمريرات الحاسمة | 1 |
إذ أشركه خلال مباراة الفوز على ريال بيتيس في الجولة الثانية من الليجا وكان عُمره 16 عامًا و298 يومًا ليُصبح ثاني أصغر لاعب يلعب في الليجا وبفارق 18 يومًا فقط عن الأول.
ومُنح فاتي الفرصة من جديد أمام أوساسونا ونجح في إحراز هدفه الأول مع الفريق وكان عُمره 16 عامًا و304 يومًا، ليُصبح أصغر لاعب يُسجل للبارسا في تاريخه محطمًا رقمي بويان كيركيتش وليونيل ميسي.
ووصل اللاعب لذروة تألقه في المباراة الأخيرة أمام فالنسيا بإحرازه هدفًا وصناعة آخر ليُصبح أصغر لاعب في الليجا يصنع ويُسجل في مباراة واحدة.
ويُجيد فاتي اللعب في كافة مراكز الهجوم لكنه بدأ باللعب في الجناح الأيمن ثم لعب آخر مباراتين في الجناح الأيسر، ولذا من المتوقع ألا يجد مشاكل في اللعب بجانب ميسي حين يعود من الإصابة ولويس سواريز.
من صاحب البداية الأقوى والأفضل؟
الواضح مما سبق أن اللاعبين يتشابهان في نقطة قدومهما من لاماسيا وبدئهما اللعب مع الفريق الأول مبكرًا، والأهم الإبهار الذي صاحب ظهورهما والتوقعات الهائلة.
ميسي وخلال مسيرته الممتدة أكد بالطبع تلك التوقعات وأصبح نجمًا أسطوريًا يراه العديد الأفضل في تاريخ كرة القدم والبقية يرونه الثاني على اللائحة، فيما نحن سننتظر فاتي ليُثبت هذا الأمر على مدار السنوات القادمة مع البارسا.
وقد يخدم اللاعب الغيني أنه وصل في الأمتار الأخيرة لمسيرة ميسي على الملاعب، وهو ما يساعده في الهروب من ظل النجم الأرجنتيني الذي عانى منه العديد من النجوم الذين ارتدوا قميص البلوجرانا في السنوات الـ10 الأخيرة.
الأرقام والتواريخ أعلاه تُوضح أن فاتي يتفوق على ميسي في بدئه اللعب مبكرًا أكثر، وكذلك التأثير مع الفريق وظهور بصمته بشكل أسرع، إذ هو يسبقه في تاريخ اللعب مع الفريق الأول وكذلك إحراز الهدف الأول، لكن ليس هذا الرقم الأهم ربما.
Getty Imagesالرقم الأهم هو أن ميسي احتاج 13 مباراة ليُصل لهدفه الثاني مع برشلونة، فيما لم يكن فاتي بحاجة لأكثر من 3 مباريات ليُحقق هذا الإنجاز.
ميسي بالتأكيد يمتلك الموهبة الأعظم، ولا أحد يُضاهيه في المهارات الفردية والقدرة على مراوغة اللاعبين والرؤية في الملعب والتمرير الدقيق وصناعة الفرص، لكن فاتي أظهر سمات أخرى ربما أبرزها القوة البدنية والجسدية والقيام بالأدوار الدفاعية، بجانب السرعة والمهارة بالطبع.
على صعيد السمات الشخصية، يبدو أن فاتي أقوى شخصية وأكثر جرأة في الملعب، ربما لاختلاف الظروف حاليًا ولمعاناة ميسي من مرض نقص هرمون النمو في بداية حياته، ما نراه أن ميسي بدأ في سنواته الأخيرة اكتساب الشخصية القوية الشجاعة على الملعب، لكن يبدو أن فاتي لن ينتظر كل هذا الوقت.
ثبات المستوى هو الميزة الأهم لدى النجم صاحب الرقم 10 في برشلونة، وهو التحدي الأكبر أمام المراهق فاتي إن أراد الوصول للقمة والفوز بالكثير من الألقاب الفردية والجماعية مع برشلونة.
في النهاية، يبقى بالتأكيد من الصعب المقارنة بين نجم في أفضل سنوات عُمره ومراهق يبدأ للتو، لكننا نقارن بداية اللاعبين معًا خاصة أن ظروفهما متشابهة نوعًا ما.




