ليس من السهل التخلص من اللعنة، تحتاج إلى طقوس وتفاصيل وسيناريوهات غير اعتيادية للخروج بأمان.
برشلونة كان بحاجة للتخلص من لعنة "بلايدوس" والسقوط المتواصل أمام سيلتا فيجو على أرضه سواء بالتعادل أو الهزيمة ولكن على غرار ما حدث أمام ريال سوسييداد قبل عامين في "أنويتا".
فالمباراة أقيمت في أجواء ماطرة ورياح عاتية جعلت الحركة أصعب والكرة لا تخدم الفريق، تمامًا كما حدث أمام سوسييداد في 2018.
برشلونة بدأ بالتشكيل الذي لعب أمام فياريال وحقق الفوز برباعية نظيفة دون أي تعديلات، وظهر الشكل العام أفضل نوعا ما خاصة مع تقديم بوسكيتس مباراة بجودة أعلى من اللقاء الأول في الليجا.
ومع سيطرة برشلونة على القاء وتقديم أداء جيد جاء الهدف الأول من الصغير أنسو فاتي ليبدأ كومان في تكرار تجربة فياريال والتراجع الدفاعي مع الاعتماد على المرتدات، لكن الفريق لم يتعامل بصورة جيدة ولم يصنع خطورة، ورغم ذلك سيطر وحرم أصحاب الأرض من الهيمنة.




الدقائق الأخيرة في الشوط الأول شهدت طرد كليمون لونجليه وبعيدًا عن الحالة التحكيمية وإن كانت تستحق أم لا، لكن الطرد جعل المعاناة أكبر لبرشلونة، وهو ما يشبه ما حدث في أنويتا منذ عامين، صحيح لم يكن هناك أي طرد لكن برشلونة تأخر بهدفين في 20 دقيقة.
الشوط الثاني استمر برشلونة في محاولاته اللعب على المرتدات، وتألق ليونيل ميسي بشكل واضح وبسبب ما قدمه لم يشعر أحد بالغياب، فالبرغوث كان يصنع ويراوغ وتسبب في الهدف الثاني.
ميسي لم يتوقف واستمر في محاولاته، القائم يحرم كوتينيو من التسجيل والتسلل يلغي هدفًا له، ثم فيليبي يسدد كرة سهلة في يد الحارس بعد مجهود مميز من الهداف التاريخي.
التغييرات لم تكن مثمرة، بيدري كان نشطًا نوعًا ما لكن ترينكاو كان أقل من المنتظر ولم يكن بنفس جودة فاتي، وربما لو كان هناك لاعبًا آخر لاستغل مرتدات برشلونة في الدقائق الأخيرة بشكل أفضل.
برشلونة خرج منتصرًا للمرة الأولى منذ 2015 من ملعب "بلايدوس" ولم يستقبل أي هدف وأصحاب الأرض لم يظهروا سوى في فرصة خطيرة فقط تصدى لها نيتو ثم روبيرتو والعارضة.
الفوز له قيمة معنوية أكثر منها فنية، صحيح برشلونة يجلب نقاطًا جديدة ولكن كسر عقدة "بلايدوس أمر ضروري من النواحي النفسية ليبدأ النادي الكتالوني عهدًا جديدًا بلا عقد ولا أزمات.
ميسي اليوم قدّم أداءً خياليًا وبالأخص في الشوط الثاني وبرهن على أنّه كان محقًا في إعلانه تقديم كل ما لديه لأجل إعادة برشلونة إلى الواجهة.
اللعنة كُسرت والدراما انتهت وميسي يؤكد أنّ برشلونة يمتلك لاعبًا إضافيًا وأنّه حتى بعد الطرد حينما يتألق البرغوث فأنت في ورطة.
