تبرز في الميثولوجيا الإغريقية رواية هرقل، نصف الإله نصف البشر، والاثنا عشر مهمة التي قام بها من أجل العودة للطريق الصحيح، برشلونة الآن وكأنه في رحلته الخاصة من أجل العثور على مهاجم، أمر يقوم به الجميع في كل سوق الانتقالات، ولا يبدو بتلك الصعوبة الملحمية التي يصورها النادي الكتالوني.
منذ إصابة لويس سواريز والكشف عن ابتعاده قرابة الأربعة أشهر وبدأ برشلونة رحلة البحث عن بديل، أمر طبيعي، والمنطق يقول إنك تحدد المواصفات المطلوبة وتتحرك على أساسها، هل تريد لاعب بنفس الخصائص، هل تريد حل قصير المدى، أم لاعب يكون مفيداً للمستقبل؟
رأي غير محايد | إيطاليا ومحاربة العنصرية بالكذب
تحركات إدارة النادي الكتالوني كانت عشوائية، كما كان الحال في قراره بإقالة فالفيردي والبحث عن خليفته منتصف الموسم، ولم يتعلم الفريق من درس كيفين برينس بواتينج في نفس هذا الوقت الموسم الماضي.
ارتبط الفريق أولاً برودريجو، لاعب شاب ويصلح أن يكون خليفة مستقبلي لسواريز، ولكن بعد أن اقتربت المفاوضات من الختام، توقفت الصفقة، لتبدأ الفوضى، اسماء من كل حدبٍ وصوب، وكلاً بخصائص غير الآخر، بداية من تاديتش، مهاجم وهمي في أياكس وجناح مع صربيا، مروراً بريتشارلسون، والذي قيل إن برشلونة عرض 80 مليون يورو لضمه في يناير، ووصولاً لأوليفييه جيرو ولوران مورون، وحتى التفكير في توظيف عثمان ديمبيلي كمهاجم!
Getty Imagesالتضارب الكبير في البحث عن مهاجم يجعلك تتسائل، ما هي خطة برشلونة؟ رئيس النادي جوسيب بارتوميو يقول إن الهدف هو ضم مهاجم يسد الخانة لحين عودة سواريز، إذاً لماذا ريتشارلسون؟ لماذا تدفع 80 مليوناً الآن والجميع يدرك أنك ستتحرك نحو لاوتارو مارتينيز في الصيف المقبل وستعرض مبلغاً يتخطى هذا بكثير لإقناع إنتر بتركه.
برشلونة يجعل من عملية البحث عن مهاجم وكأنها مهمة مستحيلة، أحياناً تشعر وكأنه يفكر وقتياً كما فعل في صفقة بواتينج، وتارة أخرى يتصرف ويفكر على المدى البعيد، والمحصلة النهائية تكون صفقات فاشلة وأموالاً مهدورة، وجمهوراً لا يفهم من يتخذ تلك القرارات ولماذا.
ساعات قليلة ويُغلق سوق الانتقالات في إسبانيا، وحتى الآن لم يجد برشلونة ضالته، فهل تتكرر صفقة بواتينج ويضم النادي لاعباً لا يحتاجه لمجرد سد الخانة، أم تحدث مفاجأة ونرى صفقة غير متوقعة، أو يتجه الفريق للتريث حتى الصيف ويستغل المتبقى من الموسم لوضعه خططه نحو مارتينيز؟ سنرى..