كابوس جديد تعرض له نادي آرسنال الإنجليزي، بعد الخسارة من وولفرهامبتون بهدفين مقابل هدف بالدوري الإنجليزي، ليبدو الأمر وكأنها حلقة أخرى من معاناة المدفعجية مع خط الدفاع.
دافيد لويز، أحد الوجوه المألوفة في معظم الكوارث الدفاعية لآرسنال، كان بطل المباراة، بعد تسببه في لقطة الهدف الأول للفريق الخصم، بعدما كان فريقه متقدمًا بهدف دون رد.
الأمور كانت تسير على ما يرام نحو استكمال الصحوة التي يعيشها الفريق تحت قيادة الإسباني ميكيل أرتيتا، لكن لويز تدخل ومنح وولفرهامبتون نقاط المباراة بفضل ركلة الجزاء الحاسمة التي منحها لأصحاب الأرض وتسببت في حصوله على البطاقة الحمراء.
الموقف يبدو للوهلة الأولى كمجرد صورة اعتدنا عليها، ولكن في الحقيقة هو مجرد استثناء للحالة المميزة التي يمر بها آرسنال من الناحية الدفاعية هذا الموسم.
أرقام غير معتادة
Gettyاعتدنا في المواسم السابقة أن نرى آرسنال في المراكز المتقدمة كأكثر الفرق استقبالًا للأهداف في الدوري الإنجليزي أو مختلف المناسبات.
ولكن الوضع مغاير تمامًا مع أرتيتا حاليًا، حيث يأتي آرسنال كرابع أقوى خط دفاع في البريميرليج، متفوقًا على العديد من الفرق المميزة في هذه الخاصية.
شباك آرسنال تلقت 22 هدفًا في 22 مباراة، ليأتي في المركز الرابع خلف مانشستر سيتي الذي تلقت شباكه 13 هدفًا فقط وأستون فيلا الذي اهتزت شباكه 21 مرة بالتساوي مع توتنهام.
اقرأ أيضًا .. آرسنال، برشلونة، ريال مدريد.. الفائزون والخاسرون من سوق الانتقالات الشتوية
وهو ما يضع المدفعجية في مكان أفضل من ليستر سيتي، ليفربول، مانشستر يونايتد وتشيلسي، بل كان الفريق في المركز الثاني لفترات طويلة من الموسم الحالي.
الأمر ليس مجرد صدفة، بل هو العمل الذي يقوم به أرتيتا في آرسنال، والطبيعة التنافسية الجديدة للمدفعجية، التي لا تعتمد فقط على الهجوم، وهناك بعض الأسباب لنجاح هذا الأسلوب حتى الآن.
ثنائية ناجحة
Gettyالبعض يعتقد أن الصلابة الدفاعية مصدرها الخط الخلفي فقط، ولكن الأمر ليس كذلك، خط الوسط له أهمية لا يمكن تجاهلها في تخفيف الضغط على الرباعي الدفاعي.
ربما لم يشارك توماس بارتي بالشكل الكافي، لكن وجوده يمنح المدافعين الأمان الكافي، لقدرته المميزة على افتكاك الكرة وإفساد هجمات الفريق المنافس وتغيير مسار الهجمة.
ما شاهدناه حتى الآن من الدولي الغاني، ليس سوى لمحات من قيمته الفنية، التي من المتوقع ظهور تأثيرها بشكل أكبر فور ابتعاد الإصابات عنه.
جرانيت جاكا كذلك تحول من نقطة ضعف، إلى أحد أفضل اللاعبين في آرسنال منذ طرده ضد ساوثامبتون في الدور الأول بالدوري الإنجليزي.
مباراة تشيلسي كانت بمثابة نقطة تحول حقيقية في مسيرة السويسري مع المدفعجية، ليصبح هو الشريك الأفضل بجوار بارتي، مع تواجد محمد النني وداني سيبايوس على الدكة لتأمين هذه المنطقة.
ظهور سيدريك سواريس كذلك وتحسن مستوى هيكتور بيليرين مع تألق كيران تيرني، جعل الأمور تزداد صلابة لدى آرسنال في النواحي الدفاعية.
الجندي المجهول
Gettyفجأة وبدون مقدمات أصبح روب هولدينج هو العنصر الدفاعي الأهم في آرسنال، بعد حصوله على الفرصة الكاملة من أرتيتا.
اللاعب كان على وشك الانتقال إلى نيوكاسل يونايتد على سبيل الإعارة في الصيف، ولكن أرتيتا طلب منه البقاء، واعتمد عليه بشكل لم يتوقعه أحد، ليثبت صحة رؤيته في النهاية.
تألق هولدينج تسبب في جلوس المدافع البرازيلي جابرييل على دكة البدلاء، ليكون هو الشريك الأفضل بجوار دافيد لويز الذي حجز مكانه بفضل تألقه وثباته منذ بداية الموسم.
الكارثة التي ارتكبها لويز ضد وولفرهامبتون من دون قصد، ستمنح الفرصة لجابرييل لاستعادة مكانه، ولكن يظل المستفيد الأكبر هو آرسنال، الذي تخلص من العناصر السيئة، وقام بتصفية الفريق على مدار الأشهر الماضية.
تواجد لويز وهولدينج وجابرييل وبابلو ماري، سيكون بمثابة الصداع في رأس أرتيتا، لاختيار الثنائي الذي يلعب بصفة أساسية، ولكن هذا الصداع أفضل بكثير من الذي كان يعاني منه مع شكودران موستافي والنسخة المتواضعة من لويز وتخبط سوكراتيس.


