البقاء في القمة أصعب من الوصول لها، مقولة خالدة يجد بايرن ميونخ نفسه أمامها في الشهور المقبلة بعد إنجاز الموسم الحالي وتحقيقه للثلاثية واكتساح الجميع محلياً وأوروبياً.
فاز بايرن ميونخ دوري أبطال أوروبا بعد غياب منذ 2013 عندما حقق نفس الإنجاز بحصد الثلاثية، ولكن وقتها لم يعرف الفريق البافاري كيف يحافظ على زعامته القارية رغم النفوذ والسطوة المحلية.
رحل رجل الطوارئ يوب هاينكس بعد أن أتم مهمته بنجاح، ولم تقصر الإدارة وتعاقدت مع أفضل مدرب على الساحة في صورة بيب جوارديولا، ولكن أحياناً التغيير للأفضل ليس هو المطلوب.
Gettyالمباراة التالية
قام بيب بثورة على صعيد أسلوب اللعب، الفريق ترك اللعب المباشر ومدرسته الألمانية وتبنى معتقدات المدرب الكتالوني، والتي أنتجت المزيد من الهيمنة محلياً وبفوارق شاسعة عن أقرب المنافسين، ولكن أوروبياً فشل الفريق دوماً أمام الكبار.
في عامه الأول سقط الفريق أمام البطل ريال مدريد برباعية في ميونخ وقبلها الخسارة في مدريد بهدف لتهدم كل العمل البناء لجوارديولا في موسمه الأول، ثم في التالي تكرر السقوط بنفس الدور، ولكن هذه المرة على يد برشلونة، وفي الثالث كذلك في نصف النهائي على يد خصم إسباني، وكان أتلتيكو مدريد بصبغته الدفاعية.
Getty Images
رحل بيب بعد أن فشلت ثورته في الحفاظ على زعامة بايرن الأوروبية، صحيح الفريق بلغ نصف النهائي في ثلاث مناسبات، ولكن كل مرة كان الطرف الأضعف وسقط بشكل لا يتناسب مع الإمكانيات الموجودة، والعروض القوية السابقة.
جرب بايرن حظه مع كارلو أنشيلوتي ثم نيكو كوفاتش، وتدهور الوضع من سيئ إلى أسوأ، حتى أتى هانز فليك وقام بوضع الأمور في نصابها الصحيح، وسريعاً أتت النتائج المرجوة وعاد بايرن زعيماً لأوروبا.
تحدثت مع الزميل في "جول" بنسخته الدولية رونان ميرفي، الخبير في الكرة الألمانية، عن رأيه في أسباب سقوط بايرن في 2013 عن القمة والأوروبية وكيف يتفادى تكرار الأمر بعد إنجاز 2020.
يرى ميرفي أن الفارق الأساسي بين 2013 و2020 هو الوضع التدريبي، وقتها حدث تغيير وأتى بيب جوارديولا الذي بسط سيطرته محلياً ولكن فشل في فعل ذلك أوروبياً، بل فشل حتى في بلوغ النهائي، الأمر الذي اعترف به المدرب الكتالوني ووصفه بالفشل الشخصي له.
هذا العام بحسب ميرفي الوضع مختلف، فليك مستمر ومعه معظم هذا الفريق، باستثناء ربما تياجو ألكانتارا وإيفان بيريشيتش، هذا سيساعد كثيراً لأن هذا الفريق يعتمد على روح المجموعة وليس الفرديات مثل يوفنتوس أو باريس سان جيرمان مثلاً.
Getty
ولكن ماذا عن التدعيمات، هل الفريق الحالي كافي؟ يظن ميرفي أن مركزين بحاجة للتدعيم، الظهير الأيمن بعد فشل إعارة أودريوزولا ولذا بحاجة للاعب إضافي في هذا المركز، وجناح رابع يكمل القائمة في حال مغادرة بيريشيتش.
الأسماء المطروحة من وجهة نظر ميرفي هي سيرجينيو ديست، ظهير أياكس، أو ماكس أرونس من نوريتش، ولكن بايرن لا يريد صرف الأموال وكلاهما باهظ الثمن، نفس الحال فيما يخص الجناح، إنتر يطلب مبلغاً يراه بايرن مبالغاً فيه فيما يخص بيريشيتش، ولذا قد يعيد تجربة ألفونسو ديفيس بضم لاعب شاب ويعمل على تطويره وتنميته.
Getty
لا يوجد فريق في العالم يملك بالوقت الراهن كل مقومات النجاح واستمراريته أكثر من بايرن، وكذلك كان الحال في 2013، وعلى الإدارة تعلم الدرس القديم واستغلال الظروف المهيئة هذه المرة لتبني على الإنجاز الأخير وتبدأ دورة من الهيمنة القارية لم تحدث منذ عقود.