Salah Ronaldo

بالتاريخ والأرقام .. صلاح حاول استنساخ رونالدو فتفوق عليه

"صلاح لاعب سريع، ليس فقط بالكرة، ولكن أيضا يمتلك سرعة ذهنية تجعله يتخذ القرارات الصحيحة، هو يلعب بقدم يسرى رائعة، ويمرر كرات جميلة لزملائه".

هذا التصريح ربما يمر مرور الكرام لو كان قد خرج من فم أي لاعب كرة قدم، حتى لو كان مثل كريستيانو رونالدو أو زلاتان إبراهيموفيتش.

لكن هذه الكلمات خرجت من فم الأعظم على الإطلاق في كل السنوات، أفضل من لمس الكرة ومن سيلمسها في التاريخ، دييجو أرماندو مارادونا.

كلمات الثناء على محمد صلاح عديدة وزادت في آخر ثلاث سنوات بشكل جنوني بالتزامن مع تألقه الكبير الذي ظهر به في الدوري الإنجليزي.

لكن أن تكون الكلمات بذلك الوصف الذي لا يُوصف به سوى ليونيل ميسي قائد برشلونة، يجب علينا أن نتوقف لبرهة ونفكر بشكل أعمق في الذي قدمه صلاح ويقدمه في كل مناسبة يظهر فيها بقميص ليفربول سواء بالدوري الإنجليزي أو خارجه.

مثل تلك الكلمات من الثناء لا يحصل عليها سوى كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد السابق ويوفنتوس الحالي، وليونيل ميسي قائد برشلونة.

رئيسًا للجمهورية وأنانيته عادة قديمة .. أشياء قد لا تعرفها عن محمد صلاح

ولنتعمق أكثر في الحالة التي تسبب فيها محمد صلاح سيكون علينا أن نقارنه بالكبار فقط، وأن ننهي تلك المقارنات الأخرى مع أبناء جيله من اللاعبين.

مقارنة اليوم ستكون مع كريستيانو رونالدو هداف مانشستر يونايتد وريال مدريد الأسبق ويوفنتوس الحالي، ولن تكون على المستوى الرقمي فقط، بل ستكون أكثر شمولًا بداية من انطلاقة مسيرة كل لاعب، وطريقة صعوده وتأثيره في من حوله من لاعبين ومدربين، وبالطبع سنتطرق خلالها لأرقام الثنائي التي لا يرتقي لها سوى قلة قليلة في تاريخ كرة القدم.

النشأة الصعبة

Salah moments

لم تكن ظروف محمد صلاح مثالية في نشأته كطفل، أو كلاعب كرة قدم ناشيء، أمام كل الرفض الذي قابله في بلده.

والسفر كل يوم من نجريج للقاهرة للتدرب مع ناشئين المقاولون العرب لم يجعل من الأمور أسهل على نجم بازل السابق.

المسافة الكبيرة التي كان يقطعها محمد صلاح يوميًا علمته الصبر وتحمل مشقة الشيء قبل أن يحصل على نتائج مرضية.

وبالمثل لم تكن ظروف كريستيانو رونالدو تلقى السخرية من زملائه ومعلميه في المدرسة، وخضع لجراحة في القلب في سن صغير كادت أن تطيح بمسيرته الكروية مبكرًا.

كما كانت علاقته بوالده سيئة بسبب عادات السكر لدى الأخير، والذي توفي مبكرًا في عام 2005 قبل أن يتسنى له رؤية نجله ينجح بذلك الشكل.

تعرض لاعتداء من عصابة مسلحة ووالده سكير .. حقائق قد لا تعرفها عن رونالدو

المعاناة للوصول لما يحب والطموح الغير محدود

Salah moments

وصول محمد صلاح لما هو عليه الآن لم يأت هكذا بطريقة سهلة وسلسة، فالنجم المصري نحت في الصخر وسافر كل يوم للقاهرة حتى أصبح ضمن الفريق الأول للمقاولون العرب.

بعدها لفت أنظار الأهلي والزمالك، ورفضه الأخير بحجة حاجته للتطور، فسافر للخارج وبدأ مشواره الاحترافي من مكان غاية في التواضع بصفوف بازل السويسري.

ولأنه مجتهد لفت أنظار الكبار وضمه جوزيه مورينيو فورًا لكتيبته في تشيلسي، ظن البعض أن ذلك هو سقف محمد صلاح حتى لو بقى حبيس مقاعد الاحتياط، لكن النجم المصري طموحه كان أكبر من ذلك.

طلب صلاح الرحيل وذهب لفريق أقل وهو فيورنتينا لكنه أعاد الأضواء لتتسلط عليه من جديد وانتقل لروما بعد أشهر قليلة وأثبت نفسه من جديد، وحان موعد العودة للدوري الإنجليزي لكن من بوابة ليفربول، والبقية من التاريخ.

في المقابل سنرى أن كريستيانو رونالدو لم يصل للقب الهداف التاريخي لدوري أبطال أوروبا بسهولة هو الآخر، إنما مر بمراحل عديدة.

رونالدو خضع لاختبارات صعبة من سبورتينج لشبونة عندما كان لاعبًا في ناسيونال ماديرا، قبل أن يلفت أنظار مانشستر يونايتد ويحصد معهم بعد سنوات جائزة أفضل لاعب في العالم.

ورغم راحته في ريال مدريد وتحقيق كل تلك البطولات إلا أنه قرر أن ذلك غير كافي بالنسبة له، وبحث عن تحديات جديدة فذهب ليوفنتوس في إيطاليا.

حب التسجيل

عامل مشترك هام بين الثنائي هو حبهما الذي يصل لحد الجنون أحيانًا بتسجيل الأهداف، من أي مكان وفي أي مناسبة وتحت أي ظرف.

محمد صلاح بكى بعد مباراة فاز بها فريقه المقاولون العرب برباعية نظيفة فقط لأنه لم يشارك في التسجيل مع زملائه بحسب ما قال سعيد الشيشيني رئيس قطاع الناشئين في المقاولون العرب أول أندية محمد صلاح خلال تصريحات خاصة لجول.كوم.

الأمر تسبب له مؤخرًا بمشاكل مع زميله ساديو ماني فتم اتهامه بالأنانية، وهو اتهام قديم، سبق وأن صرح به محمد عبد العزيز مديره الفني السابق في المقاولون العرب.

وعندما ننظر لكريستيانو رونالدو نجد الأمر متطابق مع النجم البرتغالي، الذي كان يرفض الاحتفال مع زملائه في بعض الأحيان فقط لأنه لم يشارك في الهدف، أو لأنه غاضب من نفسه بسبب ابتعاده عن مستواه، وهو غضب محمود بكل تأكيد.

التألق تحت الضغط

Cristiano Ronaldo Real Madrid Leonardo Bonucci Juventus 2017Getty Images

لا أتذكر مرة تعرض فيها كريستيانو رونالدو للضغط سواء جماهيري أو بفعل صعوبة مباراة ما وفشل في تقديم أفضل ما لديه.

أمام برشلونة في الكأس والسوبر والتعويض أمام فولفسبورج وشالكه في دوري أبطال أوروبا، وتسجيل ركلات الجزاء ببرود أعصاب منقطع النظير في أصعب اللحظات.

تلقي الهجوم من جماهير أتلتيكو مدريد ويوفنتوس ثم تسجيل ثلاثية في ذلك على ملعبه وثنائية في شباك هذا بتورينيو.

كلها مواقف أثبتت القوة الذهنية الكبيرة لكريستيانو رونالدو طوال سنوات ماضية، وستظل معه بكل تأكيد في الفترة المتبقية من مسيرته الكروية.

في المقابل عندما ننظر لمحمد صلاح نجد نسخة مطابقة لكريستيانو رونالدو، ليس فقط في ملاعب أوروبا، فبحسب ما قال أحمد سعد أحد زملاء صلاح في صفوف ناشئين المقاولون العرب لجول.كوم في تصريحات سابقة: "في إحدى المباريات تحت 16 عامًا لم يكن محمد صلاح جيدًا، وبعد نهاية الشوط الأول، وبخه المدرب بشدة حتى أن صلاح بكى وفي الشوط الثاني سجل 3 أهداف".

لم تكن تلك هي المناسبة الوحيدة التي أثبت فيها محمد صلاح ثباته الانفعالي وقدرته على التألق تحت الضغط فما قدمه من أداء ضد روما في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا سيظل واحدًا من أفضل مستويات اللاعبين في تاريخ دوري أبطال أوروبا بمباراة واحدة.

ربما لا يقارن سوى بأداء ليونيل ميسي ضد بايرن ميونخ في عام 2015 عندما اكتسح نجوم البافاري وجعل منهم أضحوكة ملاعب كرة القدم لأشهر تالية. 

أعمال الخير

من المعروف أن النجم المصري محمد صلاح يحب أعمال الخير بقدر حبه لكرة القدم، وما يقوم به في قريته فاق كل التخيلات منذ أن أصبح قادرًا على مساعدتهم.

ليس في نجريج فقط، فمساهمات محمد صلاح بشكل عام في مساعدة الفقراء أو الظهور في الحملات الدعائية الخيرية أو الهادفة لكل ما هو إيجابي لا يمكن حصره.

في المقابل عندما نتحدث عن كريستيانو رونالدو، أول ملياردير في تاريخ كرة القدم فنحن نتكلم عن اللاعب الذي حصل على لقب أكثر رياضي مساعدة للآخرين في عام 2015، عندما تبرع بخمسة ملايين يورو لمساندة المتضررين من زلزال نيبال.

تصريحات الكبار

Salah Maradona

لا يمكن أن تنتظر الثناء من لاعبين كبار إلا إذا كنت في نفس المصاف معهم، والثناء انهال طوال السنوات الماضية على صلاح ورونالدو من عدة نجوم كبار حول العالم في مقدمتهم دييجو أرماندو مارادونا أسطورة الأرجنتيني وبيليه نجم البرازيل التاريخي.

بيليه قال عن رونالدو: "اليوم أعتقد أن كريستيانو رونالدو هو الأفضل. إنه الأكثر اتساقًا، لكن لا يمكنك نسيان ميسي بالطبع ، لكنه ليس هدافًا في الوقت الحالي".

بيليه: رونالدو أفضل من ميسي وأنا الأفضل في التاريخ

نفس الأسطورة عندما سألوه عن محمد صلاح في عام 2018 بعدما توج المصري بلقب الأفضل في الدوري الإنجليزي: "مبارك لك على الجائزة، يا له من موسم عظيم، ولكن ما زال أمامك طريق لتسير فيه في دوري أبطال أوروبا، وكأس العالم من الرائع مشاهدتك".

بيليه يشيد بصلاح عقب حصوله على جائزة أفضل لاعب في إنجلترا

أما مارادونا قال عن صلاح في عام 2017 عندما كان مرشحًا لجائزة الأفضل في قارة إفريقيا: ""أود أن أدعم صلاح الذي نجح بشكل كبير مع روما وليفربول، هو لاعب مذهل ويستحق هذه الجائزة بكل تأكيد".

مارادونا يدعم صلاح للفوز بجائزة أفضل لاعب أفريقي

الأرقام

أعلم أن أغلبكم يحب الأرقام والمقارنات التي تظهر تفوق ذلك اللاعب في أحد الجوانب، أو تفوق لاعب آخر في جوانب أخرى.

في الأسطر المقبلة سنمنحكم بعض المقارنات الرقمية التي تحبونها:

خلال أول 101 مباراة لمحمد صلاح وكريستيانو رونالدو في الدوري الإنجليزي تظهر الغلبة بشكل واضح للنجم المصري.

سجل صلاح 71 هدفًا خلال أول 101 مباراة في الدوري الإنجليزي، وصنع 25 هدفًا، بينما كان للبرتغالي 66 هدفًا و20 صناعة.

ولو نظرنا لأول موسم كامل في فريق واحد لمحمد صلاح أو لكريستيانو رونالدو بالدوري الإنجليزي سنجد المصري يتفوق بفارق شاسع.

فصلاح سجل 32 هدفًا في موسمه الأول وهو الرقم القياسي الحالي لعدد الأهداف في موسم واحد بالدوري الإنجليزي، بينما سجل رونالدو أربعة أهداف فقط.

بالطبع الفارق واضح بسبب قدوم رونالدو كلاعب في بداية مسيرته الاحترافية، بينما جاء صلاح لليفربول وهو في أفضل حالاته ومن نجوم الدوري الإيطالي.

أرقام صلاح في الدوري الإنجليزي (تشيلسي وليفربول)

مبارياتدقائقأهدافصناعة
1159,1417330

أرقام رونالدو في الدوري الإنجليزي (مانشستر يونايتد)

مبارياتدقائقأهدافصناعة
12914,5418455
إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0