يحل مارسيليا ضيفًا على ملعب "حديقة الأمراء" غدًا الأحد لمواجهة دابته السوداء في هذه العشرية باريس سان جيرمان، في مباراة ما زالت تندرج تحت مسمى "كلاسيكو" على الورق، لكن على أرض الواقع، يبدو وكأنها تحولت إلى عقدة غير مسبوقة في تاريخ مواجهات الكبيرين.
حتى بداية العقد الحالي، كانت مواجهة الباريسيين وأمراء الجنوب، تعد واحدة من أقوى اللقاءات الكلاسيكية في البطولة الفرنسية، إن لم تكن الأقوى جماهيريًا، حتى في أوج لحظات ليون، حين احتكر الليج1 سبع سنوات على التوالي في العقد الماضي، إلى أن اختل ميزان القوى بين العملاق الباريسي وغريمه التاريخي، وأيضًا بين كل منافسه بدون استثناء.
وبدأ الاختلال مع وصول رجل الأعمال القطري ناصر الخليفي لسُدّة حكم "حديقة الأمراء"، ليتحول الفريق الباريسي لواحد من أشرس وأقوى الفرق الأوروبية، بعد إنفاق ملايين طائلة في السنوات الثماني الماضية، وصلت لحد تدعيم الهجوم بقرابة الـ400 مليون يورو، لتسليح الخط الأمامي بنيمار جونيور وكيليان مبابي، بعد رحيل الهداف التاريخي زلاتان إبراهيموفيتش، الذي كان من مؤسسي مشروع السيطرة على البطولات المحلية منذ عام 2011.
جوارديولا: مستوانا بالشوط الأول ضد أستون فيلا يدفعنا للهبوط
وظهرت مؤشرات الفجوة مع بدء الإنفاق القطري السخي. على سبيل المثال، في الوقت الذي كان يملك فيه النادي الجنوبي قدرة شرائية تمكنه من إنفاق 40 مليون يورو لتدعيم صفوفه في صيف 2010 من أجل الاحتفاظ بأول وآخر لقب دوري محلي حققه الفريق في القرن الجديد، كان النادي الباريسي يعاني من ضائقة مالية طاحنة، جعلته ينفق 9 مليون فقط في نفس الصيف.
لكن في الصيف التالي، انقلبت الأوضاع رأسًا على عقب، بعد الميركاتو الخيالي للباريسيين في نسختهم الحديثة مع الإدارة القطرية، والذي بلغ حجم الإنفاق فيه لنحو 107 مليون يورو لتدعيم الصفوف بصفقات بحجم خافيير باستوري وتياجو موتا وآخرون، أكثر بـ9 أضعاف إنفاق مارسيليا.
منذ تلك اللحظة، لم يفز مارسيليا على باريس سان جيرمان سوى مرة واحدة بثلاثية لويك ريمي، مورجان وامالفيتانو وأندريه أيو في الجولة الـ15 لنسخة 2011-2012، إذ تقابلا في 20 مناسبة في كل البطولات في آخر ثماني سنوات، خرج منها أمراء الجنوب بهذا الانتصار بالإضافة لثلاث تعادلات مقابل الخسارة في 16 مباراة، منهم 12 من 16 مباراة في الدوري.
ورغم ارتفاع حجم إنفاق مارسيليا في السنوات القليلة الماضية –بحكم تضخم أسعار اللاعبين-، إلا أنهم عجزا عن تحقيق الفوز على الباريسيين، فقط كانت أفضل نتيجة التعادل بدون أهداف في قلب "حديقة الأمراء" في الأسبوع العاشر لموسم 2016-2017، مع ذلك، عوقبوا في مباراة الدور الثاني بخماسية مقابل هدف في "فيلودروم"، والأنكى من ذلك، أنه في آخر ثلاث موجهات، لم تتغير نتيجة الفوز لباريس، بتسجيل ثمانية أهداف مقابل استقبال هدف وحيد في نفس المباريات، وهذا يعكس انخفاض قيمة وأهمية ما يُسمى كلاسيكو في فرنسا.




