Ibtissam Jraidi, MoroccoGetty

إلى التاريخ وما بعده.. سيدات المغرب يظفرن بتأهل درامي إلى إقصائيات كأس العالم

من الخسارة بسداسية بيضاء في أولى المباريات، إلى تأهل تاريخي في الثالثة. منتخب المغرب يجتاز دور المجموعات في كأس العالم للسيدات، وذلك في مشاركته -ومشاركة العرب- الأولى على الإطلاق.

جاء ذلك بفضل الانتصار على منتخب كولومبيا متصدر المجموعة بهدف دون رد، واستبسال كوريا الجنوبية على الجانب الآخر لتخرج بتعادل أمام ألمانيا 1-1.

في البداية تقدمت كوريا على ألمانيا بهدف تشو سو هيون أثناء تعادل المغرب سلبيًا مع كولومبيا، وكانت هذه النتيجة تكفي لتأهل لبؤات الأطلس، ولكن في الدقيقة 42 تعادلت الماكينات بهدف أليكساندرا بوب، ليصبح المغرب بحاجة للانتصار.

هدف التاريخ أتى بالفعل في الدقيقة 45+4، إثر ركلة جزاء تحصلت عليها المهاجمة ابتسام جرايدي بعد دفعة من المدافعة الكولومبية دانييلا أرياس. تقدمت القائدة غزلان الشباك لتسديد الركلة، ولكن تصدت لها الحارسة كاتالينا بيريز، لتتابعها أنيسة لحماري في المرمى.

أنيسة -26 عاما- تحمل 3 جنسيات، حيث مثلت فرنسا في الفئات العمرية الأصغر، وتم استدعاؤها لمنتخب الجزائر الأول دون أن تلعب أي مباراة، وفي نهاية المطاف قررت تمثيل المغرب قبل المونديال بأشهر معدودة.

على الجانب الآخر كادت ألمانيا أن تفسد الحفل بهدف يولي براند في الدقيقة 62، ولكن تم إلغاؤه بداعي التسلل، واستمر القتال الكوري الجنوبي حتى انتهت المباراة بحصولهن على أول نقطة لهم في كأس العالم منذ 2015، والإطاحة بأبطال العالم مرتين في 2003 و2007.

كوريا الجنوبية كانت بوابة عودة المغرب إلى المنافسة في الجولة الثانية، حين انتصرت لبؤات الأطلس بهدف دون رد سجلته ابتسام جرايدي من عرضية حنان أيت الحاج، والآن أهدى المنتخب الآسيوي نظيره العربي بطاقة التأهل بتعطيل الماكينات الألمانية، مكررًا ما فعله الرجال أمام نفس الخصم في مجموعات كأس العالم 2018، حين تسببت كوريا بإقصاء ألمانيا معها في الجولة الأخيرة أيضًا.

مباراة المغرب أمام كولومبيا انتهت قبل المباراة الأخرى بدقائق، حيث امتد الوقت بدل الضائع في مواجهة كوريا وألمانيا لأكثر من الدقائق التسع المحتسبة، وذلك بسبب إصابة تشو سو هيون صاحبة الهدف وخروجها على "نقالة"، على الجانب الآخر كانت النساء بالقميص الأحمر والسروال الأخضر على أقصى درجات الترقب..

لحظات أخيرة اجتمعت فيها اللاعبات حول بعضهن البعض، ويتوسطهم هاتف جوال يتابعون منه ما يحدث على الجهة الأخرى، حتى أتت صافرة الخلاص لتنطلق الاحتفالات المغربية المستحقة في كل أرجاء الملعب، فما كان مغربيًا أو عربيًا ليحتمل أن يرى هذا الفريق يحقق 6 نقاط في كأس العالم ثم لا يتأهل بسبب فارق الأهداف.

ماذا الآن؟

اجتياز سيدات المغرب للتحدي الأول وتحقيقهن لهذا الإنجاز التاريخي لا يعني أن المهمة قد انتهت هنا.. فقد حان وقت الإقصائيات وتحديدًا الدور ثمن النهائي.

الخصم ليس هينًا على الإطلاق، فهو منتخب فرنسا متصدر المجموعة السادسة، الذي هزم البرازيل ليساهم في الإطاحة بها وبحلم أسطورتها التاريخية مارتا، وبالتأكيد يتطلع للمزيد تحت قيادة هيرفي رينار، المدرب الأسبق لرجال المغرب.

وتقام المباراة يوم الثلاثاء الثامن من أغسطس الجاري، ويلتقي الفائز منها بالفائز بين أستراليا (البلد المضيف) والدنمارك في الدور ربع النهائي.

إعلان