AllegriGetty/Pressbox

انهيار يوفنتوس .. فيلذهب أليجري للسيرك وتعيش متعة كرة القدم!

كرة القدم ليس بها قواعد ثابتة أو حقائق مطلقة، الأغلبية تركض خلف النتائج، لذلك مهما قلت عندما تكون منتصرًا سيعتمده الجميع مقولة تاريخية ومؤثرة.

هذا ما فعله ماسيميليانو أليجري في 2015 خلال بداية حقبته مع يوفنتوس قادمًا من تجربة ناجحة ولقب دوري إيطالي مع ميلان، وواصل السير على نفس النهج.

أليجري خرج للدفاع عن خطته في فوز الفريق على موناكو بهدف دون رد في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا والأداء الممل الذي ظهر به العملاق الإيطالي أمام خصم أقل منه.

مقولته وقتها كانت انتصارًا لأي شخص مؤيد للكرة القبيحة وأن فريقك المفضل ليس بحاجة للإبداع حتى يجعلك سعيدًا، الأمر يتعلق بالفوز فقط، واللعبة التي تشاهدها على سبيل "الترفية" ليست لـ"المتعة"!

المدرب الإيطالي قال بعد إسقاط موناكو:"كانت مباراة مملة؟ إذا كنت تريد الاستمتاع يجب أن تذهب إلى السيرك، كل ما يهمني هو الوصول إلى نصف النهائي".

كلمات أليجري انتشرت بسرعة البرق بين عشاقه والمؤيدين له، ولكنه نال عقابه سريعًا بنفس البطولة أمام خصم ممتع وهو برشلونة وخسر نهائي الأبطال، فهل تعلم الدرس؟

مادة للسخرية

Allegri PSG JuventusGetty

الإجابة بكل تأكيد لا لأن مسيرة أليجري مرت بمنحدر غريب، يثبت أنه ليس من أكثر المدربين جاذبية للأندية في العالم مثلما يبدو الأمر من خلال نجاحه الساحق محليًا مع يوفنتوس.

رحل عن السيدة العجوز في 2019 وانتشرت الأنباء في كل مكان حول اهتمام ريال مدريد، مانشستر يونايتد وباريس سان جيرمان وآرسنال بالتعاقد معه، ولكنه ظل من دون عمل حتى العودة من نفس الباب الذي خرج منه في 2021 لإصلاح كوارث أندريا بيرلو.

الفترة الأولى كانت ناجحة لأليجري في يوفنتوس، لذلك كان من الصعب انتقاده والاعتراض عليه، فهل يمكنك أن تعارض المدرب الذي حصل على 5 ألقاب دوري إيطالي مع البيانكونيري ولقب آخر مع ميلان، و4 كؤوس إيطالية؟، كما تأهل لنهائيين لدوري الأبطال، نعم لم ينجح في التتويج أوروبيًا ولكنه حاول.

صاحب الـ55 سنة أقنع البعض أنه يمكنك الاستغراق في النوم أثناء مشاهدة مباراة لفريقك من شدة الملل لتستيقظ وتجد نفسك فائزًا على أنها المتعة الحقيقية لكرة القدم.

ولكن هذا الاقتناع لم يدم طويلًا، لأن سيطرة يوفنتوس لم تعد كما قبل مع استيقاظ العملاقين ميلان وإنتر، وأصبح من الصعب الحفاظ على الهيمنة المحلية لتظهر عيوب أليجري وأسلوبه.

المدرب الإيطالي أصبح مادة للسخرية من كافة النقاد والمتابعين، لأنه يلعب مع يوفي كفريق يقاتل من أجل البقاء بالدوري وليس عملاقًا سيطر على إيطاليا لسنوات.

تغييرات دفاعية وتحفظ لأسباب غير مبررة أمام فرق أضعف وجلوس المهاجم الأول دوشان فلاهوفيتش على دكة البدلاء واستبداله بشكل متكرر، أشياء عجيبة لم نشاهدها في يوفنتوس منذ سنوات، ليصبح أليجري من أول المرشحين للإقالة في أوروبا هذا الموسم.

منذ عامين بالتحديد خرج أليجري بتصريح آخر يختذل فيه اللعبة على جودة النجوم الكبار فقط قائلًا:"الخطط في إيطاليا مجرد محض هراء، كرة القدم فن والفنانون هم النجوم من الطراز العالمي".

وفي الحقيقة رغم أن هذه الجملة تحمل بعض الصحة، إلا أن الحقيقة عكس ذلك، هناك العديد من الفرق التي حققت بطولات وهي ليست صاحبة العدد الأكبر من النجوم مثل إيطاليا نفسها في اليورو الماضي.

فريق بلا هوية

Kouame Fiorentina Juventus celebrating Serie AGetty

صحيفة "ديلي ميل" البريطانية وصفت خروج يوفنتوس من دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي أمام فياريال، بأنه جعل الفريق بحاجة إلى طبيب ونفسي وليس لمدرب بعد الصدمة والخسارة 3/0 من الفريق الإسباني.

هزيمة كانت تعبر عن الحالة التي وصل لها يوفنتوس، وتحوله من فريق يحسم الدوري من بداية الموسم، إلى فريق آخر يتأهل بصعوبة لدوري الأبطال بالمركز الرابع الموسم الماضي.

يوفنتوس أنفق 126 مليون يورو الموسم الماضي، و102 مليونًا خلال الموسم الجديد، والأمور تزداد سوءًا ولا توجد إشارات لأي تحسن في الوقت، ويظل أليجري عاجزًا عن الابتكار والخروج من الأزمة بأسلوبه، فأصبح مفلسًا لا يفوز ولا يقدم أي متعة.

الفريق فاز مرتين فقط بالدوري هذا الموسم، وتعادل مع فيورنتينا وروما وسامبدوريا في 5 مباريات، وخسر مواجهة أخرى أمام باريس سان جيرمان، أمس، الثلاثاء، بالجولة الأولى لدور المجموعات بدوري أبطال أوروبا في مؤشر بأن الإقالة قادمة لا محالة.

نهاية الكرة القبيحة؟

مقولة أخرى قالها أليجري بنفس الطريقة في 2017 وهي :"أنا سعيد جدًا للأشخاص الذين يبحثون عن المتعة في كرة القدم، ولكني لو أردت المتعة سأذهب إلى السيرك، أنا أريد الثلاث نقاط".

وبعد سنوات من هراء أليجري، أثبت لنا الزمن أن الكرة القبيحة التي كان يتباهى بها الإيطالي أصبحت تتهاوى وتندثر مع كل قادتها في مختلف فرق أوروبا.

جوزيه مورينيو فقد مكانه كأحد المدربين بالكبار، وقرر النزول لمستوى أقل لتدريب روما، ودييجو سيميوني يعاني مع أتلتيكو مدريد لعدم تمتعه بالأفكار الكافية الي تتماشى مع تطورات كرة القدم.

AllegriGetty/Pressbox

وعلى الجانب الآخر سنشاهد الجانب الأكثر إشراقًا في كرة القدم، فنحن لسنا بحاجة للذهاب إلى السيرك للحصول على المتعة، بل يمكننا الاكتفاء فقط بمشاهدة الدوري الإنجليزي وبالتحديد بيب جوارديولا في مانشستر سيتي ويورجن كلوب في ليفربول، وحتى ميكيل أرتيتا رغم عدم ثبات نتائجه في آرسنال.

وسيكون علينا التوجه أيضًا إلى برشلونة، ومدربه تشافي الذي يحاول بنجاح حتى الآن إعادة كرة برشلونة الجميلة مرة أخرى بفضل أفكاره المتطورة مع الحفاظ على هوية ناديه.

وحتى لو لم نكن بحاجة إلى نماذج قمة في المتعة، فيمكننا الاستعانة بريال مدريد وتجربة كارلو أنشيلوتي المتوازنة ومن قبله زين الدين زيدان، لا مبالغة في الدفاع ولا مبالغة بالهجوم أو ميلان وإنتر في إيطاليا بدرجة أقل.

وأما أليجري فيمكنه الذهاب إلى السيرك لو لم يؤمن بكل هؤلاء، لأنه سيعاني كثيرًا من أجل الحصول على وظيفة وسط الكبار بعد إقالته التي قد تحدث قريبًا.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0