ليوناردو جارديم؟ البرتغالي؟ قائد ثورة موناكو؟ مكتشف المواهب؟ ليت إدارة فهد بن نافل تنجح في التعاقد معه..
جارديم؟ مَن تمت إقالته من موناكو لتراجع النتائج؟ ومَن هو عاطل منذ أواخر عام 2019؟، لم تجد إدارة بن نافل غيره؟..
حوارات تتردد بين جمهور نادي الهلال السعودي خلال الساعات الماضية، لكنها انتهت بإعلان الزعيم تعاقده رسميًا مع المدرب البرتغالي لقيادة الفريق في الموسم المقبل
انقسام ما بين الجمهور، قد يكون انقسامًا ضئيلًا، فقلة هي المعترض، وهم الفئة الموجه لها هذه المقالة، بجانب الفئة المؤيدة التي تستند فقط على نجاحه مع موناكو..
اقرأ أيضًا | من أجل حماية التاريخ .. دعوة لتكاتف النصر والاتحاد والأهلي ضد الهلال
بداية دعونا نستعرض لماذا يؤيد التعاقد معه غالبية الجمهور؟
Getty Imagesإذا تجولت في مواقع التواصل بين أحاديث جمهور الزعيم، فإن العامل المشترك بين مؤيدي قدومه هو مسيرته مع موناكو، فهي المسيرة الأكبر في تاريخه والأكثر نجاحه.
بعد عدة تجارب في البرتغال واليونان، استقر الحال بجارديم في فرنسا عام 2014 مع موناكو، واستمر معه لمدة أربع سنوات، خاض خلالها 233 مباراة، فاز في 127 منها، وتعادل في 51، وخسر 55 لقاء، وأسفرت عن حصده لقب الدوري الفرنسي موسم 2016-17.
وقاده للوصول لربع نهائي دوري أبطال أوروبا 2015، قبل أن يطيح به يوفنتوس، وفي 2017 وصل لنصف النهائي، لكن أطاح به اليوفي من جديد.
ختامه ليس مسكًا:
جارديم قاد موناكو لفترتين من يوليو 2014 وحتى أكتوبر 2018، ومن يناير 2019 وحتى ديسمبر من العام نفسه..
في كل مرة تتم إقالة المدرب البرتغالي، الأولى لإنقاذ الفريق من الهبوط، والثانية بعد تراجع النتائج واحتلال الفريق المركز السابع في جدول الترتيب.
وقتها هناك من اتهم البرتغالي بأنه فقد لياقته، خاصةً في الولاية الثانية التي خسر بها 13 مباراة من أصل 37، وتعادل في 10، لكنه كان يمتلك عدة عروض من آرسنال وريال مدريد وتشيلسي وغيرهم، إلا أنه لم يتم الاتفاق مع أي منهم.
ليس الأفضل ولكنه الأنسب:
EPAالحديث حاليًا يدور بين المعترضين حول أنه مدربًا بعيدًا عن الملاعب منذ عام ونصف تقريبًا، فكيف له أن يعود بقيادة فريق بحجم الهلال؟، وهنا سنوضح بعض النقاط..
جارديم مدرب يمتلك عدة خصائص يحتاجها الهلال بصورة ضرورية خلال الفترة الحالية، قد يكون صحيحًا أن ختامه ليس مسكًا مع موناكو، وأنه عاطل منذ ديسمبر 2019، لكن هذا لا يغفل ميزاته.
أهم ما يميز المدرب البرتغالي هو أنه مكتشف للمواهب، صاحب عين صائبة، ويجيد الصبر على اللاعبين الشباب حتى يصيروا نجومًا، فخلال فترته مع موناكو أخرج للكرة الأوروبية عدة مواهب على رأسها كيليان مبابي، أنطونيو مارسيال، توماس ليمار، بينجامين ميندي وغيرهم، وهذه هي رؤية مجلس فهد بن نافل تمامًا.
منذ تولى فهد بن نافل رئاسة الهلال وهو يريد أن يتم الاعتماد على قطاع الشباب بالنادي بصورة أكبر، حتى أنه طلب ذلك أكثر من مرة من المدرب الروماني رازفان لوشيسكو، لكنه لم يُنفذ، فقد كان يفضل اللاعبين الجاهزين، في الوقت الذي تبحث به الإدارة عن توفير النفقات من خلال استغلال شباب النادي، خاصةً وأنه يمتلك مجموعة لا بأس بها، بجانب تضييق الخناق على الأندية بشهادة الكفاءة المالية.
فكر مجلس بن نافل يتفق تمامًا مع فكر جارديم، وإن كان لن يتمكن من فعل ذلك في بداية مشواره مع الفريق، لكنه حتمًا سيفعل مع مرور الوقت.
أما النقطة الثانية فبالموسم المنقضي، عاب الهلال بعض الجوانب الدفاعية وعدم القدرة على استرداد الكرة بصورة سريعة حال انقطاعها، هذا العيب من المفترض أن يختفي مع تولي جارديم ودراسته للاعبين بشكل جيد، فمن تابع جيدًا فترته بموناكو، سيجد أن الفريق وقتها كان يعتمد على ضغط الخصم واستعادة الكرة سريعًا، وهو ما يحتاجه الزعيم حاليًا لاستعادة أدائه الجمالي الذي فقده مؤخرًا.
النقطة الثالثة والأخيرة أن جارديم يعتمد على طريقة 4-4-2 في غالب الوقت هذه الطريقة لا يعتمدها الزعيم، فقلما يعتمد على رأسي حربة، سواء مع المدرب الحالي أو من سبقوه، هذه الطريقة ستخدم فكر الصفقات التي يحاول مجلس الإدارة تنفيذه حاليًا، بدايةً من التمسك ببقاء المهاجم الفرنسي بافيتمبي جوميس رغم التعاقد مع موسى ماريجا، وضم عبد الله الحمدان في يناير الماضي، وقبله شراء صالح الشهري نهائيًا، بالإضافة إلى محاولات البحث عن مهاجم أجنبي آخر خلال الميركاتو الصيفي المقبل.
إذًا لا داعٍ للقلق من كونه عاطلًا، فربما فقط هي استراحة محارب، لكن وفقًا للقراءة الحالية فهو الخيار الأنسب للفكر الحالي، وإن كان ليس الأفضل من بين المتاحين، لكنه الآن هو القائد رسميًا، وكل ما سبق يبشر ببداية عهد جديد ورؤية فنية جديدة بالقلعة الزرقاء.