أجرى برنامج "الدوري مع وليد"، عبر القنوات الرياضية السعودية، حوارًا مطولًا، مع الفرنسي بافيتمبي جوميس؛ مهاجم الهلال السعودي، للحديث عن عشقه للمملكة، وأسعد لحظاته وأصعبها مع الزعيم، وغيرها من المواضيع، التي نستعرضها في السطور التالية..
كيف عشقت السعودية في وقت قصير؟
بداية أود أن أشكر للسعودية على استضافتها لي من بوابة الهلال، منذ اليوم الأول لي هنا وأنا أحظى بحفاوة وترهيب، وأنا أمثل النادي الأقوى على مستوى القارة.
تعرفت على طباع السعوديين وعاداتهم، الجميع هنا يقدم لي الدعوات لتناول الطعام، هم كرماء بالفطرة، وهذا ما جعلني قريبًا بشكل أقوى لهم، وهذا حملني مسؤولية أن أبادلهم نفس المشاعر، وأن أقدم كل ما لدي للهلال وللسعودية بشكل عام في المباريات الخارجية.
السعودية بالنسبة لي مفاجأة منذ قدومي، سألت لاعبين كثر قبل مجيئ سبق لهم اللعب هنا، والجميع أكد لي أن الهلال هو الوجهة الصحيحة والنادي الأفضل بآسيا، فرغم أنني لم أكن أفكر في الرحيل عن الدوري التركي إلا أن عرض الزعيم كان جديًا وتفاوض وكيلي مع تركي آل الشيخ وسامي الجابر عندما كان رئيسًا للنادي، قبلت لأنه ينافس باستمرار على لقب آسيا.
ما هي قصتك مع القهوة هنا؟
قصتي كانت في الأسبوع الأول لي هنا، كنا في المطار للتوجه لجدة، ووقتها قدمت لي القهوة السعودية مع التمر لأول مرة في حياتي، وقبلها لم أكن أشرب القهوة في أوروبا، لذلك رفضت، وكان بجانبي عموري ولاعبين سعوديين وأخبروني أنه من غير المقبول اجتماعيًا بالسعودية رفض القهوة عندما تقدم لك، وحينها قبل بالشرب، كان الطعم مختلفًا عما توقعت، أعجبتني كثيرًا ومن وقتها لم أرفض أي كوب قهوة، هذا قربني كثيرًا من أصدقائي السعوديين، والمعيوف علمني الكثير من عادات القهوة وفي كل مرة أشرب بها كوب أتعلم شيئًا جديدًا.
اقرأ أيضًا | فيديو | جيوفينكو: اعتذر للجميع ولا علم لي برحيل إدواردو بسببي
كيف تأقلمت سريعًا بالمملكة؟
بالنسبة لي لم أجد صعوبة في عادات السعودية، لأنني من أصول سنغالية، والإسلام منتشر ببلادي، وإذا سألني أصدقائي الفرنسيين عما وجدته هنا في المملكة، سأقول نسبة الأمان كبيرة وتعتبر أفضل من كثير من الدول، الشعب ودود ومحافظ على عباداته ومنفتح على الجميع، وشعب كريم ومتواضع، سعيد هنا، ولا أتخيل اليوم الذي سأرحل فيه عن هنا، سأبكي كثيرًا، لأنني تعلمت الكثير من الأمور الإنسانية هنا، أتمنى ألا تنتهي هذه التجربة، لكن لكل بداية نهاية.
كيف تقضي وقتك هنا؟
أقضي الوقت في الزيارات والتعرف على نمط العائلات عن قرب، بجانب الرحلات البرية، فالعام الماضي احتفلنا بالعام الجديد في الصحراء وسط جو عائلي جميل.

ننتقل للجوانب الفنية، أي طريقة لعب تفضل؟
كل المباريات تعد صعبة، الفرق تطورت كثيرًا، لكنني على المستوى الشخصي أجد صعوبة في اللعب أمام الفرق التي تدافع مثلًا بخمسة لاعبين، هذه الطريقة لم اعتد عليها خلال مسيرتي، فأنا أحب اللعب بطريقة هجومية أمام الفرق الكبيرة كالنصر والاتحاد والأهلي، الملعب مفتوح والمساحات أكبر، خاصةً مع تطور اللاعبين مع وجود اللاعبين الأجانب، وأتمنى أن ينعكس هذا التطور على المنتخب السعودي، سأكون فخورًا كوني ممن ساهموا في تطور الكرة السعودية كلاعب أجنبي بإضافة خبراتنا للاعب المحلي، فمثلًا صالح الشهري تطور كثيرًا باللعب معي وأصبحنا سويًا هدافي الهلال بعدما كنت وحيدًا.
ما هي أفضل مبارياتك مع الهلال؟
كل مباراة مهمة وأتابع مباريات المنافسين كي أتعرف على طريقة لعبهم، لكن أفضل مباراة لي مع الهلال كانت في نهائي دوري أبطال آسيا 2019 أمام أوراوا الياباني، سجلت هدفًا وشعرت وقتها أن هذا هو الهدف الذي قدمت من أجله.
ما قبل يوم 24 نوفمبر 2019 حين حققنا اللقب القاري، يختلف كليًا عما بعد هذا التاريخ، قبله بعام ونصف وأنا أفكر في هذا النهائي وكيف نصل له؟ وكيف سأكون به؟، هذا سبب حضوري إلى هنا، فالهلال ليس بحاجتي ليحقق اللقب المحلي، فقد فعلها كثيرًا بدوني، لذلك كنت أقول لنفسي إذا لم أحقق اللقب الآسيوي، فسأخسر التحدي، خاصةً وأن الهلال وصل للنهائي مرتين قبل حضوري ولم يحصد اللقب في النهاية.
لماذا بكيت بعد هدفك في النهائي؟
لم أبك لأنني سجلت في النهائي في آخر الدقائق، إنما لأن كل العمل ترجم في هذه اللحظة، نحن الأبطال، منذ خسارتنا للقب الدوري موسم 2018-2019، وأنا أسمع كلمة واحدة هي آسيا، هذا كل ما أسمعه داخل وخارج النادي، لذلك حولت هذا الضغط وقمت بجلب معد بدني خاص لي ومعالج طبيعي على حسابي الخاص، استثمرت كل هذا لأحقق ما أريد.
في حياتي كلها لم أبك من أجل كرة القدم، لذلك هدف النهائي كان أكثر من مجرد هدف سجلته لفريقي، كان تحدٍ حضرت من أجله.
شاهدناك حزينًا للغاية بعد الاستبعاد من دوري الأبطال 2020، هل الخروج فقط سبب حزنك؟
حزنت لما واجهناه بصفة عامة، كنت متأكدًا من أننا بإمكاننا أن نحقق اللقب للعام الثاني على التوالي، بسبب جاهزيتنا ومستوانا الفني، كنا سنصبح مثل ريال مدريد في تحقيق اللقب القاري لأكثر من مرة على التوالي، كنت أشعر أننا سنحصد اللقب هذا العام والعام الذي يليه.
ما هي أصعب اللحظات في الموسم الماضي؟
أصعب اللحظات هي آخر 20 دقيقة أمام الفيصلي، لنكون أبطالًا للدوري.

من هو أفضل لاعب سعودي؟
محمد الشلهوب.
من من اللاعبين المحليين ترشحهم للاحتراف؟
ياسر الشهراني ومحمد البريك، لأنهما يمتلكان لياقة بدنية عالية، وسلمان الفرج وعبد الله عطيف لقدرتهما على الاحتفاظ بالكرة والذكاء في التمرير.
وإذا قلنا من الأفضل للاحتراف الخارجي فهو سالم الدوسري كونه يمتلك فنيات عالية وقوة بدنية، مما يجعله مؤهلًا لمجاراة اللاعبين الأوروبيين، لذلك هو أفضل لاعب سعودي حاليًا بالملاعب.
حدثنا عن علاقتك بمحمد الشلهوب.
من الصعب ملء الفراغ التي تركه بالنسبة لي، خاصةً أنني لم أكن مستعدًا لهذه اللحظة، عندما سألته قال لي أنه مستمر في الملاعب ولن يعتزل، لم يوضح لي أنه سيعتزل، أفتقده كثيرًا، وأفتقد حديثه قبل المباريات، كان يهدئني وينصحني.
ما هي علاقتك بفهد بن نافل؛ رئيس الهلال؟
علاقتي به ممتازة، وأعطاني الثقة بتجديد عقدي لعامين مقبلين، وكان ذلك في توقيت مهم لي وللفريق، خاصةً أنه جاء بعد توقف كورونا.
كونه رئيسًا شابًا يذكرني ببدايات مورينيو في التدريب، أو إبراهيموفيتش في بداية ترأسه لتشيلسي، قوة وطموحه هو ما جلب كأس آسيا، وأتمنى أن نحقق كأس الملك كي يكتب في سجله أنه أصغر رئيس نادٍ يحقق هذه الإنجازات في تاريخ المملكة.
كيف تخطيتم مرحلة كورونا؟ ماذا حدث؟
بالنسبة لنا ما حدث في الدوحة ذكر سيئة، لكننا عدنا برؤوس مرفوعة، لم نُهزم، لكننا استبعدنا من البطولة بشكل إجباري، أثبتنا قوتنا بغياب لاعبين أساسيين ومع ذلك كنا ننتصر.
كيف تستعدون للقاء الديربي حاليًا؟
هو نفسه استعدادنا لأي مباراة، فريق مثل النصر يمتلك عناصر قوية، لكننا سنركز على فريقنا بشكل أكبر.
أتمنى كذلك أن نهزم النصر في نهائي الكأس كي أهديه لمدربنا السابق خورخي جيسوس، فهو ساعدني كثيرًا في بداياتي مع الهلال، حزنت لرحيله، وسعدت لمواجهته خلال لقاء فلامنجو البرازيلي في كأس العالم للأندية، أردت أن أسجل الكثير من الأهداف، لكن لم أتمكن.




