المنع من التسجيل .. رب ضارة نافعة يا الهلال

رفض مركز التحكيم الرياضي السعودي طلب نادي الهلال تعليق عقوبة منعه من التسجيل، عملًا ببند التدابير الوقتية، حتى البت النهائي في شكوى النصر ضده ولاعب وسطه محمد كنو.

الجميع رأى القرار بمثابة ضربة مؤلمة للزعيم وآماله وطموحاته بالفوز بالمزيد من الألقاب الموسم القادم، خاصة الدوري السعودي ودوري أبطال آسيا، وخاصة في ظل تطور النصر وتعاقده مع الفرنسي رودي جارسيا واستقرار الشباب وتحسن جودة الاتحاد وتعاقده مع نونو سانتو.

اقرأ أيضًا | هل يضمن المال النجاح في الدوري السعودي؟ الإجابة لدى الهلال والاتحاد

أرى شخصيًا أن المثل القائل "رب ضارة نافعة" خير ما ينطبق على وضع الهلال حاليًا، لأنه سيحمي استقراره الفني بشكل كبير .. الفريق إن لم يتأثر إيجابًا بهذا القرار، على الأقل لن يتضرر.

دعونا لا ننسى أن الهلال هو بطل السعودية وآسيا، ما يعني أنه يمتلك بالفعل واحدًا من أقوى الفرق محليًا وخارجيًا، وكذلك لا يجب علينا تجاهل تعاقدات النادي في يناير الماضي مع الثلاثي المحلي الممتاز محمد العويس وسعود عبد الحميد وعبد الإله المالكي، وعودة الأخير من الإصابة ستمثل صفقة جديدة للفريق الموسم القادم.

al hilal twitter

تحليل قائمة الأزرق الحالية تؤكد لنا أن الفريق تقريبًا مكتمل الخطوط ولا يحتاج لأي لاعب جديد، بدءًا من تواجد المعيوف والعويس في حراسة المرمى، مرورًا لجانج والبليهي وجحفلي والبريك وعبد الحميد والشهراني في الدفاع، والفرج والمالكي وكنو وكويلار في الوسط، وانتهاءً بإيجالو والدوسري وميشايل وبيريرا في الهجوم.

رامون دياز يمتلك بالفعل 11 نجمًا أساسيًا وعلى الأقل 8 بدلاء يُمكنهم اللعب في التشكيل الأساسي وتعويض أي غيابات قصيرة كانت أم طويلة، والجميل أن المدرب أرانا جيدًا الموسم الماضي قدراته فيما يخص التدوير والحفاظ على الحالة البدنية لجميع اللاعبين دون المساس بجودة الفريق.

نقطة مفصلية أستند عليها في كتابة هذا المقال وهي ميشايل وبيريرا تحديدًا ... الأول وجد معاناة في بداية التحاقه بالهلال ثم انفجر تألقًا ولعب دورًا حاسمًا في التفوق على الاتحاد في صراع الدوري المثير الموسم الماضي، وقد قرأنا عن رغبته بالعودة لبلاده لعدم الانسجام لكن الوضع حاليًا لن يسمح بذلك بالطبع.

بقاء ميشايل مكسب كبير للهلال وهو أفضل من بيعه وجلب جناح آخر قد ينجح أو يفشل، واللاعب بالتأكيد سيتفهم وضع النادي حاليًا وقد تُساعده الأشهر القادمة على الانسجام أكثر مما يُقنعه بالبقاء في الرياض.

بيريرا لم يُقنع الجميع في الهلال، ما قدمه كان أقل كثيرًا من الطموحات والآمال، لكن كم من لاعب عانى في موسم الأول وانفجر في الثاني؟ هل تذكرون فلافيو مهاجم الأهلي المصري وكيف كان مثار للسخرية في موسمه الأول وأصبح فيما بعد أفضل مهاجم أجنبي في تاريخ النادي؟ هل تذكرون بدايات جروهي مع الاتحاد؟ هل تعلمون أن موسم رومارينيو الأول لم يشهد إحرازه مع العميد سوى 7 أهداف وكان قريبًا من الرحيل؟ اقرأوا هذا المقال للحديث بتفاصيل أكثر عن الثلاثي.

بيريرا لديه عروض من البرازيل وقد كشف والده صراحة عن اقترابه من العودة إلى بلاده، لكن مع الوضع الحالي الهلال سيرفض بالتأكيد التخلي عنه، دعونا نقول أن الفريق لو أراد رحيله فهو مُجبر الآن على منحه فرصة أخرى.

نجاح صانع الألعاب في الموسم القادم سيُوفر على الهلال خسارة مالية مفجعة، لأن بيعه هذا الصيف بمبلغ مساوٍ أو يزيد عن الذي دفعه النادي لضمه هو المستحيل بعينه، لكن ذلك قد يتغير المواسم القادمة حال تألق بيريرا خاصة في دوري أبطال آسيا وفي ظل أن الدوري السعودي أصبح محط أنظار بعد الدوريات ووكلاء اللاعبين حاليًا، ونرى كيف تصل عروض من الدوري التركي لبعض نجومه.

الخلاصة أن النظر للنصف الممتلئ من الكوب يجعلنا نرى الهلال بمنعه من القيد هذا الصيف سيحافظ على استقراره الفني وسيمنح لاعبيه الذين لم يُقدموا أداءً جيدًا الموسم الماضي فرصة أخرى في 2022-2023 وسيحميه من أي خسارة مالية تزيد من ديونه، هذا بجانب أن النادي بالكامل، بداية من الإدارة وانتهاء باللاعبين، سيشعر بالتحدي وستتملكه رغبة كبيرة في النجاح والرد على كل المشككين والشامتين بالعقوبات التي فرضت عليه في قضية كنو، وتلك الرغبة وهذا التحدي لهما وزن من ذهب في الرياضة.