الترجي

"المثلث اليساري وغياب الرقم 9"، نقاط القوة والضعف في الترجي قبل مواجهة الزمالك

أعاد القدر كتابة أسطر التنافس بين العملاقين العربيين الزمالك والترجي، بطلي أفريقيا، بمواجهات غير مسبوقة تتصدر المشهد الأفريقي وأشبه بمبارزة ملاكمة من 3 جولات، لتصبح بذلك المرة الأولى في تاريخ بطولات القارة السمراء التي يلتقي فيها ناديان في 3 مباريات في غضون 21 يومًا في مسابقتين مختلفتين في ثلاث دول.

وسيستهل الفارس الأبيض وفريق الدم والذهب سلسلة لقاءاتهما بالتواجه على لقب كأس السوبر الإفريقي والذي سيقام في العاصمة القطرية الدوحة يوم الجمعة 14 فبراير الحالي قبل أن يلتقيا في مصر أحد يومي 28 أو29 من الشهر ذاته في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا وسيختتمان مواجهاتهما بلقاء العودة في استاد رادس في تونس في السادس أو السابع من مارس المقبل.

وبين أماني هذا وآمال ذاك، ما من طرف متأكّد من مصيره في تلك المواجهات، وبأي نسبة سيحصل عليها من تلك الكعكة، عدا المشاهد الذي سيكون على موعد مع طبق خاص من التنافس العربي الأفريقي.

قمم ملتهبة ومتكافئة في الوقت نفسه وتحمل في طياتها الكثير، لكن هنا دعونا نستكشف فريق باب سويقة وأبرز نقاط قوته وضعفه، فالفريق لا يزال يعد رقمًا صعبًا حتى مع قيامه بمرحلة إحلال وتجديد.

نقطة قوة: المثلث اليساري "الناري" بدعم بن غيث

حمدو الهوني

لا يخفى على أحد أن الجناح الليبي الناري حمدو الهوني هو الشوكة التي ستكون في حلق حازم إمام والجبهة اليمنى لنادي الزمالك في تلك المباريات، كونه السلاح الهجومي الأهم، والملعب يميل عليه في الناحية الهجومية للترجي.

أما الجناح الأيمن الجزائري بلال بن ساحة فهو أقل جودة نوعا ما حيث يعاني من عباءة النجم الراحل أنيس البدري.. عندما كان البدري متواجدًا كانت معظم الأهداف تأتي من اليمين مع دعم الدربالي المستمر، لكن الهوني في اليسار بات هو قائد عمليات الترجي الهجومية.

الهوني لديه قدرة كبيرة على اختراق أي دفاع بمراوغاته وخفة حركاته، فهو رابع أكثر أفضل المراوغين في دوري الأبطال، وخطورته تظهر أكثر عندما يلعب الترجي خارج أرضه، حيث يكون اللعب مرتكز عليه عن طريق الهجمات الخاطفة والسريعة.

لكن ليس هذا هو كل شيء..

هدف الترجي الثاني الرجاء

هناك تفاهم كبير للغاية بين الهوني والظهير خلفه إلياس الشتي، واللعبة التكتيكية التي يعتمد عليها معين الشعباني لاستغلال قوة الجبهة أنه يقوم بجعل صانع الألعاب الجزائري عبدالرؤوف بن غيث يميل عليهم لخلق مثلثات أو القيام بأوفر لاب إن تطلب الأمر.

الخريطة أعلاه توضح كيف أن بن غيث هو من قام بالأوفر لاب لأخذ الكرة من الهوني وبالتالي سجل الترجي الهدف الثاني في شباك الرجاء.. وهذه المثلثات بين هذا الثلاثي تكررت دائمًا، ومنها أيضًا يعطي فرصة للهوني ليتحول هو لعمق الهجوم أحيانًا.

نقطة ضعف: الشتي يغيب في المواعيد الكبرى

لأن عادة الترجي لا يقبل اللعب فالظهير إلياس الشتي لا تظهر ثغراته الدفاعية، حيث كان سيئًا في المباريات الكبيرة منها مباراة الهلال السعودي أمام كاريو، وهو أقل جودة من الظهير السابق أيمن بن محمد.

أما الظهير الأيمن القيدوم سامح الدربالي فهو يُعاني من الإجهاد والتعب هذا كان واضحًا في أخر الجولات في البطولة الوطنية التونسية مع تعرضه لأكثر من إصابة في بداية الموسم.

نقطة قوة: لا تحاول الدخول في معمعة الوسط

الترجي

سيكون على الزمالك الهجوم على الأطراف لأن الترجي في قلب الملعب كما يقول المثل العامي المصري "مقفول بالضبة والمفتاح".. تبرز قوة الثنائي فوسيني كوليبالي، القطعة الأكثر استقرارًا في تشكيلة الشعباني وهو من الحرس القديم، ويسانده كوامي بونسو، ومعهم الشاب محمد بن رمضان، مع معاونة بن غيث.

يمتلك الثنائي الأفريقي مخزون بدني كبير وقدرة على الركض وأيضًا الالتحامات المشروعة ومن ثم نقل الهجمة سريعًا لبن غيث ومن ثم التوزيع على الأطراف. لذلك محاولة الاختراق من العمق ستكون محاولات يائسة، والأفضل اللعب على الأطراف خاصة أن الهوني لا يقدم الواجبات الدفاعية كما ينبغي.

نقطة ضعف: الكرات الثابتة نقطة قوة انقلبت عليهم

لطالما عرفت عن أندية شمال أفريقيا قوتها في الكرات الثابتة، لكن الترجي بات يُعاني بشكل واضح عن طريق الكرات الثابتة، خصوصًا الركنيات بالرغم من وجود لاعيبة طويلة القامة في المحور وهما محمد علي اليعقوبي وعبدالقادر بدران، إلا أن التنظيم الدفاعي سيئ ولا يعرف يتعامل مع الكرات الهوائية، ولاحظنا في عدة لقاءات نذكر منها مثلا لقاء شبيبة قسنطينة النسخة الماضية ومباراة الرجاء الأخيرة في رادس.

ويمكن القول إن هناك نسبة مرتفعة من الأهداف استقبلها الترجي من الكرات الثابتة.

نقطة ضعف: بن شريفية أخطاء متكررة ساذجة

لا يزال الحارس بن شريفية يرتكب الهفوات الساذجة، ولعل الهدف الأول للرجاء يوضح ما أعنيه.. الحارس سيىء في التسديدات البعيدة.. وربما هذا سلاح عليه استخدامه الزمالك كثيرًا، وأقصد مصطفى محمد وأحمد سيد زيزو وبن شرقي معهم.

نقطة ضعف: اختفاء المهاجم رقم 9

طه ياسينGetty

يُعاني الترجي حاليًا من عدم امتلاك مهاجم صريح هداف بسبب تراجع مستوى المهاجم الأساسي إبراهيم واتارا والبديل الدولي التونسي طه ياسين الخنيسي.

واكتفى المهاجم الإيفواري بـ4 أهداف فقط في 19 مباراة (منهم هدف يتيم في دور المجموعات لدوري أبطال أفريقيا)، أما الخنيسي فاكتفى بـ3 أهداف في 17 مباراة.

لولا مساهمات حمدو الهوني الهجومية والبدري قبل رحيله لعانى هجوم الترجي الأمرين.

نقطة ضعف: لا يوجد مصوب جيد

هناك نقطة ضعف واضحة أيضًا في الترجي أن لاعبي الوسط لا يوجد لديهم القدرة على التصويب بشكل جيد، في الترجي كانت هذه نقطة قوة بوجود سعد بقير ويوسف البلايلي.

أي إنه إن قام الزمالك بالعودة للدفاع فالترجي سيواصل كل محاولاته على طريق الطرفين والعرضيات وباستمرار سيواصل توزيع الكرات للأطراف بسبب عدم وجود المسدد الجيد من المسافات البعيدة.

هل هناك أوراق رابحة على الدكة؟

في بنك البدلاء يمتلك الترجي حلولاً مهمة خصوصًا القادمون في الفترة الشتوية عبدالرحمن مزيان الذي جاء من العين الإماراتي ( غير جاهز بدنيًا حاليًا) وكذلك فادي بن شوق صانع الألعاب.

التغييرات أيضًا أغلبها واضحة.. الخميسي مكان واتارا، وبن رمضان مكان كوامي، والثالث متغير.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0