افتتح المنتخب البولندي اليوم مبارياته في كأس الأمم الأوروبية بخسارة بهدفين لهدف من نظيره سلوفاكيا، أضعف عناصر المجموعة.
الخسارة جاءت بمشاركة روبرت ليفاندوفسكي الذي لم يقدم أي شيء يذكر يشفع له لدى جماهير بولندا، ودون أن يظهر أي قدرات من تلك التي يظهرها مع بايرن ميونخ.
ليفاندوفسكي كان في أرض ملعب اليوم مثل الأشباح، أو ربما أقل، رأينا جسد بلا روح ولاعب لا يقدم ولو حتى ربع مستواه الحقيقي والمعتاد.
أفضل لاعب في العالم بالموسم الماضي لم يسدد ولو كرة واحدة على مرمى المنتخب السلوفاكي، الذي حقق فوزًا تاريخيًا، ووضع قدمًا في الدور التالي.
نجم بايرن ميونخ هو أقل من لمس الكرة في الملعب من المنتخب البولندي بواقع 39 لمسة طوال الـ 90 دقيقة، وهو رقم يدل على مستواه في اللقاء.
التاريخ يتكرر!
في كأس العالم الأخير تذيل المنتخب البولندي مجموعته والتي كانت في المتناول تمامًا، فكان خصومه هم كولومبيا واليابان والسنغال.
بالرغم من تقارب المستويات بين الثلاثة فرق، فمستوى ليفاندوفسكي المذهل حينها كان يبشر بتصدر بولندا للمجموعة، لكن ما حدث هو أن الفريق خسر الافتتاح أمام السنغال، ثم خسر من كولومبيا وودع البطولة بفوز شرفي على اليابان بهدف نظيف.
ولم يسجل ليفاندوفسكي ولم يصنع ولم يظهر بالمستوى المطلوب في أي مناسبة من الثلاث مناسبات.
وقبل نسخة 2018 لم ينجح ليفاندوفسكي في قيادة منتخب بلاده حتى لكأس العالم، فكانت آخر مشاركة لهم قبلها في 2006 وانتهت بخيبة أمل مماثلة.
خيبات أمل بولندا لا تقتصر على كأس العالم، فرأينا الأمر يتكرر في كأس الأمم الأوروبية الأخيرة والتي أقيمت في فرنسا.
البطولة كانت جيدة بشكل عام للمنتخب البولندي، الذي تجاوز دور المجموعات ووصل لدور الـ 8 لكن بالنسبة لليفاندوفسكي فقد كانت مشاركة محبطة للغاية.
خلال دور المجموعات لم يسجل نجم بايرن ميونخ أي أهداف، وفي دور الـ 16 عندما تفوق فريقه على سويسرا لم يسجل سوى بركلات الترجيح.
أول أهداف ليفاندوفسكي في البطولة جاء في بداية المباراة الخامسة ضد البرتغال، وخسر الفريق تلك المواجهة بركلات الترجيح.
موقف بولندا
بعد خسارة المباراة الافتتاحية في المجموعة ربما يكون المنتخب البولندي قد فقد فرصته في الصعود للدور القادم، حتى عن طريق المركز الثالث.
الفريق سيواجه إسبانيا يوم السبت القادم، وينهي مواجهاته في المجموعة ضد السويد يوم الأربعاء الذي يليه وتبدو فرصته شبه معدومة.
اتهامات التخاذل والمحلية
Goal/Gettyولأن أسهل ما يمكن قوله في مثل تلك المواقف هو أن اللاعب متخاذل ولا يساعد منتخب بلاده بالشكل الكافي، ربما علينا أن نكرر نفس الكلمات.
لكن بالنظر للصورة الأكبر وتاريخ ليفاندوفسكي في بولندا كأكثر من سجل وأكثر من خاض لقاءات بقميص الفريق ربما علينا التراجع.
نفس الاتهام يتلقاه الأرجنتيني ليونيل ميسي، مع الاختلاف الكبير الذي يحدث مع قائد برشلونة، فالرجل قاد الأرجنتين لثلاث نهائيات متتالية حتى ولو لم يفز بأي بطولة.
البعض حتى يقول أن ليفاندوفسكي لا يستطيع النجاح سوى محليًا مع بايرن ميونخ في الدوري الألماني وربما في دوري أبطال أوروبا عندما يمر الفريق من حوله بحالة استثنائية، لكن فرديًا ووحده لا يستطيع قيادة فريقه للفوز.
استبعد رونالدو ومالديني .. تشكيل توخيل المثالي للتسعينات يثير الجدل
ليفاندوفسكي ربما لا يملك فرصة إضافية من أجل تحقيق أي بطولات مع بولندا، أو حتى تحقيق إنجازًا تاريخيًا بالصعود لمنصات الميداليات مثلما حدث في كأس العالم 1974 و1982.
لكن سيبقى هو الهداف التاريخي وأكثر من لعب لمنتخب بولندا في التاريخ ولعدد لا بأس به من السنوات في ظل ابتعاد المنافسين عنه بمسافات كبيرة.
