Neymar Paris Saint-GermainGetty

الكساد الإيجابي.. هل يعيدنا فيروس كورونا إلى عصر ما قبل نيمار؟

 تعاني أندية كرة القدم اليوم من خسائر فادحة بسبب توقف النشاط، ومن المنتظر أن يؤثر فيروس كورونا بالسلب أكثر على مستقبل اقتصاديات اللعبة، الأمر الذي وصل إلى حد تهديد بعض الأندية بالإفلاس.

يتحدث كارل هاينس رومينيجه المدير التنفيذي لبايرن ميونخ حول الأمر، حيث يرى أن الحديث عن دفع أي نادٍ لمبلغ 100 مليون يورو خلال سوق الانتقالات في السنوات المقبلة سيعد ضربًا من الجنون، الرقم الذي بات مجرد بداية ربما لأسعار التفاوض بخصوص اللاعبين الكبار.

في 2009 تعاقد ريال مدريد مع أفضل لاعب في العالم وقتها كريستيانو رونالدو مقابل 94 مليون يورو قادمًا من مانشستر يونايتد، ليحطم الرقم القياسي لأغلى لاعب في تاريخ كرة القدم، تمامًا كما حطمه زين الدين زيدان في 2001 حين انتقل إلى الفريق الملكي مقابل 65 مليون يورو.

وخلال هذه السنوات، انتقل العديد من اللاعبين بأسماء كبرى إلى أندية منافسة، ولكن حتى 2017 ظلت الـ 50 مليون يورو والـ 75 مليون يورو تعد أرقامًا جنونية بالنسبة للميركاتو، باستثناء انتقال جاريث بيل إلى ريال مدريد في 2013 مقابل 100 مليون يورو.

في السنوات الثلاثة الأخيرة انفجر معدل التضخم بالنسبة لكرة القدم، وكان ذلك من الطبيعي أن يحدث بظهور أندية ترعاها دول ومؤسسات كبرى كمانشستر سيتي وباريس سان جيرمان، ودخول رجال الأعمال والمستثمرين إلى عالم الاستثمار الرياضي، أدى كل ذلك إلى مضاعفة الأرقام بشكل جنوني.

الضربة التي غيرت عالم كرة القدم كان انتقال نيمار من برشلونة إلى باريس سان جيرمان، حين دفع نادي العاصمة الفرنسية الشرط الجزائي في عقد النجم البرازيلي، كم يبلغ؟ 222 مليون يورو.

يبدو المبلغ المكون من ثلاثة أرقام متشابهة وكأنه رقمًا عشوائيًا وضعته إدارة برشلونة من خلال الضغط على المفتاح رقم 2 في لوحة المفاتيح ثلاثة مرات، مبلغ فلكي لن يفكر أي نادٍ في دفعه مقابل التعاقد مع لاعب واحد بكل تأكيد أليس كذلك؟

الإجابة لا، حيث أن باريس سان جيرمان ضرب ضربته، ودفع الـ 222 مليون يورو دفعة واحدة، لتتحول القيمة السوقية للاعبي كرة القدم خلال أيام إلى مبالغ مضاعفة، كوتينيو الذي كان يقدر بـ 65 مليون يورو انتقل إلى برشلونة مقابل 165 مليون يورو، وعثمان ديمبلي مقابل 145 مليون، والتفاوض حول أي لاعب من الصف الأول يبدأ بـ 100 مليون على الأقل.

العدوى انتقلت للأندية المتوسطة أيضًا، حيث شهد الصيف الماضي الكثير من الكوميديا، مانشستر يونايتد يطلب التعاقد مع مدافع ليستر سيتي هاري ماجواير، فيطلب بطل البريميرليج في 2016 95 مليون يورو، ليستقر الفريقان في النهاية على دفع 90 مليون يورو ليصبح ماجواير أغلى مدافع في تاريخ كرة القدم.

بعدها أراد ليستر تعويض اللاعب الراحل، ليطلب التعاقد مع ناثانيل أكي من بورنموث، ليتفاجأ أن الأخير يطالبه بـ 75 مليون يورو، تمامًا كما فعل ليفربول مع برشلونة في مسألة التعاقد مع فيليبي كوتينيو، بعدما حصل النادي على المبلغ الفلكي لكسر عقد نيمار.

في السنوات المقبلة ستفقد الأندية قدرتها على سحب المزاد لأعلى، وستتأثر جميع الميزانيات والرعاة والدول وكل شيء يتعامل بالأموال، حتى القطاعات التي اعتادت دعم مؤسسات كرة القدم ستفشل في ذلك، نظرًا لأنها ستخسر أموالًا طائلة بدورها بسبب الوباء.

نتيجة لذلك من المنتظر أن تعود كرة القدم إلى الأرقام المعقولة نسبيًا، بعدما كادت الجماهير تفقد عقلها من هول الأسعار التي تسمعها يومًا بعد يوم، والتي تتضاعف بمجرد أن يقرر أحد الأندية إجراء صفقة جنونية.

هل أنت مشجع حقيقي لبرشلونة؟ اختبر معلوماتك

في النهاية، من الممكن أن نقول إن ذلك سيعيد كرة القدم إلى عصر ما قبل انتقال نيمار إلى باريس سان جيرمان، والسبب؟ الكساد الاقتصادي، وسببه؟ فيروس كورونا. الآن انتهينا.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0