الغنام في الزمالك والسولية في الاتحاد .. لماذا لا يسير العرب على خُطى أوروبا؟

خاضت المنتخبات العربية بطولة كأس العرب بقوائم غاب عنها اللاعبون المحترفون في الدوريات الأوروبية، وقد تسلحت بعضها بنجومها الناشطين في الدوريات العربية خاصة منتخبات شمال إفريقيا واستفادت كثيرًا.

تجربة احتراف اللاعبين العرب في الدوريات العربية أثبتت نجاحها الكبير، سواء للدول المصدرة للاعبين أو المستوردة لهم، وهو ما يطرح بقوة فكرة فتح باب الانتقالات للاعبين العربي بين الدول العربية واعتبار اللاعب العربي محلي كما هو الوضع في أوروبا.

القارة العجوز استفادت كثيرًا من تطبيق قاعدة اعتبار اللاعب الأوروبي محلي، إذ زادت قوة الدوريات الأوروبية الكبيرة نتيجة ضم المواهب من الدول الأصغر، فيما استفادت الدول المصدرة ماليًا ورياضيًا، إذ وفرت للاعبيها فرصة احتكاك بالنجوم الكبار لم يكونوا ليحصلوا عليها في بلادهم، ونرى جميعًا الفارق بين لاعب ناشط في الدوري السويسري مثلًا وآخر في الدوري الإيطالي.

الدول العربية يُمكن تصنيفها إلى مصدرة ومستوردة للاعبين، المجموعة الأولى تضم بشكل أساسي دول الخليج خاصة السعودية وقطر والإمارات، بجانب مصر وتونس بدرجة أقل، والمصدرة تتضمن بقية الدول خاصة الجزائر والمغرب والأردن وسوريا، ويُمكن لمصر وتونس كذلك تصدير اللاعبين لأندية الخليج.

اعتبار اللاعب العربي محلي سيجعله مفضلًا على اللاعبين الأجانب بالطبع، خاصة أنه يمتلك الجودة والقدرة على الانسجام والتكلفة الأقل، وسيزيد من قوة الأندية المتوسطة والصغرى في الدول المستوردة، مما ينعكس إيجابيًا على قوة البطولة ويجعلها أكثر تنافسية.

الدول المصدرة ستستفيد بالطبع، لأنها ستمنح لاعبيها فرصة الاحتكاك مع مدارس أخرى والعمل تحت قيادة مدربين كبار واللعب بجانب نجوم أصحاب خبرة وشخصية، كل هذا بجانب تواجدهم في بطولة أكثر تنافسية سيزيد من جودتهم وقوة شخصياتهم وهو ما سيُفيد منتخبات بلادهم بالطبع .. هذا رأيناه بوضوح في منتخبي تونس والجزائر خلال كأس العرب.

حتى الدول الغنية والمستوردة للاعبين ستلعب دور "المُصدر" أحيانًا، ربما يُفضل لاعب سعودي شاب أن يخوض تجربة احترافية في مصر أو تونس، وهو ما سيُفيد المنتخب السعودي لأنه سيُضيف تجارب شخصية جديدة لنجومه لرصيده من الخبرة.

لماذا لا نرى خالد الغنام يلعب في الزمالك وعمرو السولية يتواجد في الاتحاد وعلي صالح يرتدي قميص الأهلي المصري ومحمد شريف يقود هجوم الجزيرة؟ انتقال النجوم العرب سيزيد من الروح الرياضية بين الجماهير وسيُقلل من الحساسية بين المنتخبات، خاصة تلك التي بينها تاريخ من التنافس والندية، وهو ما سينعكس إيجابيًا على المجتمع العرب كاملًا.