Marcelo Bielsa Leeds United Premier League trophyGetty/Goal composite

العبقري المجنون وأستاذ جوارديولا.. ما المنتظر من بيلسا في الدوري الإنجليزي؟

العبقري المجنون، المحاضر الجيد والمنفذ المهزوز، الرجل الذي فيه من التناقضات ما يلفت نظر الأعمى، الفلسفي والمفكر والمتهور والثوري، صاحب العناوين المثيرة للجدل يعود للساحة من جديد، ومن أي بوابة؟ بوابة الدوري الإنجليزي الممتاز.

قاد مارسيلو بيلسا ليدز يونايتد إلى العودة بعد طول غياب إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، إنجاز كبير يُحسب له ويرد به على كافة المنتقدين لمسيرته، التي خلت تقريبًا من تحقيق البطولات على مدار آخر عشرين عامًا.

بيلسا هو أحد الملهمين لمدربين كبار مثل بيب جوارديولا وماوريسيو بوتشيتينو وغيرهما، الجماهير التي درب أنديتها تعشقه تقديرًا للكرة الممتعة التي يقدمها دومًا، والمشاعر التي يجلبها إليهم ومحاولته لمقارعة الكبار، ولكنه دومًا يتهم بأنه محاضر جيد ليس إلا.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

وللبحث حول من هو بيلسا، علينا النظر في الماضي ومعرفة كيف بدأت مسيرته التدريبية، ومتى، وماذا حقق فيها، ولماذا يتحدثون عنها كثيرًا على الرغم من أننا لم نره يومًا على رأس أحد الأندية الكبرى يحقق معها أرقامًا قياسية أو يقف على منصة التتويج كمتوج بدوري أبطال أوروبا.

مبدئيًا، قرر بييلسا الاتجاه إلى عالم التدريب بصورة مباشرة فور اعتزاله، حيث بدأ مسيرته التدريبية مبكراً مع فريق الشباب للفريق الأرجنتيني نيوز أولد بويز، ثم تولى الرجل قيادة الفريق الأول للنادي في عام 1990 وبعقد امتد لموسمين، ليحقق معهم الدوري المحلي مرتين متتاليتين ووصافة الليبارتادوريس، لتبدأ مسيرته في أخذ خطوة للأمام.

ومن حيث الأرقام والبطولات، لا يعتبر بييلسا من المدربين الكبار، حيث لم يحقق بييلسا طوال مسيرته قبل مرحلة ليدز يونايتد سوى الدوري الأرجنتيني مرتين في حقبته التدريبية الأولى وذهبية الأولمبياد مع المنتخب الأرجنتيني عام 2004 في أولمبياد أثينا.

شهرة بييلسا وقمته جاءت من أفكاره الفلسفية ومحاضراته وإضافته لكرة القدم والتي أفادت مدربين كبار بحجم جوارديولا وبوتشيتينو وغيرهم وطورت العديد من مدارس كرة القدم الحديثة بالنسبة للمدربين الذين تأثروا كثيرًا به.

أيضًا محطات بييلسا في بيلباو وليدز وما قبلهما شهدت تطورات على مستوى الأداء الفردي والجماعي للاعبين، الرجل يستطيع التأثير ولكنه عند لحظة ما يهزمه الجنون والاندفاع ليهدم كل شيء، أو يفشل في السيطرة على غرفة الملابس بالطريقة التي تسمح له بتطبيق فلسفته وأفكاره.

فمثلًا في فرنسا، وأثناء تجربته كمدير فني لأولمبيك مارسيليا، خرج بيلسا وأعلن رحيله عن منصبه بسبب "عدم ثقته في الإدارة" رغم شعبيته الجارفة بين الجماهير وقيادته للنادي الجنوبي للعودة إلى الكبار مجددًا، هذه الحقبة انتهت لأن الرجل لم يتمتع بالحكمة الكافية لإدارة الخلافات ولا المرونة لتسيير الأمور، وليس لأسباب تتعلق بكرة القدم إطلاقًا.

في حقبة أخرى في فرنسا أيضًا جاءت النهاية لأسباب إنسانية، حيث ترك بيلسا تدريب ليل من أجل أن يبقى بجوار صديقه لويس بونيني الذي كان يحتضر آنذاك،في أيامه الأخيرة، في واقعة أثارت التعجب ولا أحد يُدرك إذا كان الأمر دربًا من الوفاء أم أنه حقًا جنون.

وعندما تعجب مسؤولو ليل من قرار سفره وهددوه بالإقالة أو الإيقاف، كان رده واضحًا "أنا ذاهب لرؤية صديقي، افعلوا ما تريدوا، لا أهتم!" ثم تمت إقالته بعدها.

وأخيرًا في إيطاليا، أقدم لاتسيو على التعاقد مع مارسيلو بيلسا في 2016، لكنه استقال بعدها بـ48 ساعة فقط، أثيرت شائعات أن هذا الأمر كان بسبب ترشيحه لتدريب منتخب الأرجنتين لكن المدرب خرج وأعلن عن سبب آخر.

قال بيلسا: "كنت أعمل مع لاتسيو منذ 4 أسابيع ولكنهم لم يلتزموا بالبرنامج المتفق عليه، طلبت التعاقد مع 4 لاعبين لم يتم التعاقد معهم قبل 5 يوليو كما اتفقنا، كما يوجد 18 لاعبًا مهددين بالرحيل.

أما فيما يتعلق بكرة القدم، فالرجل إضافة إلى العديد من الأفكار الثورية التي تحتاج إلى مئات الساعات من المحاضرات والأوراق التي كتبها الرجل ليتم توضيحها بشكل مفسر، يعتمد على أسلوب معقد جدًا لممارسة كرة القدم، معقد بمعنى أنه مليء بالتفاصيل.

يلعب بيلسا بخطة 3/3/3/1 التي لم تكن تستخدم بصورة واضحة في هذا الوقت كثيرًا، ولكن العبقري المجتون أنه قرر التجديد واستعلمها ليؤكد على عبقريته التكتيكية ورؤيته الفريدة للعبة.

تتميز هذه الخطة بالاعتماد على التحولات نظرًا لأن أغلب اللاعبين يقومون بالواجبات الدفاعية و الهجومية في آن واحد، مثلها مثل جميع الخطط التي تعتمد على وجود ثلاثة مدافعين في الخلف وتحرير الأظهرة بصورة أو بأخرى.

بالإضافة إلى ذلك، فإنها تمنح التفوق العددي في مناطق الملعب المختلفة، فبهذه الخطة تستطيع الفرق الدفاع بسبعة لاعبين و الهجوم بمثلهم فيما يعطيك إيحاء بأن الفريق يلعب بأكثر من 11 لاعبًا.

طارد الجماهير بقنبلة يدوية واستقال بعد يومين.. محطات "مجنونة" في مسيرة بيلسا

في النهاية سيضيف بيلسا تكتيكيًا للبريميرليج قطعًا، سيضيف له تجربة حالمة جديدة، سيضيف حضورًا طاغيًا وشخصية مثيرة للجدل، سيضيف الكثير من المتعة وعناوين الصحف الساخنة وفريقًا جديدًا على خارطة كرة القدم الإنجليزية.

إعلان