أزمة حقيقية يُعاني منها توتنهام على كل المستويات أوروبيًا ومحليًا تحت قيادة ماوريسيو بوتشيتينو قد تعصف به من منصبه. لم يعد توتنهام هو الفريق الذي يُريده المدرب الأرجنتيني، رغم أن جميع لاعبي توتنهام باستثناء واحد ممن بدأوا المباراة التي خسروها 3/0 أمام برايتون كانوا في النادي لأكثر من ثلاث سنوات، بل نصفهم كان في النادي لأكثر من ست سنوات. كانت تلك الاستمرارية جزءًا لا يتجزأ من نتائج النادي الإيجابية في الفترة الأخيرة، لكنهم الآن هم المشكلة.
لماذا نقول إن فريق توتنهام لا يخدم أفكار بوتشيتينو، لأن ما ميز الأخير كمدرب، أنه كان يصنع فرق شرسة في الضغط، ويستخرج من اللاعبين أفضل ما لديهم بالحركة الدائبة، لذلك كان يحب دائمًا الاعتماد على اللاعبين الشباب لتنفيذ أفكاره في الضغط وسرعة استخلاص الكرة، وهو ما كان يُميزه منذ فترته مع ساوثامبتون.
ماذا حدث إذًا؟ لم يعد اللاعبون يستطيعون تنفيذ أفكار مدربهم في الضغط لأنهم باتوا «عواجيز» وتقدم بهم العمر بمرور الزمن، فاللمرة الرابعة منذ سبتمبر الماضي، يختار المدرب فريقًا أمام برايتون يبلغ متوسط أعمار لاعبيه 28 عامًا، بعد أن كان لديه أصغر تشكيلة في الدوري الإنجليزي الممتاز في كل من مواسمه الثلاثة الأولى.
أصبح توتنهام الآن رابع أقدم فريق في البريميرليج، وهذا أكثر من مجرد هوس، بل قضية أساسية تواجه المدرب وأسلوبه في اللعب. لم يعد توتنهام يضغط من الأمام، ولا يفوز بالكرة في ملعب الخصم، وبسبب تلاحم المباريات والمشاركة في أكبر من مسابقة ينهار الفريق بدنيًا أكثر وأكثر.
| الموسم | معدل أعمار توتنهام | الترتيب بين أصغر الفرق بالبريميرليج |
| 2014/2015 | 24 عامًا، 282 يومًا | 1 |
| 2015/2016 | 24 عامًا، 328 يومًا | 1 |
| 2016/2017 | 25 عامًا، 298 يومًا | 1 |
| 2017/2018 | 26 عامًا، 53 يومًا | 3 |
| 2018/2019 | 27 عامًا، 65 يومًا | 11 |
| 2019/2020 | 27 عامًا، 243 يومًا | 16 |
تظهر الإحصائيات ما الذي يمكن أن تراه العين المجردة - أن فوز توتنهام بالكرة في الثلث الأخير أقل بكثير من ذي قبل وأقل بكثير من منافسيه (الصورةأدناه)، وتراجعت بشكل كبير عدد التمريرات تحت الضغط (عندما يمرر المنافس ثلاث تمريرات أو أقل على التوالي وتنتهي التمريرات على بعد 40 مترًا من مرماهم).




وبسبب افتقاد اللياقة لم يستطع توتنهام بمقدوره اللعب بشكل جيد طوال المباراة، فحتى عندما يتقدم يخسر تقدمه مثلما حدث أكثر من مرة هذا الموسم (آرسنال، أولمبياكوس، بايرن).
وكان بوتشيتينو قد طلب من اللاعبين العودة إلى الضغط العالي على حامل الكرة، وبالفعل طبّق اللاعبون ذلك في النصف ساعة الأولى أمام بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا، لكن لاعبي توتنهام لا يمكنهم الاستمرار في اللعب بهذا النسق على مدار التسعين دقيقة طوال الموسم، وعندما انخفض أداء الفريق، تحوّلت الأمور بشكل حاد، فظهر الفريق مفككًا من الناحية البدنية والنفسية، خصوصًا في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة، وهي الفترة التي شهدت تسجيل الفريق الألماني لثلاثة أهداف، وتحويل الهزيمة إلى فوز ساحق ومذلّ.

وعبر المدير الفني الأرجنتيني عن أسفه لاستخدام كلمة «أجندات» في التصريحات التي أشار فيها إلى أن تراجع نتائج الفريق يعود إلى وجود «أجندات مختلفة في الفريق»، حيث شعر بأن الكلمة في اللغة الإنجليزية ربما تكون أكثر قوة منها في لغته الأصلية، وهي الإسبانية، ربما كان يقصد خيانة من لاعبيه وتكاسل!
لكن على أي حال ما زال هذا الوصف يبدو دقيقًا، بالنظر إلى أن هناك ستة لاعبين على الأقل من القائمة الأساسية للفريق كانوا يرغبون في الرحيل عن النادي في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة.
وشارك 4 لاعبين من هؤلاء اللاعبين الستة في خط الدفاع أمام بايرن ميونيخ. وقد تم تسريب مقطع فيديو لسيرجي أورييه وهو يقول إنه «قرر الرحيل» عن النادي، كما أن الظهير الأيسر داني روز لم يلتحق بالفريق في جولته الآسيوية استعدادًا للموسم الجديد، نظرًا لأنه كان مشغولاً بالبحث عن نادٍ جديد.
إضافة إلى أن عقود كلٍّ من توبي ألديرفيرلد ويان فيرتونخين «قلبي الدفاع الأساسيين» قد دخلت عامها الأخير، وهو ما يعني أنه يحق لكل منهما التوقيع لأي نادٍ مجانًا في فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، وبالتالي لم يعد هناك حافز لدى هؤلاء اللاعبين لتقديم أفضل ما لديهم داخل الملعب.
وبكل تأكيد لاعب لا يؤمن بأن مستقبله في توتنهام ولاعب يفكر في مستقبله والرحيل لن يضغط بكل قوة ولا ينفذ أفكار مدربه!
