الذكرى الأولى لـ"يد الرب" دون مارادونا.. حروب الفوكلاند ومحاولات التقليد

22 يونيو، 2020، مارادونا مازال حي يزرق.

يستيقظ الأرجنتيني وهو يعلم تاريخ اليوم يحفظه عن ظهر قلب، لا داعي أن يستفيق من تأثير المخدرات لا داعي للمنبهات.. يقرر أن يسحب هاتفه الخلوي ويشارك صورة عبر موقع التواصل الإجتماعي "انستجرام".

ـ صورة معتادة لفريق كرة قدم قبل صفارة بداية مباراة، 11 لاعب، 4 في الأمام و 7 في الخلف، أقصى اليمين لاعب ذو شعر كثيف عاقد الحاجبين يرتدي قميص يحمل الرقم 10- يكتب اسفل الصورة:

"يصادف اليوم سنة أخرى من هذه المباراة ضد إنجلترا في عام 1986. وعلى الرغم من أن البعض يريدون أن يمحوني من تاريخ كرة القدم، فإنني هنا".

تدور الأيام وتعود، ويأتي نفس اليوم من جديد، اليوم الذي شارك فيه مارادونا هذه الصورة واليوم الذي فازت فيه الأرجنتين بكأس العالم بـ"يد الرب"، الهدف مازال يذاع، الحكايات مازلت تروى، الأرقام مازلت مكتوبة وكأس العالم مازال في موضعه لكن اليد ذهبت.

رحل الأرجنتيني، دييجو أرماندو مارادونا عن عالمنا في 28 نوفمبر من العام الماضي عن عمر ناهز الـ 60 عامًا، بعد إصابته بسكتة قلبية.

دعونا نسلط الضوء على أحداث فوز الأرجنتين بكأس العالم في أول ذكرى لها بدون صانع الذكرى.

كيف كانت مواجهة الأرجنتين وإنجلترا؟

كان يوم 22 يونيو 1986 يوما مشهودًا في تاريخ كرة القدم، جرت فيه مباراة ربع نهائي كأس العالم بين منتخبي إنجلترا والأرجنتين، وسجل خلالها دييجو مارادونا أشهر هدفين في تاريخ اللعبة.

Getty Images

الأول غير شرعي سجله مارادونا بيده في مرمى الحارس بيتر شيلتون، فاحتج الإنجليز طويلا، لكن الحكم التونسي، علي بن ناصر، لم يكترث وأصر على احتساب الهدف.

أما الثاني أذهل العالم بأسره وصنفه الجميع لروعته "هدف القرن" حين انطلق بالكرة من منتصف الملعب، وقدم لمحات فنية ساحرة بقدمه اليسرى، ليراوغ ستة لاعبين إنجليز، بمن فيهم الحارس، قبل أن يودع الكرة بكل هدوء في شباك الإنجليز.

الحكم التونسي وفخره بمشاهدة هدف القرن من مارادونا

بعد وفاة مارادونا روى الحكم التونسي، على بن ناصر، تفاصيل الهدف الغير الشرعي الذي سجله مارادونا وقال: "إنه لم ليكن لديه خيار سوى منح الهدف الأول له". وتذكر كيف منحه مارادونا قميصًا موقعًا عندما التقيا مرة أخرى في 2015.

وحول الهدف الثاني من المباراة والذي راوغ فيه مارادونا لاعبي إنجلترا وسجل هدف القرن كما وصفه الكثير، قال بن ناصر لبي بي سي سبورت: "لقد أقلع من خط الوسط، وكنت أراقبه عن كثب. عندما تحكم مباراة في حضور شخص مثل مارادونا، لا يمكنك أن تغمض عينيك عنه".

Goal/Getty

ردود أفعال مازلت مستمرة حتى يومنا هذا

رحل مارادونا عن عالمنا لكنه لم يغب عن عالم كرة القدم فهو أسطورتها، فقد خلف خبر وفاة الأرجنتيني ردود أفعال مهيبة من أساطير كرة القدم والجماهير.

 حرم دييجو الإنجليز من مونديال 1986، حينما أقصاهم من ربع نهائي البطولة، بهدف أول غير شرعي لكن أقر تلك الخصوم فوقية وعظمة اللاعب.

Getty

قال جاري لينيكر، مهاجم منتخب إنجلترا السابق الذي واجه مارادونا في مونديال 1986، وأحرز هدف بلاده الوحيد خلال مواجهة المنتخبين آنذاك: " أنه أفضل لاعب في جيلي بمسافة، وربما الأعظم في التاريخ، بعد حياة سعيدة ولكن مليئة بالمشاكل، أتمنى أن ينعم أخيرًا ببعض الراحة بين يدي الله، فلترقد في سلام دييجو". 

محاولات التكرار والجذور التاريخية

في عام 2007، سجل ميسي الذي كان 19 عامًا آنذاك هدفًا شبيه لهدف القرن لمارادونا في إنجلترا، انطلق ميسي من منتصف الملعب، ولم يستطع أحد اللحاق به حتي وصل لحافة منطقة الجزاء ليتخطى مدافعين ببراعة ويقدم لوحة فنية ينهيها بهدف في الشباك. منذ ذلك اليوم رأي الجميع ميسي أنه الوريث الشرعي لمارادونا وبدأت آمال كأس العالم 1986 تعود من جديد.

لكن عندما لم تستطع الأرجنتين تحقيق لقب كوبا أمريكا في 2015 ثم تأهلت لنهائي 2016 صرح حينها مارادونا وقال قبل النهائي: "لا بد من تذكير الأولاد بما فعلناه خلال مباراة إنجلترا عام 1986" لم يجد مارادونا أفضل من هذا المثال لتحفيز لاعبي التانجو قبل ثلاثة أيام من النهائي المرتقب أمام تشيلي، مشيرًا إلى ضحايا حرب الفوكلاند التي نشبت بين بريطانيا والأرجنتين قائلاً «أردنا هزيمة إنجلترا في مونديال المكسيك من أجل الشعب وأمهات الجنود القتلى، وبالنسبة لنا كانت أكثر من مُجرد لعبة".

Goal/Getty

 اقرأ أيضًا:

حكم موقعة "يد الرب" فخور بمشاهدة تسجيل مارادونا لهدف القرن

مارادونا: أتعاون مع إنفانتينو، ولا أنسى الفوكلاند!

"برشلونة مهدد بالحرمان من تسجيل عقد ميسي الجديد"