انتهى أخيراً الموسم الحالي بكل غرائبه وأحداثه، وكان مسك الختام هو تتويج بايرن ميونخ بدوري أبطال أوروبا، وقبله إشبيلية بالدوري الأوروبي، فريقان رفعا شعار المتعة والكرة الهجومية، وبها رفعا أغلى الكؤوس الأوروبية.
وكانت العادة في الماضي أن مقولة الدفاع هو الوسيلة لجلب البطولات، وأن الهجوم والكرة الجمالية للمتعة فقط، ولكن هذا الموسم تم إثبات عدم صحة تلك الأقاويل، وكانت المتعة مقرونة بالتتويج.
فاز بايرن بكل مبارياته في دوري الأبطال، واكتسح كبار منافسيه، ثمانية أهداف في برشلونة، سبعة في توتنهام، رباعية وثلاثية في تشيلسي، وكان وفياً لتقاليده الهجومية بعد محاولات نيكو كوفاتش في بداية الموسم لخلق فريق متوازن تكتيكياً، ولكن ثورة هانزي فليك وعودته للمبادئ الألمانية صنعت الفارق وكانت السبب الرئيسي في اللقب.
Gettyإشبيلية هو الآخر حافظ على تقاليده بالاعتماد على الضغط العالي واللعب الهجومي السريع، فاكتسح كل الكبار في طريقه للقبه السادس ببطولته المحببة، ولم تفشل تكتيكات روما، وولفرهامبتون، مانشستر يونايتد، وإنتر في إيقاف متعة وفعالية الفريق الأندلسي.
ليس فقط الأبطال وحدهم من قادهم الهجوم للنجاح، كرة لايبزيج الهجومية الثورية مع يوليان ناجلسمان منحته مقعداً في نصف النهائي للمرة الأولى، وجعلته يتفوق على فلسفة مورينيو وسيميوني الدفاعية، كذلك باريس سان جيرمان عندما اعتمد على نقاط قوته الهجومية حقق مراده وبلغ النهائي للمرة الأولى بفضل الثلاثي المميز نيمار، مبابي، ودي ماريا.
Depo Photosحتى الإيطاليين، إنتر قدم كرة متوازنة ولكن هجومياً كان قاتلاً، وثنائية لوكاكو لاوتارو كانت السبب في بلوغه وعودته للنهائي بعد طول غياب، واكتساحه شاختار بخماسية أبرز مثال، وعلى صعيد الأبطال كان أنجح الإيطاليين هو أتالانتا الذي بقى وفياً لفلسفته الهجومية، وفقط عندما عمد للدفاع انهار أمام الباريسيين وودع المسابقة.
الاستثناء الوحيد كان ليون الذي مع رودي جارسيا اعتمد أسلوب الدفاع والمرتدات السريعة، وكانت فعالة في الإطاحة بيوفنتوس ثم مانشستر سيتي، ولكن لم تكن كافية لإيقاف ماكينة بايرن ميونخ رغم سوء الحظ والفرص الضائعة، لتتوقف المحاولة الجريئة للفرنسيين في نصف النهائي.
Gettyفي الماضي كان الدفاع هو حقاً الوسيلة لتحقيق البطولات، ومن كان يمتلك الدفاع الأفضل كان يفوز بالبطولات، ولكن الكرة الحديثة الآن ترفع شعار السرعة والهجوم، من يسجل أكثر وأولاً يفوز كما فعل بايرن، دفاعه لم يكن الأفضل أو الأقوى، ولكن عندما تهز شباك خصومك مع أول فرصة وتعرف كيف تضاعف تقدمك أو على الأقل تحافظ عليه، فذلك هو المطلوب.
إذا كانت المتعة الخاصة بالجماهير قد غابت هذه المرة بسبب فيروس كورونا، وأفقدت عديد المباريات بهجتها بغياب التفاعل، ولكن التعويض أتى في أرضية الملعب بكرة هجومية رفعت الأهداف وغزارتها شعاراً، ليصبح الهجوم هو الوسيلة الأفضل والطريق لتحقيق البطولات.
